بعد الأزمة التي عصفت بالساحل السوري الشهر الماضي جرّاء تصرفات سليمان الأسد، وآخرها إطلاق الرصاص على ضابط في قوات النظام السوري، يعود سليمان الأسد إلى ما كان عليه بعد إطلاق سراحه، وكأن شيئا لم يكن، وقد شوهد وهو يقود سيارته بالاتجاه المعاكس وسط شارع مزدحم في
اللاذقية.
ويقول "عامر. ح"، الناشط السياسي الذي يقطن في حي الزراعة القريب من الجامعة في اللاذقية، والمكان المفضّل عند سليمان الأسد لـ"استعراض عضلاته"، على حد وصف عامر: "اعتاد الناس في حيّ الزراعة في مدينة اللاذقيّة وفي جميع أحياء المدينة على قطع الطرقات من قبل "موكب" سليمان الأسد، وعلى حالات إطلاق النار في الهواء لأتفه الأسباب ولترهيب الجميع".
ويضيف لـ"عربي21": "في حادثة قد تكون فريدة من نوعها في أيامنا هذه قام سليمان الأسد منذ عدّة أيام بالسير في الاتجاه المعاكس على طريق الزراعة - الشيخ ضاهر، أحد أهم الشرايين الرئيسيّة الحيوية في مدينة اللاذقيّة، وفي ساعة الذروة، في تحد واضح لجميع الناس في هذه المدينة التي تعطّلت حياتهم لساعات بسبب مزاجه السيئ في ذاك اليوم" حسب قوله عامر.
ويؤكّد ناشطون من منطقة بسنادا التي ينتمي إليها العقيد حسّان الشيخ الذي قتل برصاص سليمان الأسد الشهر الماضي، أنّ حالات إطلاق النار على المارة ليلا لم تتوقف، وأنّ الوفيّات تجاوزت الأربعة حتى الآن مع بعض الجرحى.
وقال ناشط لـ"
عربي21": "مع أنّ مطلقي النار "مجهولي الهويّة" (لم يستطع الأهالي القبض عليهم، ولم توقفهم حواجز النظام على مدخل الحي)؛ إلّا أنّ نوع السيارات التي تخترق الحي وطريقة التشبيح تدلّ جميعها على سليمان الأسد الذي توعّد بالانتقام من أهل بسنادا، وها هو ذا ينفّذ وعيده".
وأشار سكان بأصابع الاتهام للمجموعة ذاتها في انفجار سيارة مفخخة في ساحة الحمام، على مدخل حي بوقا الذي شهد مظاهرات ضد النظام بعد مقتل العقيد حسان الشيخ، وقد أدى الانفجار إلى مقتل 10 أشخاص إضافة إلى عشرات الجرحى.
إلى جانب ذلك، تزايدت حالات خطف الأغنياء، وسرقات السيارات في جميع مدن الساحل، وبحسب أشخاص قالوا إنهم واجهوا الابتزاز فإن رجال سليمان الأسد يتصلون بأهالي المخطوفين أو بأصحاب السيارات ويستدعونهم للقرادحة لدفع الفدية دون إنكار لهوياتهم أو إخفائها، بل علنا ودون وجل، وهذا ما حصل مع (ف.ت) و(ع.ج.) اللذين قصّا على "
عربي21" هذه الأحداث التي تجعل من لا يعيش في الساحل هذه الأيام يستغرب أشد الاستغراب.