هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تمكن النظام السوري أخيرا من السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن؛ بعد ثلاث سنوات من بسط المعارضة السورية سيطرتها عليه، وذلك في أعقاب اتفاق برعاية روسية مع المعارضة في الجنوب السوري.
ويعد معبر نصيب من أهم المعابر التجارية، حيث كان ممرا رئيسيا للحركة التجارية بين سوريا والأردن، ويشكل نقطة توزيع وجسر هام أمام حركة الاستيراد والتصدير الأردنية والسورية.
وكان الأردن قد اتخذ قرار إغلاق المعبر مع الجانب السوري منذ نيسان/ أبريل 2015، بعد سيطرة المعارضة على المعبر، فيما سعى النظام السوري جاهدا لإعادة السيطرة عليه بسبب أهميته الاستراتيجية.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي السوري، أحمد كامل، إن الأردن والولايات المتحدة تخلتا عن المعارضة السورية، مشيرا إلى اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري الذي جرى برعاية روسية أمريكية أردنية، لم يلتزم الجانب الأردني والولايات المتحدة بالاستمرار برعايته، و"وقفا متفرجين"، أمام ما يحدث في الجنوب السوري، الأمر الذي مهد لسيطرة النظام على مناطق واسعة من بينها معبر نصيب.
اقرأ أيضا: نظام الأسد يحتفل على معبر نصيب الحدودي مع الأردن (شاهد)
وأضاف كامل في حديثه لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة "باعت" المعارضة في الجنوب، وبقيت الفصائل محاصرة، في ظل شح الإمكانيات والسلاح.
ورأى أن ما حدث هو عملية مساومة أمريكية روسية إسرائيلية في الجنوب، بحيث أعطت الولايات المتحدة وإسرائيل روسيا الجنوب السوري، مقابل أن تقف روسيا معهم في تقويض وطرد إيران من سوريا، مستطردا "أن النظام السوري فضل هذه المساومة مقابل سيطرته على الجنوب برعاية روسية".
وحول أهمية المعبر للنظام السوري، قال كامل، إن المعبر يمثل حلقة وصل للنظام السوري في الجنوب مع العالم الخارجي، كونه لم يكن يملك أي معابر دولية في الجنوب.
وتوقع أن يتم إعادة فتح المعبر بين الجانب السوري والأردني، ولكن ليس كما السابق، بل بحدود وقيود، إلا أن ذلك لن يكسب النظام عوائد اقتصادية كبيرة بسبب الأزمة الاقتصادية الأردنية، بالإضافة لغياب عبور النفط من تلك المنطقة، أو سلع ذات أهمية كبيرة.
من جهته قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الجاموس، إن سيطرة النظام على معبر نصيب له عدة تداعيات اقتصادية مباشرة عبر الرسوم الجمركية التي يتم الحصول عليها من انتقال البضائع عبر الحدود، بالإضافة إلى تنشيط الصادرات، حيث سيؤدي إلى تنشيط عجلة الصناعة في سوريا من ناحية، ومن ثم التصدير الذي ينتهي بالحصول على العملات الصعبة.
وأضاف الجاموس في حديثه لـ"عربي21"، أن المعبر له أهمية بالغة ليس فقط للأردن وسوريا، وإنما للبنان أيضا، حيث كان يصدر عبره قبل الأزمة السورية أكثر من 70 بالمئة من الفواكه والخضار للبنان، وبنسب بين 20-30% لبعض الصناعات الغذائية وغيرها.
ولفت، إلى أن "إعادة فتح المعبر يحتاج إلى إعادة ترميم لبعض المرافق المتضررة، بالإضافة إلى ضرورة تهيئة الجو الأمني مع الأردن، باعتبار أن الأردن سيكون مرتاحا فيما لو تم افتتاحه بعد الأزمة الاقتصادية التي حدثت لاقتصاده، حيث أن أكثر من 4000 محل تجاري في مدينة الرمثا مثلاً تعتمد على بضائع سورية، بالإضافة إلى آلاف السيارات الصغيرة التي تدخل وتخرج عبر المنفذ مما يعني تحسن أوضاع آلاف الأسر القريبة من الحدود".
اقرأ أيضا: هل تنفس الأردن الصعداء بعد انتهاء معارك الجنوب السوري؟
وأضاف: "بالنسبة للتجار الأردنيين، فإن استيراد أو تصدير البضاعة عبر منفذ نصيب ونقلها إلى العاصمة عمان أقل كلفة وأسرع من نقلها من مرفأ العقبة إلى العاصمة عمان". وأوضح الجاموس أن السيطرة على المعبر تعني للنظام السوري الكثير، خاصة مع التوقعات برفد خزينة النظام بالعملة الصعبة فضلا عن إمكانية استخدامه خلال الفترة القادمة لصادرات الخضار والفواكه إلى دول مجلس التعاون الخليجي.