أصبح "أحمد عبيد
بن دغر"، الذي انشق عن الرئيس
اليمني السابق "علي عبدالله صالح"، وأعلن تأييده للرئيس "عبدربه منصور هادي"، والتحالف العربي، رئيسا للحكومة اليمنية، خلفا لـ"خالد بحاح" الذي بات مستشارا لرئيس البلاد.
وذكر التلفزيون اليمني الرسمي، ووكالة سبأ الحكومية، مساء الأحد، أن "قرارا جمهوريا، قضى بتعيين الدكتور، أحمد عبيد بن دغر، رئيسا للحكومة، خلفا للمهندس خالد بحاح، الذي تم تعيينه في منصب مستشار الرئيس".
وعزا القرار تعيين "بن دغر"، إلى "الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة، خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة الشعب وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته"، بحسب المصدرين.
وكان الرئيس "هادي"، قد عيّن "بن دغر"، المنحدر من "حضرموت" نفس محافظة سلفه "بحاح"، شرقي اليمن، نائبا لرئيس الوزراء، مستشارا سياسيا له، في آب/أغسطس 2015 ، أي بعد 4 أشهر من انشقاقه عن "صالح" وتوجهه إلى
السعودية.
وتقول السيرة الذاتية لرئيس الحكومة اليمنية المولود في مدينة "شبام"، بحضرموت، عام 1952 ، إنه درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في المحافظة ذاتها، قبل أن ينتقل إلى مدينة عدن، ليلتحق بكلية التربية في جامعتها، وحصل على شهادة البكالوريوس بتقدير جيد جدا عام 1983.
التحق بعدها بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، ومنح درجة الماجستير في التاريخ بامتياز عام 2000، ثم الدكتوراه في التخصص ذاته، مع مرتبة الشرف الأولى عام 2004 .
عمل عام 1973 في القطاع الزراعي، والحركة التعاونية، ثم رئيسا لاتحاد الفلاحين عام 1976، ثم انتخب عضوا في مجلس الشعب الأعلى عن دائرة "شبام" 1986، وفي العام نفسه، انتخب عضوا في هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى إلى جانب قيادته للحركة التعاونية في الجنوب، قبل توحد شطري اليمن.
عقب تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، أصبح "بن دغر"، عضوا في مجلس النواب ( البرلمان) عن الحزب الاشتراكي اليمني، حيث كان من قياداته البارزة، وغادر البلاد عقب اندلاع حرب صيف 1994 الأهلية.
وفي عام 2006، عاد "بن دغر" إلى اليمن مجددا بعد سنوات قضاها في المنفى، لكنه تخلى عن حزبه السابق وانضم إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه "صالح"، حيث شغل منصب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية، ثم أمينا عاما مساعدا لقطاع الثقافة والإعلام.
عُين "بن دغر" بعدها وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات، ثم نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للاتصالات، في حكومة سلفه "خالد بحاح"، إلى أن تم، الأحد، تعيينه خلفا له.
وجاء قرار تعيين "بن دغر" قبيل أيام من المفاوضات السياسية المرتقبة بين الحكومة و"الحوثيين" التي من المقرر أن تنطلق في الكويت 18 نيسان/أبريل الجاري، برعاية أممية.
وتزامن تعيين "بن دغر" في منصب رئيس الحكومة، مع مفارقة أخرى، تضمنت فصله من حزب المؤتمر، الجناح الذي يقوده "صالح"، ضمن عدد من قياداته المؤيدة للتحالف العربي بقيادة السعودية.
وذكر الموقع الرسمي للحزب، "المؤتمر نت"، أن اللجنة العامة (أرفع هيئة سياسية في جناح صالح بالحزب)، أقرت ما تضمنه تقرير هيئة الرقابة التنظيمية من إجراءات تنظيمية وقانونية بفصل عدد من قيادات المؤتمر الذين أيدوا وباركوا ما وصفته بـ"العدوان والغزو والاحتلال، وخالفوا النظام الداخلي للحزب"، وفقا لتعبير الموقع.
وكان حزب المؤتمر، قرر سابقا تجميد القيادات التي أيدت التحالف وتعيين بديل عنها، دون فصل نهائي من الحزب، ليفصلهم اليوم.
ولم يصدر أي تعليق رسمي على الفور من "الحوثيين" أو حزب "صالح" حول قرار تعيين "بن دغر"، خصوصا بعد أنباء تحدثت عن اشتراط الحوثيين انتقال رئاسة البلاد من "هادي" إلى "بحاح".