نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا لرولا خلف، حول الآمال التي يعلقها
الإيرانيون على حفيد آية الله خميني، الذي قاد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. مشيرة إلى أن رجل الدين حسن خميني، البالغ من العمر 43 عاما، يحاول دخول السياسة الإيرانية بالترشح لمجلس الخبراء.
وتقول خلف إنه "بقدر غموض هذه المؤسسة، إلا أنها أساسية في تعقيدات السياسة الإيرانية، ومهمتها هي الإشراف على عمل آية الله
خامنئي، الزعيم الروحي البالغ من العمر 76 عاما، والأهم من ذلك اختيار خليفته".
وتضيف الكاتبة: "يعد خميني الحفيد، وهو أحد كبار رجال الدين، معتدلا بالمعايير الإيرانية، وتضاف إلى مؤهلاته قرابته من الأب الروحي للثورة، وصغر عمره نسبيا، فهو بالتأكيد يحظى بشعبية جيدة".
ويشير التقرير إلى أن "
الانتخابات في إيران لها شكل خاص، فمع أنه يجب موافقة رجال الدين على المرشحين كلهم، إلا أن الانتخابات فيها منافسة قوية، وتجذب مجتمعا شابا يتلهف للتغيير. ويمكن أن تنتج عن العملية الانتخابية نتائج غير متوقعة، كان آخرها عام 2013، حيث تم انتخاب مرشح الوسط حسن روحاني، الذي انتخب رئيسا، ومضى قدما ليوقع اتفاقية نووية مع القوى العالمية".
وتبين الصحيفة أن
مجلس الخبراء إلى الآن مليء بـ 86 رجل دين، معظمهم مسنون، وغالبيتهم متصلبون، ولا يلفت الانتباه إلا كل ثماني سنوات، عندما يحين وقت انتخاباته، مستدركة بأن تقدم عمر الزعيم الروحي زاد من أهمية المجلس.
وتقول خلف إن "
الخميني محب لكرة القدم، ويحب لاعب برشلونة ليونيل ميسي، وقد يثير رغبة الإيرانيين الشباب في المشاركة بالتصويت في هذه الانتخابات، ويشجع رجال الدين المعتدلين الآخرين على أن ينضموا إليه، ليخففوا من سيطرة التيار المتصلب".
وتلفت الكاتبة إلى أنه "رغم أن الخميني قليلا ما يتطرق إلى قضايا سياسية، إلا أن له مواقف ناقدة لقوى (التطرف)، ويعتقد أنه كان متعاطفا مع حركة الإصلاحيين الخضر، التي قمعت بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2009. ومما يقوي جاذبيته الصور العائلية التي يقوم ابنه أحمد بتحميلها على (إنستغرام)".
وترى الصحيفة أن دخوله معترك السياسة كان بدعم من شخصيتين معتدلتين قويتين، هما: أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وكلاهما رئيس سابق، وعمل بجد لنجاح روحاني في انتخابات عام 2013.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن اسم الخميني لا يزال يحمل نفوذا في السياسة الإيرانية، ويحترم السياسيون من ألوان الطيف السياسي كلها ذاكرة آية الله خميني، ويتهمون بعضهم البعض بالانحراف عن طريقه الثورية.
وتورد خلف بأنه مع انتشار أخبار اعتزام الخميني الترشح في الأيام الأخيرة، فإن الصراع المحتدم أصلا بين المعتدلين والمتشددين بسبب الاتفاق النووي، شهد المزيد من التصعيد. واتهمت صحيفة "كيهان"، التي تتحدث باسم المتشددين، من يدعم خميني من السياسيين بالتحريض على العصيان في خطة ستستغل اسم الخميني.
وتنوه الصحيفة إلى أنه يمكن للمتشددين أن يعرقلوا أحلام خميني، فيجب المصادقة على ترشيحه من مجلس الأوصياء، وهو مجلس غير منتخب يقوم بفحص مؤهلات المرشح الدينية والسياسية. ومن بين الشروط الأخرى لمرشحي مجلس الخبراء أن يكون المترشح على مستوى عال من العلم الشرعي يمكنه من تفسير القوانين الشرعية.
ويجد التقرير أنه سيكون من المثير للجدل بأن يعلن حفيد خميني كونه ليس إسلاميا بما فيه الكفاية، ولن يكون من السهل التشكيك فيه، كونه حفيد أحد كبار رجال الدين. ولكن مجلس الأوصياء أعلن في السابق عددا من المرشحين، الذين لا يبدو عليهم أي غبار، غير مناسبين للوظيفة لأسباب مختلفة.
وترى الكاتبة أنه إذا تجاوز هذه العقبة، فلن تكون أمامه مشكلة في تأمين مقعده. أما الأمر الذي سيكون أكثر صعوبة، فهو تغيير تركيبة المجلس، والتغلب على سيطرة المتشددين. وتقول خلف: "صحيح أن مشاركته قد تشجع من يفكر مثله بالترشح وتجاوز مرحلة التنسيب، ولكن قد تكون الأجواء العامة متأثرة بفشل حكومة روحاني بإثبات الفوائد الاقتصادية للاتفاق النووي إلى الآن".
وتخلص الكاتبة إلى أنه "يجب عدم المبالغة في أثر شخص معتدل واحد على المجلس، ولكن في الصراع على مستقبل إيران فإن انتخابه يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة إن كان هذا الشخص يحمل اسم الخميني".