واشنطن بوست: مسلمو أمريكا ركزوا على محاولة إقناع الممثلين بتبني قرار يشجب الإسلاموفوبيا- أ ف ب
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للمراسلة إبيغيل هوسلوهنر، حول حملة ضغط سنوية تقوم بها الجالية الإسلامية التي تعيش في الولايات المتحدة، حيث تتوجه وفودها من أنحاء البلاد إلى واشنطن لمقابلة ممثليها في الكونغرس.
ويركز التقرير على مجموعة أتت من ألاباما، تقودها خولة حديد (31 عاما)، وتضم المجموعة مهندسا فضائيا يعمل مع ناسا مع ولديه، ومحامي حقوق إنسان، وإماما في بلدة صغيرة، حيث جاءوا جميعهم إلى واشنطن، لينضموا لبضع مئات من المسلمين يوم الاثنين، للمشاركة في "اليوم السنوي للضغط في الكونغرس".
وتشير هوسلوهنر إلى أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية ينظم هذا اليوم كل عام، وهو إحدى كبريات مؤسسات الضغط التي تمثل المسلمين، لافتة إلى أن اليوم يبدأ بدورة سريعة عن كيفية ممارسة الضغط على الممثلين والشيوخ، حيث ينبههم مدير المجلس لشؤون الحكومة، روبرت ماكاو، إلى ضرورة التحدث بأدب والوضوح، واستخدام أمثلة حقيقية لشرح نقطة ما، ويشجعهم على أخذ الصور مع الممثلين بعد السؤال، طبعا إن كان ذلك ممكنا، التي يمكن استخدامها فيما بعد على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتذكر الصحيفة أن المسلمين في أمريكا ركزوا هذا العام في حملة الضغط السنوية على محاولة إقناع الممثلين بتبني قرار يشجب الإسلاموفوبيا، وبتبني مسودتين مقدمتين من الممثلين المسلمين في الكونغرس كيث إليسون (ديمقراطي – مينوسوتا) وأندري غارسون (ديمقراطي – إنديانا)؛ حيث يدعو الأول إلى توسيع المواصفات التي يمكن للشخص الحصول من خلالها على القروض، والثاني يحث على بناء المزيد من محلات البقالة في الأماكن التي ينقصها ذلك.
ويلفت التقرير إلى أن الجهد انصب بشكل عام على تشجيع فهم ديانة عانت من هجوم خطابي خلال حملة الانتخابات الرئاسية الجارية، حيث تشعر الجالية الإسلامية بعداء من بعض قطاعات المجتمع، وبالذات منذ هجوم سان برناردينو في كاليفورنيا، الذي قام به متطرفون إسلاميون.
وتنقل الكاتبة عن مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية نهاد عوض، قوله: "نحتاج لإظهار الوجه الإنساني للمجتمع المسلم"؛ لأن ذلك يجعل تأييد السياسات المعادية للمسلمين أكثر صعوبة، حيث نبّه عوض المشاركين إلى استخدام هاشتاغ (#MuslimHillDay)، وقال ممازحا، في إشارة إلى اللفظ الخاطئ الذي يصدر عن بعض المهاجرين الجدد لأمريكا: "لا أريد أحدا أن يستخدم (Muslim Hell Day)"، فضحك الحاضرون، حيث إن هناك فرقا بين "تلة" في الأولى، و"جهنم" في الثانية.
وتبين الصحيفة أن التحدي لناشطي ألاباما كان كبيرا، حيث إنهم قادمون من ولاية "حمراء"، كما أوضحت حديد، "في إشارة إلى كون الولاية يمثلها جمهوريون"، وقد حاول حاكم ألاباما روبرت بنتلي (جمهوري) منع إسكان اللاجئين السوريين في الولاية، مشيرة إلى أن السيناتور جيف سيشنز (جمهوري) عن ألاباما هو الوحيد من بين السيناتور المؤيد لدونالد ترامب.
وينوه التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه لم يوافق أي من الممثلين التسعة عن ألاباما، في كابيتول هيل، على لقاء الناشطين المسلمين يوم الاثنين، مستدركا بأن خمسة منهم سمحوا باللقاء مع موظفين يعملون معهم، حيث قابل الناشطون ميغان ميدلي نائب مدير الشؤون التشريعية، حيث استقبلتهم في مكتب لمقابلتها، ثم خرجوا بعد دقائق.
وتقول حديد للصحيفة: "قالت لهم إنه ليس لديهم موقف منه (القرار المتعلق بالإسلامفوبيا)"، وقال محامي حقوق الإنسان من بيرمنغهام، ديفيد غيسباس، إنها قالت لهم أيضا إن هذا الموضوع ليس من تخصصها على أي حال، أما الشابان عبدالله (15 عاما) وعاصم (14 عاما) أبناء سعيد بلحاج، مهندس ناسا، فهما غاضبان ويقولان: "هذا أمر غير مسبوق".
وتستدرك هوسلوهنر بأن المجموعة اتفقت على أن مجرد اللقاء، حتى وإن كان مع موظفين، هو أمر إيجابي، وأخذوا صورا لأنفسهم مع اللوحة أمام مكتب الممثل ألدرهولت، حيث رفضت موظفته ميدلي أن تأخذ صورة معهم.
وتورد الصحيفة أن حديد، التي أنشأت فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في ألاباما العام الماضي، تقول إنه لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المسلمين في الولاية، إلا أن هناك 33 مسجدا، وتقدر بأن هناك خمسة آلاف مسلم في بيرمنغهام، حيث يجتمع هذا العدد في صلاة الأعياد كل عام.
ويفيد التقرير بأن نسبة 78% من المصوتين الجمهوريين في ألاباما قالوا الشهر الماضي إنهم يؤيدون مقترح ترامب بمنع دخول المسلمين غير الأمريكيين إلى البلاد، بحسب استطلاع "سوبر تيوزدي"، الذي أجرته "أي بي سي نيوز"، مشيرا إلى أن هذا يثير قلق المسلمين في أمريكا، بحسب ما أوضحت حديد، حيث قالت: "أنا عندي ابنة، ماذا لو قرروا طردي؟".
وتكشف الكاتبة عن أن اثنين من الممثلين الخمسة، الذين أذنوا بلقاء مع مجموعة ألاباما، انتدبوا مستشاريهم للأمن القومي، وهو الأمر الذي وجدته المجموعة مزعجا.
وتذكر الصحيفة أنه مع حلول وقت الغذاء كان الفريق قد التقى مساعدي ثلاثة أعضاء في الكونغرس، أحدهم قال إنه يقدم لهم "100 مقترح قرار في اليوم"، بحسب عبدالله بلحاج، مشيرة إلى أن عائلة بلحاج سافرت بالسيارة لمدة 11 ساعة، لتصل إلى واشنطن، وعليها العودة، ويقول الأب إنها كانت رحلة إيجابية، أما ابنه عبد الله فيقول: "كان يمكن أن نقدرها لو كان أعضاء الكونغرس موجودين".
ويشير التقرير إلى أن الاجتماع الأخير كان في مكتب برادلي بيرن، حيث كانت حديد تأمل بأن تلتقي أحد زملائها في كلية الحقوق، لكنه لم يكن موجودا، مستدركا بأن تشاد كارلوغ "المدير التشريعي" كان يعرف عن تلك العلاقة، ورحب بحديد والإمام محمد حق، واستمر اللقاء 20 دقيقة، خرجت حديد بعدها مبتسمة، حيث علمت أن كارلوغ عاش في البحرين؛ ولذلك لم يجد صعوبة في فهم ما أرادوا قوله.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن كارلوغ يعرف الفرق بين المسلمين العاديين ومرتكبي هجمات أيلول/ سبتمبر، كما أنه على عكس غيره من المستشارين السابقين الذين قابلوهم، فقد سمح بأخذ صورة معه.