هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت الجولة الخامسة من المباحثات المخصصة لمناقشة الدستور السوري في جنيف، الجمعة، وسط فشل في تقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام، وتعطيل واضح من وفد الأخير، ورفضه مناقشة المبادئ الدستورية التي كانت على جدول أعمال الجولة التي دامت خمسة أيام.
وعبر عن ذلك، تصريح المبعوث
الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، عندما قال في ختام الجولة؛ إن "الجولة كانت
مخيبة للآمال"، مؤكدا أنه يعتزم التوجه إلى دمشق قريبا لإجراء محادثات، بعد فشل
اللجنة الدستورية في بدء صياغة الدستور في جلستها الأخيرة.
وقال مصدر في وفد اللجنة الدستورية
عن المعارضة لـ"عربي21"؛ إن وفد النظام ناقش خلال أيام الجولة مبادئ ومضامين
دستورية، لكن دون أن يتحول النقاش إلى الدخول في صياغة المضامين؛ لأنه ادعى أنه غير
مكلف بطرح الصياغات، بل مكلف بنقاش المضامين.
تعطيل إيجابي
وحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف
عن اسمه، اتبع وفد النظام سياسة التعطيل الإيجابي، بحيث تم إشغال الجلسات بطرح مواضيع
لها علاقة بالمبادئ الأساسية بالدستور، مثل السيادة الوطنية المنقوصة في ظل وجود الاحتلالات. وعلى ذلك، فإن الدولة منقوصة السيادة لديها أولويات في تطبيق الحل؛ أي عودة السيادة
أولا، ومن ثم الدخول في الحل.
وتابع المصدر: "كذلك طرح
وفد النظام موضوع العقوبات، والهوية الوطنية، بحيث حول وفد النظام النقاش إلى مواضيع
بطابع سياسي وليس دستوريا، بهدف إضاعة الوقت".
وشدد المصدر على أن الجولة لم
تنجز أي تفصيل ورقي، وكل الجلسات كانت مضيعة للوقت، وتحديدا في اليومين الأولين، ومن
ثم بعد اجتماع وفد المعارضة بالوفود الأمريكية والتركية، التزم وفد النظام بالحديث
عن مبادئ ومضامين دستورية، لكن دون الدخول في صياغات.
اقرأ أيضا: انتهاء جولة لجنة الدستور السوري.. واجتماع أستانا منتصف فبراير
وحول دور وفد المعارضة، قال:
"قدم الوفد صياغات دستورية جاهزة، ووفد النظام كان يتهرب، بحجة أنه غير موكل".
وفي السياق ذاته، اتهم المصدر
المبعوث الأممي بيدرسون بالانحياز الواضح للنظام، وقال: "جهِد بيدرسون في محاولات
إرضاء وفد النظام، منعا لاستفزازه، وتعطيل عمل الجولة".
وقال المصدر: "كان لحضور
الأطراف الدولية الداعمة لمسار اللجنة الدستورية دور إيجابي، وتحديدا الحضور الأمريكي
الذي أعطى تأكيد وجود متابعة دولية لعمل اللجنة"، مستدركا: "غير أن
الوفود التركية والروسية على علاقة أكبر بالوفود، وكانت هناك توجيهات مباشرة لوفدي المعارضة والنظام".
المعارضة محبطة
مصدر آخر من المعارضة، أكد لـ"عربي21"،
أن وفد المعارضة شعر بإحباط واضح، وتحديدا بعد تعنت وفد النظام ورفضه للخوض في صياغة
المبادئ الدستورية، رغم حصول الوفد على تطمينات دولية بأن وفد النظام سيلتزم.
وحسب المصدر، فإن ما جرى
"مضيعة للوقت، ومن غير المعروف ما هو مستقبل العملية برمتها".
وجاءت تصريحات رئيس اللجنة الدستورية
المشترك، عن المعارضة، هادي البحرة ليؤكد ذلك، قائلا: "لم تتمكن اللجنة الدستورية
من بدء أعمالها المقررة بصياغة الدستور بعد 5 جولات".
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد انتهاء
اجتماعات اللجنة الدستورية في جولتها الخامسة: "بذلنا جهودا كثيرة لوضع منهجية
باللجنة الدستورية، إلا أنه تم رفضها والطرف الآخر (النظام) رفض الخوض بالمضامين الدستورية، وأصر على أنه في مرحلة الإعداد".
وتابع: "وصلنا إلى مرحلة
بأن جهودنا لم تعد فاعلة وحدها باللجنة الدستورية، ونحاول إبقاء اللجنة الدستورية
حية، ونحن حريصون على فعالية اللجنة الدستورية".
وأنهى بقوله: "نعتبر اللجنة
الدستورية الآن في العناية المشددة، ونتطلع لأن تقدم الدول الضامنة لمسار أستانا في
اجتماعها المقبل اقتراحات تمكن بيدرسون وتمكننا من تسيير أعمال اللجنة الدستورية".
واللجنة الدستورية شكلتها الأمم
المتحدة من أجل صياغة دستور جديد لسوريا ضمن مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي
2254، وهي مقسمة بالتوازي بين النظام والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.