هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"روحي وحياتي والهواء الذي أتنفسه وطفلي المدلل (..)، كنت مرتبكة ومتوترة جدا وتغمرني فرحة الشوق الكبير لرؤيته بعد هذه السنوات"، بهذه الكلمات وصفت عمة أحد الشبان الأربعة المختطفين بمصر، عودة ابن أخيها سالما إلى قطاع غزة.
وتتحدث منال أبو الجبين (50 عاما) لـ"عربي21"
عن لحظة رؤيتها لابن أخيها عبد الله أبو الجبين (27 عاما)، الذي قامت على رعايته
وتربيته بعد وفاة والدته وعمره في وقتها لم يتجاوز الأربع سنوات؛ عقب الإفراج عنه
من سجون النظام المصري بعد 1290 يوما من الاختطاف.
وتقول وهي في غمرة من السعادة إن "شعوري عند
رؤية طفلي بعد الاختفاء لا يوصف وهو جميل جدا (..)، كنت في انتظار هذا اليوم منذ
سنوات، وعندما حضنته بعض طول غياب كنت أعيش حلما جميلا، وارتدت الروح إلى الجسد".
وأضافت أن "كل الألم والحزن الذي مررت به خلال
الفترة الماضية والبكاء المتواصل، ذهب عندما رأيت عبدالله، الدنيا لم تسعني من
الفرح، لقد كانت هذه هي الفرحة الحقيقية الأولى التي دخلت قلبي منذ غيابه وانقطاع
أخباره عنا".
وتابعت: "منذ أن وصلنا خبر الإفراج عن الأربعة
المختطفين صباح يوم الخميس الماضي، وأنا في توتر وبكاء متواصل حتى رؤيتي لعبدالله
في المساء، لقد كانت مشاعري مختلطة؛ دموع وفرح".
الأيام تمضي بصعوبة
وأعربت عن أملها الكبير في أن تغزو السعادة والفرحة قلب
كل أم أسير فلسطيني، برؤية ولدها وهو حر طليق، قائلة: "إنني أرجو أن تشعر كل
أم أسير بما شعرت به من السعادة، وأن تحتضن ابنها ويطمئن قلبها عليه".
ووجهت النصح لأم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال حضرت
لتهنئتها بسلامة عبدالله، بأن عليها "الدعاء وطلب الفرج من رب العالمين
الذي بيده كل شيء".
وعن فترة اختفاء "طفلها المدلل"، ذكرت أن
"الحياة لم تكن تساوي أي شيء والحزن شديد لا يمكن وصفه، فلا أخبار حقيقية
مؤكدة حول مصيره ومن معه، وكان هذا الأمر شديد الصعوبة علينا، وفي كل لحظة كنت
أتذكر عبدالله كنت لا أستطيع مقاومة دموعي، كانت الأيام تمضي بصعوبة شديدة، لم
نشعر بأي لحظة سعادة فيها".
اقرأ أيضا: هل أثبت "الفلسطينيون الأربعة" جرائم الإخفاء القسري بمصر؟
وخلال فترة اختفاء عبدالله، نوهت عمته إلى أنها كانت
تصبر نفسها بالصلاة والدعاء والطلب من الله أن يريها عبدالله، وكثيرا ما كانت تقرأ
القرآن وخاصة سورة يوسف، وتعيش مع أحداثها وكيف رد الله النبي يوسف إلى أبويه، وتضيف
أنها كانت تردد كثيرا: "اللهم كما جمعت بين يوسف ويعقوب، اجمع بيني وبين
عبدالله قريبا وعاجلا".
وكشفت أنها أكثر من مرة كانت ترى عبدالله في المنام،
ويأتيها ويقولها لها: "اذهبي وأنا جاي (قادم)"، وعلقت بقولها:
"عندها أشعر أن فرج الله قريب، وكنت أحدث بذلك والده كي يطمئن".
البحث عن عروس
وأشارت إلى أنها رأت والدة عبدالله، التي توفيت ولم
يتجاوز عمر طفلها الـ4 سنوات، في المنام، وهي "النقطة الفاصلة بين حالتي التوتر
والاطمئنان، حيث رأيت أربعة شبان جالسين ينتظرون أن نضع لهم الطعام، وكان ذلك مؤشرا لنا بضرورة الصبر قليلا لأن الفرج قادم".
وأوضحت أن من أكثر المواقف والأوقات صعوبة خلال فترة
اختطاف عبدالله، كانت في أول شهر رمضان المبارك الذي لم يحضره معنا، وفي العيد أيضا،
مؤكدة أنه "لم تكن هناك لحظة يغيب عبدالله عنا فيها، حتى في أجمل اللحظات في
الحج وعند رؤيتي للكعبة المشرفة كان الدعاء لعبدالله أن يفرج الله كربه".
اقرأ أيضا: فلسطينيون يكشفون المسكوت عنه في قصة المختطفين الأربعة
وبشأن اختلاف ملامح عبدالله قبل وبعد فترة الغياب
القسري، أكدت أن الأمر بالنسبة لها "غير مهم، المهم أنه رجع بالسلامة وأنه
بخير، لقد نسيت الماضي وأنا مع ابني اليوم الذي يجلس بجانبي وأنظر لمستقبله"،
منوهة إلى أنها "ستبحث له خلال الفترة القادمة عن عروس، كي يبدأ حياته من
جديد لمستقبل أفضل".
يذكر أن الفلسطينيين الأربعة، حسين الزبد وياسر زنون
وعبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة، اختطفوا في 19 آب/ أغسطس 2015 خلال
سفرهم عبر معبر رفح البري، بعدما اعترض مسلحون حافلتهم التي تقلهم فور خروجهم من
الجانب المصري للمعبر.
وطوال 4 سنوات، أنكرت مصر وجود الشبان الأربعة
لديها، حتى كشف مؤخرا بعد سلسلة لقاءات مع قيادة "حماس" وجودهم في
السجون المصرية، حيث جرى الإفراج عنهم الخميس الماضي برفقة 4 آخرين، في إطار جهود
بذلتها الحركة لإطلاق سراحهم.