نشرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية، تقريراً تحدثت فيه عن المبادرة التي تقدم بها مركز "دار السلام" الإسلامي في مدينة "شاكينوليا" بإيطاليا، والمتمثلة في تقديم دروس في الإمامة للطلاب، على شكل محاضرات تنقل عبر الإنترنت مباشرة بالصوت والصورة، من جامعة
الأزهر في مصر.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي 21"، إن هذا النوع من "
المساجد الافتراضية" ليس الوحيد في العاصمة روما، وإن المبادرة قد انطلقت منذ سنة بالتعاون مع جامعة الأزهر في القاهرة، مشيرة إلى أن "هذه المساجد لا تكاد ترى وسط الأروقة، فهي صغيرة، وقد تم تجهيزها لهذا النوع من المحاضرات".
وأوضحت أن مؤسسي هذا المركز مصريون، وأكثر المترددين عليه هم من مسلمي المغرب وتونس والجزائر، "وهناك أيضاً توافد متزايد من الإيطاليين الذين استحسنوا هذه الفكرة".
وأضافت أن "هذا المسجد؛ حتى وإن كانت أغلب المحاضرات والخطب تقام فيه عبر شبكة الإنترنت؛ إلا أنه يحافظ - ككل المساجد الإسلامية - على الطابع الإسلامي، والقوانين المعمول بها في المساجد الإسلامية في العالم"، مشيرة إلى أن "للنسوة في المسجد مكانا مخصصا لهن".
وتابعت: "على الرغم من أن الخطب والمحاضرات تلقى باللغة العربية؛ إلا أن إدارة المركز أخذت بعين الاعتبار صعوبة فهم الوافدين الإيطاليين للغة العربية، وبادرت بتوفير منشورات تحتوي على مضمون المحاضرات أو الخطب؛ مكتوبة بالعربية، ومترجمة للغة الإيطالية، لتسهيل الفهم والتفاعل بين الطلاب والإمام".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإيطاليين يرغبون في أن تُلقّن الدروس باللغة الإيطالية، حيث أعرب الإمام عارف محسن عن سعيه لتحسين مهاراته في اللغة الإيطالية، "كما أظهر الطلاب الإيطاليون استحسانهم لهذه المبادرة، فهي خير طريقة للتعريف بمبادئ الإسلام الصحيح".
وأضافت الصحيفة أن "المحاضرات التي تبث كل يوم جمعة؛ ساعدت الإيطاليين على التأكد من أن الإسلام ليس دين إرهاب، ولا يمت له بصلة، وأعجب المسلمون والإيطاليون بطريقة التدريس، وسلاسة الخطابات، فضلا عن سهولة المعلومات التي يتمّ تلقينها، كما مدح الإمام أيضاً تفاعل الإيطاليين، وصرّح أنهم أناس منفتحون ويتقبّلون الآخر".
وذكرت الصحيفة أن رئيس الجمعية الدينية الإسلامية في
إيطاليا، يحيى بالافشيني، استحسن هذه المبادرة، "على الرغم من وجود بعض المخاوف"، ومدح جامعة الأزهر قائلا إنها "من أحسن المراجع في العالم الإسلامي"، ولكنه أشار إلى أن "على هذه النوعية من الدروس أن تتوافق مع المجتمع الذي تُلقّن فيه، بعيداً عن الإيديولوجيات، وعلى المؤسسين أن يمتثلوا إلى القواعد الوطنية، وذلك لمنع الخطب المتطرفة والعشوائية".
وفي هذا السياق؛ يقول عارف محسن، وهو مقيم في إيطاليا منذ سنة 1992، وحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، إن "عددا من الأئمة الذين يلقون دروسا بدون رقابة؛ تملأ محاضراتهم عبارات تحيل على جهلهم بالإسلام الصحيح، وبالتالي فإنه على المؤسسين للدروس الافتراضية أن يكثفوا من الدعايات بهدف التعريف بما يقومون به"، مشيرا إلى أن تسجيل هؤلاء الأئمة في برنامج المحاضرات "سيكون بناء على قرار المسؤولين في جامعة الأزهر؛ بعد دراسة ملفاتهم".
وقال موظف الهجرة في الاستثمار الأجنبي المباشر بروما، جورجيو موري، إن "هذه المبادرة تعدّ مؤشرا إيجابيا، وهي جزء من مشروع كبير؛ لا يهدف فقط إلى نشر الثقافة الإسلامية والتفكير الإسلامي، بل أيضاً إلى تحقيق التكامل والاستقرار في المجتمع الإسلامي على المدى الطويل".