استيقظت العاصمة
دمشق صباح السبت على خبر نشوب
حريق كبير في سوق العصرونية الأثري في المدينة القديمة، غير بعيدة عن قلعة دمشق، والذي اشتعل مرة ثانية مساء اليوم ذاته، حيث التهم الحريق أكثر من 80 محلا تجاريا في سوق العصرونية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مدير الدفاع المدني في دمشق.
وبحسب الوكالة، فقد رجح مدير الدفاع المدني في دمشق، العميد جهاد موسى، أن يكون "الحريق ناجما عن ماس كهربائي"، مسبتعدا أن يكون الحريق قد أضرم بفعل فاعل أو بعمل مدبر.
لكن عرفان الموصلي، رئيس مجلس دمشق الحرة، الذي تشكل بعد اجتماع المجالس المحلية في مناطق مدينة دمشق الخارجة عن سيطرة النظام، فقد اتهم، في حديث خاص لـ
عربي21"، النظام بافتعال الحريق.
وقال: "مفتعل الحريق هو النظام، حيث إنه في الآونة الأخيرة تعرض تجار السوق لضغوط كبيرة من النظام وعناصر المليشيات الشيعية، إضافة إلى ذلك تردد منذ أكثر من شهرين خبر وجود تجار يعملون لصالح غيران يحاولون شراء المحلات التجارية في دمشق القديمة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك".
كما أثار الموصلي شكوكا في بطء تجاوب الدفاع المدني، حيث أشار إلى "قرب مركز الإطفاء من مكان الحادث، ووقوع الحريق في يوم السبت والذي يعتبر عطلة رسمية في
سوريا، فلا يوجد ما يعيق وصول الإطفاء إلى مكان الحريق".
ورأى الموصلي أن "إيران، وبالتعامل مع ضباط من الطائفة العلوية مثل الرائد إياد ميهوب، وهو من بلدة شيخ بدر في طرطوس)، وسماسرة من أبناء مدينة دمشق الشيعة مثل محمد الهبج، تحاول منذ سنتين ونصف شراء المحلات في محيط الجامع الأموي".
وأشار إلى هؤلاء، وفي سبيل ذلك، مارسوا "مختلف أشكال الضغط، ولكن التجار يرفضون البيع، رغم أن إيران قدمت أسعارا مرتفعة جدا لأصحاب المحلات، وزيادة عن سعر المحل الطبيعي، فكان في آخر المطاف أن بدأوا بسياسة التهديد لأصحاب المحلات، ولكنهم لم يتمكنوا من شرائها"، وفق قوله.
وأضاف الموصلي أنه "في منطقة العمارة، ومنذ سنتين، تم تهجير عوائل سنية عديدة تحت ضغط شيعي من ألوية أبو الفضل العباس، في محاولة من النظام وحلفائه الشيعة لتغيير حلة المدينة القديمة، وإلباسها حلة المدينة الشيعية، حيث إن أعلام حزب الله وإيران وحتى روسيا طغت على كل شيء في دمشق".
وتحدث الموصلي عن محاولة النظام تغيير البنية السكانية لمدينة دمشق وما حولها، مستخدما مختلف الأساليب، وقال إن "تحركات النظام ضمن دمشق تدل على أن النظام يعمل على تغيير ديمغرافية دمشق وتشييعها".
وأضاف: "التغيير الديمغرافي يستهدف دمشق عامة، ومناطق الترابط والتلاحم الاجتماعي خاصة، حيث بدأ ذلك عنوة في مفاوضات الزبداني ومضايا، إضافة للبدء بتطبيق المرسوم 66 (تنظيم خلف الرازي)، والذي يهدف إلى تشريد عدد كبير من أبناء حيي المزة وكفرسوسة الدمشقيين، بحجة إعادة التنظيم على بعد مسافة كيلومترات قليلة من داريا؛ التي تقصف يوميا بعشرات البراميل المتفجرة، لينتهي الأمر به (النظام) مؤخرا بافتعال الحريق في منطقة العصرونية والتي تعتبر جزءا مهما من مدينة دمشق الأثرية"، بحسب قول الموصلي.
وذكر تجار في السوق أن غالبية المحلات مليئة بالبضائع، وهي تحوي مواد بلاستكية سريعة الاشتعال، مثل ألعاب الأطفال.
والجدير بالذكر أن سوق الهال في دمشق تعرض يوم الجمعة الفائت إلى حريق مشابه أدى إلى احتراق محلات تجارية، فيما سجل النظام القضية "ضد مجهول".