نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافية لويزا لافلاك، قالت فيه إن جيش النظام السوري شكل فيلقا جديدا لاستيعاب المتطوعين الذين يرغبون في الانضمام للجيش.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21" إلى أن هذا الإعلان جاء ليظهر مدى تفتت هذه القوات، التي كانت مزدهرة في يوم ما، حيث شجع الجيش في بيان له، الرجال فوق سن الـ18 على التسجيل للانضمام للفيلق الخامس في مراكز التطوع في أنحاء البلاد، وقال البيان إن قوات المتطوعين ستعمل مع القوات الموالية للحكومة؛ "للقضاء على الإرهاب"، وإعادة "الأمن والاستقرار" للبلاد.
وتلفت لافلاك إلى أنه في الوقت الذي تستمر فيه الحرب في
سوريا، فإنه يزيد اعتماد جيش رئيس النظام السوري بشار
الأسد، على المجندين الإجباريين، وحتى على السجناء، مشيرة إلى أنه يحظى بدعم القوات الروسية والإيرانية والمليشيات الشيعية، التي تدعمها
إيران، بالإضافة إلى المجموعات شبه العسكرية السورية.
وتذكر الصحيفة أن الأسد قد وصف المشكلة في خطاب "غريب" له العام الماضي بأنها "نقص في الطاقة البشرية"، لكنه أصر على أن جيشه لا يزال مستعدا وقادرا على القتال، فقال "إن الهزيمة غير موجودة في قاموس الجيش العربي السوري".
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن عدد من تبقى في الجيش غير معروف، فإن الخبراء يقدرون العدد بأقل من نصف ما كان عليه قبل الحرب، حيث كان تعداده 300 ألف فرد، لافتا إلى أن هذا الانخفاض الكبير في العدد جعل من الصعب على الجيش وحده الحفاظ على الأراضي التي يسيطر عليها دون مساعدة حلفائه.
وتنقل لافلاك عن الزميل في مركز "رفيق الحريري للشرق الأوسط" في "أتلانتك كاونسل" فيصل عيتاني، قوله: "نعرف أن الجيش العربي السوري يواجه نقصا خطيرا في الطاقة البشرية؛ بسبب الانشقاقات، والفرار، والتهرب من الخدمة العسكرية، والإصابات".
وتنوه الصحيفة إلى أن سوريا تفرض الخدمة العسكرية على كل من هم فوق سن الـ18، وقد كانت هذه الخدمة تستمر لعامين قبل الحرب، مستدركة بأن العديد من المجندين يقولون الآن إنهم خدموا فترة أطول من ذلك، وليس هناك أي مؤشر على إعفائهم في وقت قريب.
ويفيد التقرير بأنه يتم إلقاء القبض على الرجال الذين هم في سن التجنيد على الحواجز، إن كانت أسماؤهم على قوائم المطلوبين للتجنيد، لكن الآخرين أيضا لا يستطيعون تجنب التجنيد الإجباري، مشيرا إلى أن الشباب الفارين من التجنيد موجودون في أماكن اللجوء السورية كلها، وتمكن الكثير منهم من تأجيل التجنيد، إن كان بإمكانهم دفع 300 دولار أمريكي، لكن ليس الجميع كان محظوظا.
وتورد الكاتبة أن جورج، البالغ من العمر 35 عاما، وهو عامل من محافظة حمص، قال إنه اعتقل في الوقت الذي كان يحاول فيه مغادرة سوريا، ووصف في مقابلة معه في تركيا، في وقت سابق من هذا العام، كيف تم نقله جوا إلى مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا أولا، ثم إلى محافظة دير الزور، وهناك كان عليه أن يحرس على حاجز في مواجهة موقع
تنظيم الدولة، وقال: "كنت أعيش الخوف والإرهاب كل يوم، حيث كانوا يعرفون أني مسيحي، وأنا كنت أخشى على حياتي".
وتبين الصحيفة أنه تم تجنيد المقاتلين من السجناء، فقال ثلاثة سجناء أطلق سراحهم من سجن عدرا المركزي، في مقابلة مع "واشنطن بوست"، إنه عرض على عدد من زملائهم إطلاقهم من السجن مقابل الخدمة في الجيش، وقالوا، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، إن أكثر من 100 من الرجال وافقوا.
وبحسب التقرير، فإنه مع الوضع الاقتصادي المتردي، تم دعم المجهود الحربي لدمشق، عن طريق مليشيات -تعرف باسم قوات النمر وصقور الصحراء- ويجني المنتسبون لها رواتب أفضل، ولهم حرية أكبر في جني الغنائم من الحرب، وأخذ الرشى على الحواجز، والنهب في المناطق التي يتم استعادتها من المعارضة.
وتقول لافلاك إنه في محاولة للالتفاف على ذلك، قال بيان الجيش يوم الثلاثاء، بأن الموظفين الحكوميين سيحتفظون بحقهم في الحصول على الامتيازات، التي كانوا يحصلون عليها من خلال وظائفهم.
ويعلق عيتاني قائلا إن هذا النص يهدف "لتجميل الصفقة"، وأضاف أن هذا الإعلان قد يكون تنازلا لأحد أهم الحلفاء، وهي
روسيا؛ لأن "روسيا تفضل التعامل مع مؤسسات حكومية أكثر من مليشيات، ولم يكن ذلك عمليا دائما؛ بسبب تركيبة القوات التي تقاتل التمرد"، بحسب الصحيفة.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن روسيا والقوات الإيرانية تؤديان دورا مركزيا في المعركة، لأخد المناطق الشرقية من حلب من يد الثوار، لافتة إلى أن حجم خسائرهما ظهر يوم الثلاثاء، عندما صرح رئيس مؤسسة الشهداء محمد علي شاهدي محلاتي، لوكالة أنباء "تسنيم" بأن أكثر من ألف إيراني قتلوا في سوريا.