نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن إلغاء نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، زيارته المرتقبة لإيران.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه كان من المفترض أن يعقد الطرفان الروسي والإيراني، يوم الاثنين، اجتماعا في طهران، بهدف التباحث حول آفاق التعاون الثنائي في العديد من المجالات، على غرار مجال الطيران قبل أن يلغي نائب رئيس الوزراء الروسي هذه المحادثات.
وذكرت الصحيفة أن السبب الرئيسي وراء فشل المحادثات هو كشف الجانب
الإيراني عن معلومات حول هذه الزيارة المرتقبة، على الرغم من مطالبة موسكو بالحفاظ على سريتها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المتوقع أن تضم هذه الزيارة مجموعة من المسؤولين الروس رفيعي المستوى، إلى جانب روغوزين، وبينهم النائب الآخر لرئيس الوزراء، إيغور شوفالوف، ووزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك. ومن الجانب الإيراني كان من المنتظر أن يشارك في الاجتماعات؛ نائب الرئيس الإيراني لشؤون العلم والتكنولوجيا، سورنا ستاري، ووزير الدفاع الإيراني حسين دهقان.
وكان نائب رئيس الوزراء يأمل في توسيع التعاون بين
روسيا وإيران في مجال التطوير التكنولوجي والدفاعي، قبل أن يعلن إلغاء الزيارة متذرعا بـ"أسباب تقنية" تمنعه من زيارة طهران في الوقت الحالي.
وأوضحت الصحيفة أن المحادثات كانت ستناقش مواضيع حساسة جدا، كمناقشة أسباب ميل الطرف الإيراني للتعامل مع الدول الغربية فيما يخص شراء الطائرات، الأمر الذي ترى فيه روسيا تناقضا من قبل الجانب الإيراني الذي يحظى بدعم كبير من روسيا، بينما تُفرض عليه أقصى العقوبات من الغرب.
ففي أوائل كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، وقع الطيران الإيراني مع شركة بوينغ الأمريكية عقدا ينص على توريد 80 طائرة، من بينهم 50 طائرة من نوع بوينغ-737 و30 طائرة بوينغ-777.
كما وقعت إيران عقدا مع الشركة الأوروبية "إيرباص"، للحصول على 100 طائرة من الشركة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إجمالي تكلفة الاتفاقيتين كان يساوي تقريبا 30 مليار دولار، حيث أن 10 مليارات دولار ستكون من نصيب شركة بوينغ الأمريكية في حين ستكون حصة إيرباص نحو 20 مليار دولار.
في المقابل، يُعد التعاون بين إيران وروسيا في هذا المجال أكثر تواضعا. فعلى سبيل المثال، وقّعت شركة سوخوي للطائرات الروسية سنة 2016 مذكرة تفاهم مع الجانب الإيراني، إلا أنه لم تتم متابعة هذا الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن الخبراء الروس في تقييمهم للسوق الإيرانية أكدوا أنه لا وجود لأكثر من 100 طائرة من طراز سوخوي الروسية في إيران. كما أن احتمال توقيع عقود شراكة بين شركات الطيران الروسية والإيرانية لا يعود إلى اتفاق الأطراف المعنية من عدمه، وإنما يعتمد على وزارة الخزانة الأمريكية، إذ دون إذنها لا يمكن تنفيذ أي صفقة.
ونوهت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن يفرض العديد من القيود على إيران، الأمر الذي من شأنه أن يمنعها من التزود بإمدادات الأسلحة، دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لكن على الرغم من هذه القيود، تعاونت كل من إيران وروسيا في العديد من المجالات على غرار المجالين الاقتصادي والتجاري.
ونقلت الصحيفة تصريحات السفير الروسي في طهران، ليفان دجاغاريان، التي أدلى بها خلال مقابلة له مع وكالة "تاس" الروسية الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى التقدم الكبير الذي أحرزته روسيا وإيران في مجال التعاون التجاري والاقتصادي، وأن حجم التبادل التجاري وصل إلى حوالي ملياري دولار.
لكن الصحيفة تعود لتؤكد أن أسباب فشل المحادثات الإيرانية الروسية، لا زالت معروفة بدقة، حيث يمتنع الطرفان عن الإدلاء بتصريحات حول الأسباب الفعلية الكامنة وراء إلغاء نائب رئيس الوزراء الروسي لزيارته المرتقبة لإيران.