هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نَشَر الصهيوني روبرت.ب. ساتلوف ـ المدير التنفيذي لمعهد واشنطن، زوج الصهيونية المتطرفة جيني إيلين ليتفاك (1963 ـ 2019) التي كانت تتابع موضوع الهولوكوست وترشق الكثيرين بتهمة معاداة السامية دفاعاً عن"إسرائيل".. وساتلوف هو الذي يصف نتنياهو بـ "صانع السلام التقليدي" ومن أشد المعجَبين بما يُسميَ "اتفاق إبراهام؟!".. نشر ساتلوف في 21/5/2021 تحت عنوان "الفوز بوقف إطلاق النار في غزة"، ما هو خلاصة توجه "صهيوني ـ أنجليكاني" لدق إسفين بين الفلسطينيين، و"ضمان عدم جني حماس ورعاتها فوائد سياسية من الأعمال العدائية مع إسرائيل" كما ذكر بالنص..
وركَّز على مطالبة إدارة بايدن باتباع نهج للتعامل مع السلطة الفلسطينية والمقاومة في غزة ومع دول عربية مؤثرة في الملف الفلسطيني في المنطقة، ينهي المقاوَمة الفلسطينية ويحقق مصالح صهيو ـ أمريكية بعيدة المدى.
جاء ذلك بعد العدوان الصهيوني الوحشي على غزة ووقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان الإرهاب الصهيوني "إسرائيل"، لأن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأرض الـ 48 وفي الشتات وقف صفاً واحداً خلف المقاوَمة ومعها دفاعاً عن الأقصى والقدس والمقدسيين، وارتفع هتاف رام الله لغزَّة، و"فتحُ" لـ "حماس"، وتعانق الأشقاء في وحدة الدم والعزم والهدف والمعاناة والهم.
ومن المعروف أن العنصريين الصهاينة والأنجليكانيين هم الذين يرسمون سياسة الإدارات الأمريكية ويقفون خلف قرارتها وتحركاتها المتعلقة بقضية فلسطين.
وفي ما نُشر رسمٌ لسياساتٍ وتوجهاتٍ تُعْتَمَد، وتحديدٌ لبرامج تنفَّذ وإجراءات عملية تُتَّبع لضمان الوصول إلى الغايات والأهداف الصهيو ـ أمريكية القريبة والبعيدة.. ونذكر من ذلك حسبما ورد:
ـ تقليص أو على الأقل الحد من أي مكاسب سياسية حققتها حماس من خلال لجوئها إلى القوة.
ـ تعزيز السلطة الفلسطينية كحكومة شرعية وممثلة للشعب الفلسطيني.
ـ مواصلة البناء على العامل الجديد الرئيسي "التطبيع العربي الإسرائيلي عبر اتفاقيات إبراهام"، من خلال دمج الدول العربية في الجهود التي تدعم بنشاط الهدفين الأولين."..
وجاء في المطالب بالنص:
"يجب على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ الخطوات التالية:
1 ـ ربط "حماس" مباشرة بمعاناة الشعب من خلال تأطير المرحلة التالية على أنها "إعادة إعمار أو صواريخ".
2 ـ نظراً لتضخم التعاطف العالمي مع سكان غزة يجب أن تبدأ الإغاثة الإنسانية العاجلة مثل الغذاء والماء والأدوية والإسكان في حالات الطوارئ على الفور دون شروط مرهقة.
3 ـ يجب أن تكون إعادة إعمار غزة مشروطة بإجراءات مراقبة تدخُّلية تقوِّض سلطة حماس المحلية وتحرم الحركة بشكل قاطع من القدرة على إعادة التسليح وإعادة بناء شبكة أنفاقها.
4 ـ دعم مزدوج للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية حتى تتم مكافأة سياسة السلطة الفلسطينية في ضبط النفس والتعاون، وليس سياسة حماس العنيفة والمواجهة.
5 ـ إشراك "تحالف السلام العربي" لدعم هذه الجهود".
أَمَّا الإجراءات التي يطلبون اتباعها فهي: "نشر مراقبين بفاعلية أكبر" ـ "وضع نظام لا يسمح ببوابات موازية لدخول غزة" ـ "الإشراف الشخصي على البضائع منذ دخولها وحتى المستخدِم النهائي، بدلاً من الاعتماد على المراقبة بالفيديو" ـ "تطبيق نظام جمركي تعود فوائده بشكل أساسي على السلطة الفلسطينية وليس حماس" ـ "التزام صارم بوقف جميع الواردات في حالة اكتشاف التحويل."./ انتهى.
ولم يلبث أن تردَّد ذلك سياسات وتوجهات وتصريحات للبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، ولوزراء وقادة في الكيان الصهيوني، ولمسؤولين أوروبيين، كما ظهر في مقاربات متدخّلين في الموضوع منهم فلسطينيون، وعلى ألسنة مسؤولين في بعض الدول العربية ممن يرددون عادة وجهة النظر الأميركو- صهيونية ويروجون لها..
ومما نُشرت من تلك التوجهات والتصريحات عبر "تويتر" نذكر:
أ ـ تصريح المتحدثة باسم البيت الأبيض: "حماس منظمة إرهابية يحق لإسرائيل حماية نفسها منها" و"بلينكن سيناقش خلال جولته عملية إعادة بناء غزة وضمان ألا تصل الأموال إلى حماس.".
ب - تصريح الوزير بلينكن في كل من فلسطين المحتلة ورام الله: "دور حماس سيتغير في غزة إذا تمكنا من تنفيذ جهود إعادة الإعمار والإغاثة بمعزل عنها" و"سنعمل على حشد دعم دولي لضمان عدم استفادة حماس من مساعدات إعادة إعمار غزة" و"إعادة إعمار غزة وإغاثة سكانها سيقوض حماس لأنها تستغل معاناة الناس وتزدهر عندما تسوء أحوالهم."/ يوم الثلاثاء 25 / أيار (مايو) 2021.
ت ـ تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي: "المطلوب تقوية السلطة الفلسطينية وعدم ترك حماس تتحكم في الأمور.".
ث ـ رسالة 100 نائب جمهوري للرئيس بايدن: ".. من الضروري أن تبذل الولايات المتحدة جهوداً منسقة لقطع الدعم عن حماس.".
إن هذا بعض ما ينبغي الالتفات إليه وأخذه بعين الاعتبار، لأنه في صلب المخطط القادم الرامي لدق إسفين بين الفلسطينيين بعد أن وحدتهم المقاومة والدم المُراق والصمود الرائد والمواجهة المنتصرة في غزّة، وتصدوا بعزم وشرف لصلف العدو الصهيوني ووحشيته.. وبعد أن أعادت المقاومة المنتصرة قضيةَ فلسطين إلى صدارة الاهتمام السياسي الدولي، وفتحت أفقاً واسعاً للاهتمام بها.
إن على جميع المعنيين والمتابعين والمهتمين بالقضية والمقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني أن ينتبهوا إلى خطورة مخطط الحلف "الصهيو ـ أمريكي" الذي سيركز على استمرار تمزيق الشعب الفلسطيني، ودق الأسافين بين السلطة و"حماس" وبين الفلسطينيين في الضفة وغزة وأرض الـ 48 وفي الشتات.. ذلك الفعل التمزيقي الذي بدأ بتصريح للرئيس بايدين ينطوي على إشعال فتيل النزاع الفلسطيني - الفلسطيني، إذ قال بضرورة "فرض زعامة الرئيس محمود عباس والاعتراف بها، والاستمرار في ملاحقة "حماس" بوصفها منظمة "إرهابية" وكأن ذلك هو الحل والغاية والوسيلة، وكأن موقع الرئيس عباس مهدد؟!..
وذلك من بايدن وإدارته تعزيز لاستمرار الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني وللصراع الداخلي الذي لم يشف الجسم الفلسطيني منه بعد، ومحاولة لمحو ما صنعته المقاومة المنتصرة ولإضعاف مواقفها وقدراتها وإرادتها وإنهاء احتضان الشعب لها..
على جميع المعنيين والمتابعين والمهتمين بالقضية والمقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني أن ينتبهوا إلى خطورة مخطط الحلف "الصهيو ـ أمريكي" الذي سيركز على استمرار تمزيق الشعب الفلسطيني، ودق الأسافين بين السلطة و"حماس" وبين الفلسطينيين في الضفة وغزة وأرض الـ 48 وفي الشتات..
وإن تحريضاً متجدداً يتم على نزع الراية منها ورفضها خياراً.. تمهيداً للدخول في تفاوض مع العدو الصهيوني من موقع قوته وضعف قبيله الفلسطيني الذي سبق ودخل لسنوات وسنوات في الظلمة الدامسة لتفاوض عقيم، منذ أوسلو وعلى أساسها، ولم يجن من ذلك سوى الخُسران المبين.. حيث استفردت الولايات المتحدة الأمريكية بالقضية وفعَّلت انحيازها المطلق "لإسرائيل"، فشجعت على الاستيطان وموَّلته، وشرعنت الضم والقضم، وهمَّشت السلطة والقضية وعزلتهما لكي يطويهما النسيان، وتغاضت عن استباحة الصهاينة للمسجد الأقصى وتدنيسهم له وقتلهم للمصلين فيه، وساهمت في تهويد القدس وإفراغها من سكانها العرب، وأعلنتها بقرار "ترامبي عنصري حاقد وغبي" عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، وساندت زحف الاستيطان الصهيوني على الضفة الغربية، وأيدت ضمَّ المنطقة ج وغور الأردن إلى كيان الإرهاب " إسرائيل"، وشجعت على اضطهاد الشعب الفلسطيني وقتل بنيه وسجنهم وإلحاق المآسي والنكبات بهم، ودعمت بالسلاح والمال خمسة حروب "إسرائيلية" عدوانية وحشية ومدمرة على غزة متهمة دفاعها عن نفسها بالإرهاب، مشرعنة العدوان والإجرام الصهيونيين عليها بادعاء "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، ذلك الافتراء الوقح الذي لا صلة له بالحقيقة والعدالة والأخلاق.. ومشاركة في مسلسل إبادة جماعية للفلسطينيين بالحرب والحصار، وحامية للمجرمين القتلة من المحاكمة والملاحقة في محكمة العدل الدولية؟!.
إن منهجاً "سياسياً ـ اقتصادياً"، أمريكياً ـ إسرائيلياً يسعى لأن يكون دولياً، سيُتَّبع.. لا لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية في غزة وإضعافها فحسب، بل لانتزاع ولاء الغزاويين لفصائلها كافة، وعزلها عن الشعب، وإنهاء وجودها، والتعامل معها وملاحقتها بوصفها منظمات إرهابية يجب اجتثاثها.. وسيركز من جديد على تعزيز توجه سياسي فلسطيني يسقط البندقية ويأخذ بـ "مقاومة سلمية" من موقع الضعف.. وهو نهج مجرب اتُّبع منذ أوسلو، مسقطاً نهجاً فلسطينياً متوازناً جامعاً كان يرفع " البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى".
إن منهجاً "سياسياً ـ اقتصادياً"، أمريكياً ـ إسرائيلياً يسعى لأن يكون دولياً، سيُتَّبع.. لا لكسر شوكة المقاومة الفلسطينية في غزة وإضعافها فحسب، بل لانتزاع ولاء الغزاويين لفصائلها كافة، وعزلها عن الشعب، وإنهاء وجودها، والتعامل معها وملاحقتها بوصفها منظمات إرهابية يجب اجتثاثها
ونحن ندرك جميعاً النتائج المأساوية التي وصلت إليها مسارات هذا النهج، وما فعله الصهاينة والأمريكيون بالتفاوض ومن دون التفاوض بالفلسطيني الذي أصبح بلا سند من قوة وبلا بدائل، وهو محاصر بالعجز، ويجري تجاوزه كلياً بتطبيع تآمري من دول عربية مع " إسرائيل" وفق " اتفاق إبراهيم؟!"، بهدف عزله عن أمته وتصفية القضيتة الفلسطينية وفق النظرة والمصلحة والرؤية الصهيونية.. ومع الزمن لم يعد يملك ذلك التوجه مما يتصدى به للاحتلال والاستيطان والاضطهاد والقتل وتدنيس الأقصى وتهويد القدس، إلا التذمر والشكوى والإدانة والاحتجاج وصنوف الكلام.. الأمر الذي وضعه ووضع الشعب الفلسطيني والقضية في طريق مسدود..؟! ووحدها المقاومة المُحاصرة، في غزة، ووحده خيارها الوطني، ما كسر هذا الطوق، وفتح أفقاً جديداً أمام الشعب الفلسطيني وقضيته، حيث هبَّ بصمود رائع وتضحيات جسيمة، على رأسها تضحياته المكلفة جداً لينتصر للأقصى والقدس ويوحد الصف الفلسطيني في طريق التحرير والحرية..
لقد ولد اليوم أمل جديد في المقاومة خياراً، والتصدي بقوة للعدو الصهيوني المحتل.. ودوى صوت قويُّ في فلسطين والوطن العربي والعالم الإسلامي والمجتمع الدولي ضد الاحتلال والعدوان والقتل والتدمير والتمييز العنصري وضد الظلم والذل وإبادة شعب، وارتفعت رايات فلسطين سامقة بارتفاع صواريخ المقاومة من غزة.. فهل إلى اعتماد خيار المقاومة، فلسطينياً وعربياً، من سبيل؟
إنها لحظة الحقيقة التي حاول كثيرون طمسها ويحاولون.. فهل تنير هذه اللحظة الفارقة قلوبَنا ودروبَنا وعقولنا وضمائرنا وتدفعنا إلى السير في طريق التحرير والنصر.. طريق الحياة الكريمة والحرية التي لا معنى لحياة الإنسان من دونها؟!
إنه السؤال الأساس ملقى على شرفاء الأمة وعلى رأسهم المقاومين الفلسطينيين.. وليس على من يخدمون الصهاينة والأمريكيين بأقنعة على الوجوه.. إنه سؤال الأجيال، سؤال المستقبل والمصير ملقى على المنتمين للأرض والتاريخ والعقيدة، على المنتمين للأمتين العربية والإسلامية، على حاملي هويتها ورايات جهادها.. إنه سؤال السائرين في طريق الحرية والتحرير الذين ينثرون دمهم بذور مقاومة وكرامة وتحرير وحرية في أرض فلسطين والوطن العربي والعالم الإسلامي ليشمخ العدل.. إنه السؤال الموجز "إلى متى يغيب العدل وينتصر الظلم والقهر ونبقى ضحايا مشتتين؟ متى تنتصر إنسانيتنا والإنسانية المتساوية على العنصرية والتمييز والاضطهاد والهمجية المدججة بالسلاح والأكاذيب؟!
إنه السؤال الذي نطرحه على أنفسنا وعلى كل الأحرار في العالم، ولا نطرحه على من وطنُه الدولار، ومن لا يعنيه أن يكون العار، وأن تكون شهامتُه معلقة بزنَّار الصهيوني العنصري المتوحش والأميركي المتصهين المستثمر في الإرهاب وبالمستعمر والاستعمار أو بحذاء من أحذية أولئك.. وسؤلنا يتعلق بوجودنا وحقوقنا ومصيرنا وأوطاننا وهويتنا، نلقيه على مدى الجغرافيا والتاريخ بصوت من يعانون ويتألمون ويضطهدون، بصوت من يدفعون أعمارهم ويريقون دمهم وهم يزحفون وراء الرغيف والحرية.. أولئك الذين لا يكف أعداءُ الإنسانية من الصهاينة والعنصريين والمستبدين وتجار الدم والمبادئ والقيم ومستعبدي الإنسان عن انتهاكهم وسلب حقوقهم بشكل صارخ وتدنيس دمهم الطهور..
لقد سطعت شمس الحقيقة بعد خسوف وكسوف: "الحرية تؤخذ ولا تُعطى ومهرها مكلف، وهي أكثر من غالٍ لأنها جوهر الحياة ومعناها، ويستحقها الناس الذين يطلبونها ويدفعون مَهرها.. اليوم للقدس سيف، والدم سيف، وطَهور الدم البريء ينبِت ويُستَنبَت سيوفاً يشهرها وينتصر.. فيا أيها السائرون في عتمة الطرقات والخيارات والسياسات والزعامات والطائفيات والحزبيات والمفاسد والمفسدات.. ها هو انبلاج الفجر.. وهذا هو الطريق إلى الحق والعدل والحرية والكرامة.. فهل إلى يقظة ووعي وانتماء راسخ من سبيل؟! وهل من عناق طويل ويطول مع وحدة الهدف والموقف والصف.. وصولاً إلى الحرية والتحرير وحق العودة وتقرير المصير.؟! إنه الأمل، وحيَّ على الفلاح.