أثارت دعوة حركة
التوحيد والإصلاح الإسلامية بالمغرب للشيخ السعودي محمد
العريفي لإلقاء محاضرة بالمغرب أواخر الشهر الجاري، انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ عبر نشطاء مغاربة عن رفضهم لهذه الاستضافة معتبرين أن العريفي يشجع على الإرهاب.
وكانت حركة التوحيد والإصلاح، المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة
المغربية، أعلنت أن العريفي سيلقي محاضرة بالعاصمة الرباط في موضوع: "دور القرآن في بناء الإنسان".
وكتب الناشط العلماني المغربي عبد الكريم لقمش في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "لست أتفق مع الأصدقاء الذين طالبوا بمنع هذا الداعشي من الدخول إلى المغرب وإلقاء محاضرة، بل أقترح بدلا عن ذلك أن نقوم نحن معشر العلمانيين بإنزال عددي كثيف في قاعة المهدي بن بنبركة في اليوم المعلوم بشكل سلمي وقصف المنصة بتدخلاتنا وترك الإعلام يسجل والفضيحة تعم أيقونات الجهل المقدس. ما رأيكم أنا سأكون أول الذاهبين وقد قررت أن أفعلها حتى لو لم يعجبكم اقتراحي فمن يذهب معي؟".
كما كتبت سارة سوجار، وهي عضو في حزب يساري: "أظن أنه واجب وطني أن تستنكر كل القوى السياسية والمدنية والثقافية استضافة حركة التوحيد والإصلاح لشيخ أقل ما يمكن أن يقال من جرائمه هو تحريضه على ممارسة العنف. والأكثر من ذلك يستضيفونه في قاعة اسمها له رمزية تاريخية في النضال من أجل السلام و الديمقراطية، كما يتزامن تاريخ هذه الندوة ذكرى اختطاف المهدي بنبركة".
من جهته دافع عبد الرحيم شيخي رئيس حركة الوحيد والإصلاح عن اختيار حركته في استضافة العريفي، وقال إن للعريفي أفكار إيجابية كما لديه أخرى يختلفون معه فيها في حركة التوحيد والاصلاح، وأشار إلى أن الحركة منفتحة على جميع الآراء ولا تضيق بأي منها، وليس "لأن العريفي يحمل اجتهادات خاطئة، سيمنع من التعبير في المغرب عن اجتهاداته الإيجابية".
ونقلت "CNN بالعربية" عن شيخي قوله إن المغرب سيشهد تنظيم مؤتمر عالمي حول تدبر القرآن تشارك في تنظيمه عدة جامعات، وهو ما حدا ببعض أعضاء الحركة إلى دعوة العريفي للمشاركة في المؤتمر، متحدثا أن الجامعات المنظمة معنية كذلك بسؤال حضور العريفي وليس الحركة وحدها التي قال إنها لا تتبنى أفكار وآراء العريفي.
واستطرد شيخي "دعوتنا للعريفي لا تعني إقراره على كل اجتهاداته، فأعضاؤنا مستعدون للرد على العريفي إذا ما تبين أنه عبر عن أفكار لا نوافقه عليها"، مستطردا: "مواقفنا من القتال في
سوريا معروفة، فنحن لا ندعو الشباب إلى القتال في أي بلد، ونرفض أن يتم الزج بهم في حروب يصبحون من خلالها أدوات لقوى معينة توظفهم لمآربها".
يُذكر أن العريفي من أكثر الدعاة الذي يتعرضون للإشاعات، وكثيرا ما تنسب له فتاوى ومواقف لم تصدر عنه، ورغم نفيه لها، إلا أنه تثبت عند البعض، كما هو حال قصة "جهاد النكاح" مثلا، وغيرها من الفتاوى، كما أنه مثل غيره من الدعاة، يكون له موقف سياسي، ثم يغيره لاعتبارات مختلفة، فيُنسى الجديد، ويثبت القديم.