لم يختلف إعلان عمان بعد انتهاء أعمال
القمة العربية الثامنة والعشرين، المعقودة في البحر الميت، الأربعاء، عن الإعلانات السابقة للقم العربية وآخرها قمة نواكشوط في 2016.
وتناول الإعلان الأمور الرئيسية من إدانة للاستيطان الإسرائيلي، والتأكيد على التعاون العربي، وضرورة الحل في سوريا واليمن، والتأكيد على محاربة الإرهاب، لكن دون قرارات استثنائية أو لافتة يمكن أن تميز
قمة عمان عن سابقاتها.
وفيما رأى مراقبون أن القمة بروتوكولية، ومشابهة للقمم الأخرى التي انتهت بقرارات لم تنفذ، رأى البعض الآخر أن فيها ما هو استثنائي.
مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، الدكتور يحيى الكبيسي، رأى أن القمة من حيث الشكل جمعت أكبر عدد من الرؤساء العرب، إلا أنها في المضمون تخفي خلافات عميقة بين الدول لم يتم مناقشتها.
وأشار في حديث لـ"
عربي21" إلى أنه وإن كانت هنالك حالة من التوافق بالحد الأدنى في المشهد العربي، إلا أن الخلافات الحقيقية تعرقل تنفيذ قرارات القمم، وتقتصر أحيانا على تطبيق بعض القرارات على مستوى ثنائي أو ثلاثي بين الدول لكن دون حالة إجماع.
وعن صيغة البيان الختامي، والقرارات الصادرة عن القمة، التي غالبا ما جاءت في إطار "الدعوة والحث والتأكيد"، قال الكبيسي إن هذه التعابير كلها تتفق مع ما هو متاح للعرب فهم لا يملكون أكثر من ذلك.
ولفت إلى غياب حالة الإجماع العربي، وفشل الجامعة العربية بإنتاج رؤية موحدة في إطارها العام، مثل الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، الذي ورغم الخلافات في الرؤى بين دوله الأعضاء، إلا أن لديه مواقفه الموحدة والجامعة.
وحضر 16 زعيما عربيا القمة، وتغيب عنها 6 آخرون لأسباب صحية أو أخرى غير معلنة، فيما اعتبر حضورا لافتا.
كما حملت قرارات القمة هذه المرة هجوما أشد على إيران وتحركاتها في المنطقة، الأمر الذي أزعجها ودفعها للرد على الانتقادات التي وجهت لها خلال القمة سواء في كلمات القادة وأبرزهم الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، أو في قرارات القمة.
ناشر موقع عمون الاخباري، ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الرأي السابق، سمير الحياري، رأى أن القمة استثنائية لعدة أسباب منها الحضور القوي والاستثنائي للقادة العرب هذه المرة.
كما رأى الحياري في حديثه مع "
عربي21" أن التفاهمات التي جرت على أرضية القمة، واللقاءات على هامشها تعد مكسبا آخر من مكاسب القمة.
وتابع بأن غياب المشاحنات والمناكفات في قمة عمان ألقى بأجواء إيجابية.
وأكثر ما يمكن أن يلفت الانتباه في قمة عمان، بحسب الحياري، هو التصعيد الكبير تجاه إيران هذه المرة، وعدم انسحاب دول عربية كانت لوحت سابقا بأنها قد تنسحب إذا ما ذكر الموضوع الإيراني.
وعن طموحات المواطن العربي أشار الحياري إلى أنها توقفت منذ زمن، ولم يعد المواطن يعلق آمالا على القمم العربية، وأصبح يتابعها بفتور ودون أي اهتمام يذكر.
واختتمت القمة أعمالها مساء الأربعاء بتجديد الدعوة لإقامة دولة فلسطينية، وحل الصراع مع إسرائيل على أساس الدولتين، ودعوة دول العالم لعدم نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم.
أستاذ العلوم السياسية الدكتور، إبراهيم أبراش، رأى أن القمة لم تأت بجديد، خصوصا في الملف الفلسطيني الذي اعتبرته كل القمم القضية المركزية للعرب.
وفي حديث لـ"
عربي21" رأى أبراش أن تكرار التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، قد يكون تسكينا للفلسطينيين، للتركيز مستقبلا على أمور أخرى مثل محاربة الإرهاب، وإيران.
ولفت إلى أن
جامعة الدول العربية ما هي إلا انعكاس لحالة الدول العربية التي يتخوف بعضها من الانقسام، وأخرى أنظمتها مهددة، وبعض آخر رهين للسياسات الإسرائيلية والأمريكية، وأن مثل هذه الحالة لا يعول عليها إذ لم يعد المواطن العربي يعول على القمم في العشرين عاما الأخيرة.
وعن خطاب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والذي طلب فيه من العرب دعم السلطة، والفلسطينيين، بما يخص التزاماتهم المادية، لفت أبراش إلى أن "أبو مازن" ألقى خطابا "بلا لون" فهو يعرف الوضع العربي ولا يمكنه أن يطلب أكثر من ذلك فبعض الدول تربطها علاقات سياسية وأمنية مع إسرائيل، ولا يستطيعون تقديم الكثير.