رأى سياسيون سوريون، أن إملاءات أمريكية تقف وراء مواقف
السعودية الأخيرة بشأن دعمها لقوات
سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات الحماية الكردية في شمالي سوريا.
وكان ثلاثة مستشارين عسكريين سعوديين، قد زاروا قبل أيام، القاعدة الأمريكية في "خراب عشك" جنوبي مدينة عين العرب "كوباني"، حيث التقوا مسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية.
وفي هذا الصدد، اعتبر نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي في حديثه لـ"
عربي21"، أن مواقف السعودية الأخيرة ودعم ميليشيا وحدات الحماية الكردية في سوريا هي إملاءات أمريكية.
وأكد أن مواقف السعودية الأخيرة تثير الاستغراب من خلال قيامها بدعم ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تربطها علاقات بالنظام ووقفت في وجه الجيش السوري الحر في بداية الثورة.
وأضاف أن السعودية لا تعنيها مصالح الشعب السوري في شيء، ويهمها إزعاج تركيا والضغط عليها في سوريا.
وأشار الماضي إلى أنّ مواقف السعودية متناقضة حيال الوضع في سوريا منذ بداية الثورة سواء فيما يخصّ التشكيلات العسكرية أم فيما يخصّ الأطراف الدولية المتناحرة على الساحة السورية.
وأضاف أن السعودية أعلنت موقفها المؤيد للشعب السوري في مطالبه المشروعة منذ بداية الثورة السورية ودعت لإسقاط النظام في أكثر من مرّة وعلى لسان وزير خارجيتها ومندوبها في الأمم المتّحدة وبنفس الوقت أحجمت عن دعم فصائل الجيش الحرّ بالأسلحة النوعية.
من جهته، قال عضو مجموعة العمل من أجل سوريا الناشط السياسي درويش خليفة إن على السعودية أن تقف مع الشعب السوري في معركته التحريرية ضد نظام الأسد والميليشيات الحليفة، لا أن تدعم طرفا يدعو للانفصال عن سوريا وتفتيتها من أجل إرضاء رغبات ترامب الذي لا يملك استراتيجية واضحة في سوريا والشرق الأوسط على وجه العموم.
وأكد في حديثه لـ"
عربي21"، أن دعم السعودية لقوات سوريا الديمقراطية سيؤثر على العلاقة مع تركيا، حيث تعتبر حساسية الملف الكردي بالنسبة لتركيا ضمن الملفات الأكثر حساسية للأمن القومي التركي وبالتالي القرار السعودي سوف يسبب توتراً سياسياً بين البلدين.
ويعتقد خليفة أن يكون القرار السعودي بدعم قوات سوريا الديمقراطية كنتيجة عقابية لتركيا بسبب موقفها من الأزمة الخليجية، لكن المبرر الأقوى هو إملاءات الإدارة الأمريكية.
واستبعد خليفة قدرة السعودية على سد الفراغ الأميركي إن حصل شرق الفرات لأنها لن تغامر بجنودها وهي تقود حربا في اليمن، وبالتالي فإن فتح عدة جبهات سيرهق المملكة مالياً وعسكرياً.
في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد إنه لا يوجد دعم مباشر من السعودية للوحدات الكردية "pyd"، إنما دعم عبر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأردف الأسعد لـ"
عربي21": "لذلك لا يمكن أن تقدم القيادة السعودية على دعم ميليشيات مصنفة إرهابية لا تقل خطورتها عن حزب الله وداعش والقاعدة".
يشار إلى أن ناشطين في شمال شرقي سوريا، كانوا قد كشفوا لـ"
عربي21" في أوائل شهر نيسان/ أبريل الماضي عن وصول عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات غير عسكرية إلى محافظة الرقة مقدمة من السعودية لـ"وحدات حماية الشعب" الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وذلك عبر طريق معبر فيشخابور بين سوريا والعراق.