يعيش أهالي مخيم "خان الشيح" للاجئين
الفلسطينيين، في غوطة دمشق الغربية، تحت
حصار خانق، على يد قوات النظام السوري، لليوم 25 على التوالي، حيث يتعرض حوالي 10 آلاف فلسطيني لقصف المقاتلات الحربية، فضلا عن البراميل المتفجرة والقذائف المدفعية والصاروخية، بالتزامن مع حرمان المحاصرين داخل المخيم من أدنى مقومات الحياة.
وأفاد المدير التنفيذي لمجموعة "العمل من أجل فلسطينيي
سوريا"، أحمد حسين، في تصريح خاص لـ"عربي 21"، بأن "استمرار الحصار لـ25 يوما يعني أنه لن يتمكن الموظفون من مزاولة أعمالهم، ولا الطلاب من ارتياد جامعاتهم، وكذلك التجار وأصحاب المحال من توريد البضائع والمواد الغذائية الأساسية، ما يشكل لدينا خشية حقيقية من انهيار الوضع الإنساني، خاصة مع النقص في مستوى التمويل الإغاثي، ويرافق ذلك برودة في التعامل مع القضية على المستوى الإعلامي والسياسي".
ويحتاج المخيم، بحسب المتحدث، لحراك سياسي سريع على مسارين؛ فلسطيني وأممي، "فكلا الجهتين لديها التزام وواجب تجاه اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويحتم عليهما فعل شيء أكثر من الانتظار".
وأضاف: "نحتاج تصعيدا إعلاميا يوازي التصعيد العسكري الذي يشنه النظام وروسيا على هذا المخيم، وفوق كل هذا تقع المسؤولية الكبرى على المؤسسات الإغاثية والإنسانية؛ لأنها صاحبة المهمة الأكثر إتاحة في حشد التمويل وتنفيذ مشاريع إنسانية عاجلة داخل المخيم تنعكس بسرعة على المدنيين، الذين تشير معلوماتنا إلى أن 80 في المئة منهم يعتمدون بشكل كامل على الإغاثة".
ويتشارك الطيران الروسي وطيران النظام السوري في الهجمات الجوية، باستخدام مختلف أنواع الصواريخ والقنابل، بعضها محرم دوليا، ما أدى إلى تدمير منازل المدنيين والبنى التحتيّة، إلى جانب استهداف المشافي والمراكز الطبية، وتعطيل المدارس لنحو ثلاثة آلاف طفل فلسطيني ضمن المخيم، الواقع على بعد 27 كم من مركز العاصمة السورية.
وتناولت صفحات يديرها ناشطون فلسطينيون من خان الشيح جانبا من معاناة الأهالي، ممن يفتقرون للخبز، ويشكون من ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
ونشرت الصفحات إحصائية لعدد القذائف التي يتعرض لها المدنيون، والتي بلغت في يوم واحد 31 برميلا متفجرا، حوت أربعة منها مادة النابالم الحارقة، وقد استهدفت تلك البراميل مزارع خان الشيح، إلى جانب أكثر من 11 صاروخا من نوع "فيل" شديدة الانفجار، بالإضافة إلى القذائف المدفعية والصاروخية.
بدوره، تحدث الناشط الإعلامي في مخيم خان الشيح، أبو ريان، عن أوضاع المخيم، قائلا: "يتعرض المخيم لحصار جزئي منذ عام 2013، بعد سيطرة فصائل الثورة على المنطقة المحيطة به، ويخضع الآن لحصار شامل منذ 25 يوما، حيث يعاني من نقص حاد في البضائع، وفقدان تام للأدوية، في ظل غلاء متسارع، الذي هو إحدى نتائج الحصار.
وأكد أبو ريان لـ"عربي21" أن النظام السوري يحاصر المنطقة؛ عبر إغلاق "معبر الكوبري" في الكسوة وطريق "كوكب عرطوز" القريب من بلدة الديرخبية، كما يستهدف طريق ومنفذ المخيم الوحيد باتجاه زاكية، الذي يعدّ شريان حياة المخيم.
وبيّن أبو ريان أن أهالي المخيم هم من المدنيين العزّل، نافيا -خلال حديثه لـ"عربي 21"- تواجد أي مقرات عسكرية لفصائل للثوار، وأوضح أن "الثوار ينتشرون في محيط المنطقة و مزارعها فقط".
ولفت الناشط الإعلامي إلى محاولة النظام -بمساعدة روسية- "إلى فصل المخيم بشكل كامل عن محيطه، والضغط على أبنائه؛ لدفعهم للهجرة، وفق حسابات إقليمية"، كما قال.