حذر "مركز أبحاث الأمن القومي"
الإسرائيلي من خطورة تدهور الأوضاع
الاقتصادية في الأردن على استقرار نظامه، وما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الأمن "القومي" الإسرائيلي.
وفي دراسة نشرت في العدد الأخير من دوريته "عيدكون استراتيجي"، وعرضت الأربعاء على موقعه، نوه المركز، الذي يعد أهم محافل التقدير الاسترايتجي في إسرائيل، إلى أنه على الرغم من أن استقرار النظام الأردني كان دائما مصلحة استراتيجية عليا لإسرائيل، فإن التحولات الإقليمية زادت من أهميته بشكل كبير، سيما مع تعاظم خطر تهديد "الإسلام المتطرف".
وأشارت الدراسة التي أعدها كل من الدكتور عوديد عيران، الباحث الرئيس في المركز، والسفير الإسرائيلي الأسبق في
عمان، والباحث آدي غروب، إلى أن النظام الأردني يدرك أنه يمكن الاعتماد على مساعدة إسرائيل في مواجهة المشاكل الداخلية والتحديات الخارجية.
وأشارت الدراسة إلى أن إسرائيل سمحت بتصدير البضائع الأردنية عبر ميناء حيفا في أعقاب إغلاق الموانئ السورية في وجه الأردن، من أجل عدم السماح بحدوث مزيد من التدهور على الأوضاع الاقتصادية.
وشددت الدراسة على أن النظام الأردني يستفيد من انخفاض أسعار النفط والمساعدات الخارجية وتعاظم المشاعر الوطنية في أعقاب إحراق تنظيم الدولة للطيار الأردني، مستدركة بأن هذه الظروف تخدم النظام لوقت محدود، في ظل مؤشرات تعاظم الأزمة الاقتصادية.
واستند المركز إلى معطيات الدراسة التي أجراها معهد "PEW" الأمريكي، والتي أظهرت أن 30% من الشباب الأردني عاطل عن العمل، في حين أن 61% من الأردنيين يؤكدون أن أوضاعهم الاقتصادية سيئة وسيئة جدا.
وحذر المركز من أن جماعات السلفية الجهادية ستستفيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ما يزيد من فرص المس باستقرار النظام.
وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت في عددها الصادر في السابع عشر من الشهر الماضي، النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي أعد مخططات للتدخل عسكريا داخل الأردن في حال تمكنت جماعات إسلامية "متطرفة" من إلحاق هزيمة بالنظام.
ونوه أمير أورن، كبير المعلقين العسكريين في الصحيفة إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش جادي آزينكوت قرر أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعدا للعمل داخل جميع دول الجوار، وضمنها الأردن، بفعل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها نظام الحكم فيه.
وبحسب أورن، فإن آزينكوت يعمل وفق توجيه وزير الحرب موشيه يعلون، الذي أدخل مؤخرا تغييرا جذريا على خارطة المخاطر الإقليمية التي تتهدد إسرائيل، عندما أخذ يحذر –لأول مرة منذ سنين- من التهديدات التي يمكن أن تنفجر من "الشرق".
ونوه أورن إلى أن الخطاب الذي ألقاه يعلون مؤخرا في كلية الأمن الوطني، مثل تحولا جذريا على طابع التقديرات الاستراتيجية الإسرائيلية بشأن خارطة التهديدات الإقليمية.
وأوضح أن تحذيرات يعلون وقادة الأجهزة الأمنية كانت في الماضي تقتصر على التهديدات التي يمكن أن تنطلق من الجنوب، وتحديدا من قطاع غزة وسيناء، والشمال، والتي يمكن أن يكون مصدرها جنوب لبنان وهضبة الجولان".
وبحسب أورن، فإن تحذيرات يعلون تدلل على عدم ثقة القيادة الإسرائيلية في قدرة النظام الأردني على الصمود في وجه التحولات الإقليمية المتلاحقة.