نشرت صحيفة الموندو الإسبانية تقريرا حول وضع
المرأة في
إيران، قالت فيه إن أصحاب الفكر المتطرف يرفضون بشدة أية مقترحات تتعلق بتحسين وضع المرأة الإيرانية، كما يفرضون قيودا على لباسها ونشاطاتها ودورها في الحياة العامة.
وقالت الصحيفة، في تقرير كتبته زاهيدا ممبراندو، وترجمته "
عربي21"، إن المتحدث القضائي الإيراني، غلام حسين محسني إيجي، ذكر في رسالة وجهها للرئيس الإيراني حسن
روحاني "أن كل امرأة لا تلتزم بتغطية جسدها حسب التعاليم الإسلامية، تعتبر مذنبة ومرتكبة لجريمة تستوجب العقاب".
وأضافت أن الأمر لم يقف عند فرض تغطية الشعر فقط، بل إن شيوخ المذهب الشيعي اختاروا الألوان والتصاميم التي يسمح للمرأة ارتداءها، بعد أن تغيرت الأوضاع وسمح لهن بارتداء ملابس بألوان غير الأسود.
وذكرت الصحيفة، أن مساعي حسن روحاني للحد من وطأة الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة، قوبلت بمعارضة شديدة من قبل النواب المحافظين، الذين يمثلون الأغلبية في البرلمان، والذين قدموا في الأشهر الأخيرة عددا من مقترحات القوانين بهدف زيادة التضييق على المرأة الإيرانية.
وأحد هذه القوانين كانت تحت شعار "خطة التشجيع على الفضيلة ومنع الرذيلة"، التي أثارت جدلا كبيرا في إيران، لأنها تمنح صلاحيات أكبر لبيادق النظام ولعناصر الباسيج، وتتيح لهم الحق في التدخل في شؤون النسوة خاصة في الأماكن العامة.
وقام ثلثا أعضاء البرلمان الإيراني بتوقيع قرار في الصيف الماضي، والرئيس حسن روحاني مطالب اليوم بإنفاذ هذا القانون، حيث قال "إنه لا يمكن إجبار النساء بالقوة على احترام هذه التعليمات والتسبب في مضايقتهن بذريعة عدم احترام
الحجاب".
وأشارت الصحيفة، إلى أن حسن روحاني الذي تتسم سياساته بالواقعية، تعهد منذ سنة 2013 بخوض معركة الدفاع عن حقوق الإيرانيات، ولكن بعض رجال الدين المتشددين أطلقوا آلتهم الدعائية لمنعه من تحقيق أهدافه.
فبثوا دعاية تقول "إن أعداء إيران هم من يحرضون على ارتداء الحجاب بطريقة مخالفة للتعليمات"، كما أن
قانون العفة الذي يتم النظر فيه الآن في البرلمان، سيعزز من ظاهرة ضرب النساء في الشوارع، وإجبارهن على تلقي دروس دينية تحت مسمى "إعادة التأهيل"، وفرض غرامات مالية على المخالفات للتعليمات.
وذكرت الصحيفة، أن الأصوات المتشددة تأتي أيضا من خارج البرلمان، حيث قال أحد الأئمة مؤخرا أثناء خطبة الجمعة إن "ارتداء الحجاب بشكل غير مناسب هو تصرف غير مسؤول ويشجع على الفساد"، ولكنه قال في الوقت نفسه بأن "إجبار النساء على تغطية رؤوسهن سيؤدي لنشر الكراهية والتطرف".
وتوقعت الصحيفة، أن تؤثر نتائج الصراع الحالي على نتائج الانتخابات في سنة 2016، بما يرجح كفة القوى الإصلاحية بقيادة حسن روحاني، وهو ما يدفع بالرئيس الإيراني إلى مزيد من التشبث بمواقفه المساندة للمرأة، لأنه يعلم جيدا أهمية الإيفاء بتعهداته الانتخابية، التي قطعها على نفسه في انتخابات سنة 2013.
وذكرت الصحيفة، أن مجلة الناشطة الخاصة بالنساء، شاهلة شيركات، التي تحمل عنوان "النساء اليوم"، تم إغلاقها من قبل القضاء الإيراني في نيسان/ أبريل الماضي، لأنها تحدثت علنا عن ظاهرة زواج المتعة، والذي يتفق فيه الطرفان غير المتزوجين على العيش تحت سقف واحد، وقد صرحت شاهلة لصحيفة الموندو، بأن "الإسلام لا يتناقض مع حقوق المرأة، وأن انتقال المجتمع الإيراني نحو نمط فكري أكثر حداثة، هو مسألة وقت لا غير".
واعتبرت شاهلة، أن المدافعات عن حقوق المرأة يلعبن دورا هاما في معركة الحقوق والحريات، رغم أنهن مجبرات على الصمت.
ولكن أكبر المشاكل التي تعاني منها المرأة الإيرانية هي انعدام فرص العمل، ولهذا يجب على روحاني إلغاء نظام الكوتا المعمول به في الجامعات، والذي يحد من حظوظ الفتيات في الدراسة وبالتالي من فرص العمل.
وفي الختام قالت شاهلة، إن الهدف الأساسي لمجلتها هو تعريف النساء بحقوقهن، ذلك أن عددا كبيرا من الإيرانيات لا علم لهن بحقوقهن، ولهذا يجب على السلطات السماح للمجلة بالعودة للنشر لتثقيف النسوة بحقوقهم.