هاجم عمدة لندن الجديد صادق
خان، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد
كاميرون، والمرشح الخاسر في
الانتخابات زاك غولد سميث، واتهمهما بتحريض الأقليات ضد بعضها؛ من أجل منعه من الوصول إلى الفوز بمنصب عمدة العاصمة.
وكتب خان في صحيفة "أوبزيرفر" بعدما أصبح المسلم الأكثر تأثيرا في أوروبا، وبعدما أصبح عمدة أهم مدينة أوروبية في القارة، أن رئيس الوزراء وغولد سميث استخدما أساليب من الكتاب ذاته الذي استخدمه المرشح الجمهوري دونالد
ترامب، في إشارة إلى التصريحات التي قال فيها إنه سيمنع المسلمين في العالم من دخول أمريكا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن خان استطاع الفوز بمنصب عمدة لندن، بعد ثماني سنوات من سيطرة المحافظين عليها، في فوز مريح على غولد سميث، حيث قال إنه سيركز في حملته على موضوعات، مثل المواصلات والسكن والتلوث، مستدركا بأن "ديفيد كاميرن وزاك غولد سميث اختارا شق صفوف المجتمعات في لندن، في محاولة للفوز بالأصوات في بعض الأماكن، وقمع الأصوات في مناطق أخرى".
ويواصل خان قائلا: "لقد استخدموا التخويف والتلميح في محاولة لضرب الأقليات الإثنية ضد بعضها، وهو ما نقلاه مباشرة من قواعد لعبة دونالد ترامب، ويستحق أهل لندن الأفضل، وآمل ألا يكرر المحافظون هذا أبدا".
وتذكر الصحيفة أن تعليقات خان جاءت بعد انتقاد شخصيات بارزة في حزب المحافظين، ومنها محمد أمين، رئيس منبر المسلمين المحافظين، وهي المجموعة التي تحاول كسب أصوات الأقلية المسلمين للحزب، الذي انتقد حملة حزبه، حيث عبر على صفحة الحزب في "فيسبوك"، عن شعوره بالقرف من الحملة الانقسامية وغير المريحة التي خاضها حزبه ضد خان. مشيرة إلى أن خان اختار كاتدرائية ساثيرك ليوقع على استلامه منصب العمدة، حيث قال إنه مصمم على خدمة اللندنيين كلهم "والمجتمع كله".
ويجد التقرير أن تعليقات خان ستثير غضب كاميرون، وقد تؤدي إلى توتر بينهما، خاصة أنهما سيعملان معا في قضايا الأمن والأمور الأخرى في الأشهر والسنوات المقبلة.
وتلفت الصحيفة إلى أن حزب المحافظون حاول أثناء الحملة، التي أشرف عليها مدير حملة كاميرون في انتخابات العام الماضي ليتون كروسبي، تأكيد ارتباط خان بالمتطرفين، وتصويره أنه واحد منهم، حيث أشاروا إلى أن هناك اسئلة لا بد من الإجابة عليها، خاصة عندما كان يعمل محاميا لحقوق الإنسان.
ويورد التقرير نقلا عن خان قوله إن الأمر يعود إلى كاميرون، إن كان يريد الاعتذار عن نبرة ومحتويات حملة حزب المحافظين، مستدركا بأنه تعهد بالعمل معه، لخدمة أهل لندن.
وتنوه الصحيفة إلى أن وزير الدفاع مايكل فالون، الذي وصف في تعليقات له خان بأنه خادم متزلف للعمال، ويتحدث مع المتطرفين، رفض في مقابلة مع "بي بي سي" القول إن كان يشعر بالخوف على أمن لندن بعد فوز خان، مشيرة إلى أنه بعد ضغط من المحاورة سارة مونتاغ اعترف قائلا: "لندن آمنة بحكومة محافظين تعمل مع عمدة لندن الجديد".
وهاجم خان في مقاله، الذي نشرته الصحيفة، حيث لم يكن فريقه راغبا بحضور زعيم
حزب العمال جيرمي كوربن، حفل التوقيع على استلام المنصب، بحسب تقارير، قيادة الحزب قائلا إن نتائج الأنتخابات ترسل رسالة حول كيفية ربح الانتخابات القادمة، حيث عانى الحزب خسارة في أسكتلندا، وجاء في المرتبة الثالثة، واحتفظ بويلز والسيطرة على لندن ومعظم مجالسها المحلية.
وكتب خان: "تعلمت الكثير خلال الحملة، عن نفسي وعن لندن وحول أهمية الوصول إلى قطاعات المجتمع كلها، لكن هناك درسين مهمين، الأول: يفوز الحزب عندما نركز على الأمام وعلى القضايا التي تهم الناس. والثاني: لن يثق بنا أحد ونصل إلى الحكم حتى نصل إلى الجميع وإلى الناخبين كلهم، بعيدا عن أصولهم الاجتماعية وأين يعيشون ويعملون".
ويقول إن "الشجار حول بنية الحزب قد تكون مهمة للبعض في الحزب، لكنها، وبشكل واضح، لا تهم الغالبية من الناخبين، علينا تجنب التركيز على أنفسنا، وتجاهل ما يريده الناس".
ويشير خان إلى أن كوربين فشل في الوصول إلى قطاع واسع من الناخبين، بمن فيهم أبناء الطبقة المتوسطة والساخطون من حزب العمال، ويقول "يجب أن يكون حزب العمال مثل الخيمة الكبيرة التي تستقطب الكل، وليس ناشطيها فقط، والحملات الانتخابية التي تدير ظهرها لجماعات معينة ستفشل حتما".
ويخلص عمدة لندن إلى القول إن "المصوتين المؤكدين لحزب العمال لا يكفون للفوز في الانتخابات العامة، ويجب أن نكون قادرين على إقناع الناس كلهم، الذين صوتوا للمحافظين في السابق، بالثقة بحزب العمال، فيما يتعلق بالأمن والاقتصاد، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الاجتماعية، وبناء مجتمع عادل".