نشر موقع مجلة "كومنتري" تقريرا للكاتب مايكل روبن، يقول فيه إن
الحرس الثوري الإيراني يقوم بإرسال كوادر طلابية إلى
سوريا؛ للتدريب والتحضير للعمليات القتالية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد العام الماضي أنه لا توجد قوات إيرانية في سوريا في الوقت الذي قتل فيه أحد كبار قادة الحرس الثوري في حلب، لافتا إلى أنه بعد ستة أشهر قالت وكالة الأنباء التابعة للحرس الثوري "تسنيم"، إن أكثر من ألف عنصر من عناصر الحرس قتلوا في سوريا.
ويقول روبن إن النظام الإيراني، الذي حصل على أموال بموجب الاتفاق النووي أو "خطة العمل المشتركة الشاملة"، التي وقعت عام 2015، ضاعف من جهوده في سوريا، حيث إنه في الوقت الذي كان فيه معظم المقاتلين من الطلبة المتطوعين، فإن الحكومة الإيرانية وسعت من جهودها لتعميق وجودها في سوريا.
وتورد المجلة ما كتبه المحلل في الشؤون الإيرانية أليكس فاتنكا، قائلا: "لا يزال الحرس الثوري يواصل نشر كوادره في ساحات المعارك السورية كجزء من عروض تدريب للمستقبل، وبحسب أحد قادة الحرس الثوري، فإن (بعض الطلاب الذين ذهبوا لدورات تدريبية مدتها شهران ونصف استشهدوا، وجرح الكثير منهم، فيما تم نشر بعضهم في سوريا لمدة طويلة)، حيث يعتقد أن معظم الكوادر الطلابية جاءت من جامعة الإمام حسين في طهران، وهي مؤسسة خاضعة لسيطرة الحرس الثوري".
ويعلق التقرير قائلا إن قرار إرسال كوادر طلابية إلى سوريا سيترك آثاره على إيران والمنطقة، لافتا إلى أن قادة الحرس الثوري يعتقدون أن إرسال الطلاب وتعريضهم للقتال سيغرس في نفوسهم الحماس الثوري الذي تبناه ومارسه الحرس الثوري أثناء الحرب الإيرانية العراقية في الفترة من 1980 إلى 1988.
ويفيد الكاتب بأنه رغم أن الدبلوماسيين يأملون بالإصلاح في إيران، ويدعمون شخصيات، مثل ظريف وغيره من الشخصيات المخصصة للتحاور مع الغرب، إلا أن إيران تحضر لجيل جديد من الأيديولوجيين للحفاظ على الخط المتشدد.
وتذهب المجلة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون جاهزة للجيل الذي سينجو من الحرب السورية، الذي سيقوم بتطبيق تجربته في أماكن أخرى، مثل العراق واليمن، وربما البحرين، بشكل يقوي فاعلية الجيل القادم من الحرس الثوري والجماعات الإيرانية والجماعات الوكيلة.
وتختم "كومنتري" تقريرها بالقول إن "استعداد إيران والحرس الثوري لإرسال كوادر طلابية إلى سوريا يعبر عن حالة اليأس لديها لدعم نظام بشار
الأسد، وبالنسبة لصناع السياسة في أمريكا، فإنه يجب أن تشمل أي سياسة لتشجيع الإصلاح في إيران محاولات لإضعاف الحرس الثوري وسيطرته على القرار السياسي في البلاد".