قال معلقون إسرائيليون، إن
روسيا دللت مجددا على حرصها على تأمين خارطة المصالح الاستراتيجية لإسرائيل في
سوريا.
وتعليقا على الغارات التي استهدفت قبل يومين قوافل تحمل إرساليات سلاح تتجه من
دمشق إلى لبنان، ونُسبت لإسرائيل، قال يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، إن صمت روسيا على شن الغارات التي طالت أهدافا لحزب الله، تدلل على أن الروس "لن يحركوا ساكنا من أجل الحيلولة دون مس إسرائيل بحلفاء نظام الأسد وعلى رأسهم حزب الله".
ونوه ميلمان في مقال نشره موقع "معاريف" صباح اليوم الخميس، وترجمته "
عربي21"، إلى أن الحرج الذي أصاب نظام الأسد وحزب الله قلص من الاهتمام الإعلامي السوري واللبناني بتغطية الغارات ونتائجها.
وشدد ميلمان على أن إسرائيل هدفت من شن الغارة إلى التأكيد على أن تعزيز التواجد العسكري الروسي في سوريا لن يؤثر على تمتعها بهامش حرية مفتوح، والقيام بكل ما تراه مناسبا في سوريا.
وفي السياق، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، الليلة الماضية، أن منظومات الدفاع الجوي وأجهزة الإنذار المبكر التي تحتفظ بها روسيا في سوريا تجعلها قادرة على رصد تحركات الطيران الإسرائيلي في كل بقعة من إسرائيل وتتبع تحركات الطائرات الإسرائيلية حتى قبل إقلاعها.
ونوّهت القناة إلى أن الروس كان بإمكانهم منع
الغارات الإسرائيلية، من خلال نقل أنباء تحركات الطائرات الإسرائيلية لحزب الله ونظام الأسد، إلا أنها لم تفعل ذلك.
من ناحيته اعتبر أمير بوحبوط، المعلق العسكري في موقع "واللا"، أن الصمت الروسي على ضرب أهداف حزب الله يمثل "موافقة ضمنية" روسية على استهداف الحزب في سوريا، على الرغم من دوره في الجهود الهادفة لضمان بقاء نظام الأسد.
وفي تحليل نشره الموقع صباح اليوم، وترجمته "
عربي21"، نوه بوحبوط إلى أن إتاحة موسكو المجال أمام إسرائيل لمواصلة ضرب أهداف حزب الله يدلل على أن هناك حدودا تقيد تحالفها مع إيران، وأنها غير مستعدة لتهديد علاقاتها مع إسرائيل من أجل تأمين بقاء هذا التحالف.
ولفت بوحبوط الأنظار إلى أنه لو توفرت لدى بوتين النية "لتغيير أصول اللعبة أمام إسرائيل في سوريا، لسارع الكرملين إلى إصدار بيان حول ذلك، كما فعل عدة مرات بعد تأزم العلاقات الروسية التركية في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية".
وفي السياق، قال الدكتور شاؤول شاي، رئيس قسم الأبحاث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، إن إسرائيل أوضحت لروسيا مجددا أنها لن تتراجع عن "الخطوط الحمر" التي تضمن مصالحها في سوريا.
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الخميس، وترجمته "
عربي21"، نوه شاي إلى أن الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل في سوريا "تقوم على مراكمة الردع في مواجهة كل الأطراف، من خلال توجيه ضربات قوية لكل من يهدد مصالحها، وفي الوقت ذاته تجنب الانجرار للمواجهات الدائرة بين الأطراف".
أما الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت"، إلكيس فيشمان، فكشف معلومة أخرى بالقول "في أحاديث غير رسمية مع جهات ترتبط بجهاز الأمن الروسي يسألون: ما الذي تتوقعونه في واقع الامر كرد روسي علني ومباشر؟ إذا قلنا إن إسرائيل نسقت الهجوم معنا، سيتعين علينا أن نقدم الشروحات لحلفائنا في حزب الله؛ وإذا قلنا إنكم لم تنسقوا، فستكون لدينا مشكلة في أن نشرح كيف تعمل إسرائيل على الأراضي السورية دون أن تطلعنا".