هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تفاقمت الأزمة الإنسانية في إدلب، نتيجة وصول أعداد كبيرة من مهجري الغوطة الشرقية، وسط غياب تام للمنظمات والمؤسسات الأممية، وفق ما أكده الناشطون في المدينة.
وأشارت مصادر محلية إلى عدم قدرة المنظمات المحلية على استيعاب الأعداد الكبيرة من المهجرين في إدلب، لا سيما تأمين المساكن ومراكز الإيواء.
وحذّرت المصادر ذاتها في حديثها لـ"عربي21" من إمكانية تفاقم أوضاع المهجرين، نتيجة استمرار تدفقهم بشكل متواصل.
"دور مخجل"
وقال المسؤول في المجال الإغاثي، محمد النعيمي، من إدلب: "باستثناء المنظمات الإغاثية التركية والمحلية، فإن دور المنظمات الأممية عن ما يجري في إدلب دور مخجل".
وأضاف لـ"عربي21" أن الأمم المتحدة لم تتحمل الجزء الأدنى من مسؤوليتها حيال الأزمة الإنسانية في إدلب، مبينا أن نسبة ما تقدمه حاليا لا يتجاوز الـ5 في المئة من حاجة المهجرين من الغوطة، الذين يصلون بالآلاف.
وأوضح النعيمي وهو مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين السوريين، أن الأمم المتحدة لم تقدم إلا الأغطية "الرديئة" وبعض المفروشات "التي لا تصلح للاستخدام البشري".
وقال إن "الأعداد الكبيرة التي تصل تفوق قدرة المنظمات والمجتمع المحلي، إذ لم تعد مراكز الإيواء قادرة على استيعاب المهجرين، ما دفع بهم إلى السكن في المساجد والمدارس".
وأشار المسؤول الإغاثي، إلى حاجة المهجرين المتزايدة للأغذية والخدمات الطبية، لا سيما أن أعداد الجرحى تقدر بالمئات، فضلا عن آلاف الأطفال ممن يعانون من نقص التغذية جراء الحصار الذي كان يفرضه النظام على الغوطة الشرقية.
وبحسب النعيمي، فإن ما يفاقم أوضاع المهجرين سوء التنسيق والإدارة ما بين المنظمات المحلية المتواجدة في المنطقة، مبينا أن بعض التجمعات تحصل على مساعدات أكثر من كافية، بينما لا يحصل البقية على مساعدات بالمطلق.
ولفت المسؤول الإغاثي إلى عدم تشكيل لجنة لإدارة الأزمة الإنسانية من الجهات التي تحكم المدينة، أو من المنظمات.
الائتلاف يطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها
في السياق ذاته، طالب المتحدث باسم الائتلاف المعارض أحمد رمضان، الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها إزاء الأزمة الإنسانية التي سببها تهجير الأهالي قسرا من الغوطة الشرقية.
واعتبر أن "الأمم المتحدة لا تملك أي مبرر لغيابها عن التفاعل مع الأزمة الإنسانية في إدلب، علما بأن روسيا العضو الدائم في الأمم المتحدة من سببها، رغم وجود قرارات دولية لم تطبق".
ووصف رمضان في حديثه لـ"عربي21"، غياب الأمم المتحدة عما يجري في إدلب بـ"المشكلة الكبيرة".
وأوضح أن المساعدات التي تقدم للمهجرين، "مساعدات مقدمة من الأهالي، ومن بعض المنظمات المحلية، إلى جانب المنظمات التركية".
اقرأ أيضا: أهالي إدلب يتضامنون مع نازحي الغوطة.. كل شيء بالمجان
وفي الشأن ذاته، كشف المتحدث باسم الائتلاف عن إعداد الأخير لتقرير حول الاحتياجات الإنسانية في إدلب، مؤكدا أن الائتلاف أرسل التقرير إلى 25 دولة إلى جانب الأمم المتحدة.
وأشار رمضان إلى محدودية حجم الاستجابة الطارئة التي تقدمها المنظمات والجهات العاملة في إدلب، محذرا من كارثة إنسانية في حال لم يتم رفع وتيرة المساعدات الإنسانية.
وبحسب أرقام غير رسمية، فإن أعداد المهجرين الذين وصلوا إدلب من الغوطة حتى الآن تقدر بحوالي 40 ألف شخص، ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد مع الأيام القليلة المقبلة.