هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما
تزال عمليات ومحاولات الاغتيال تنشط في محافظة درعا جنوب سوريا، على الرغم من
إعلان النظام السوري برعاية روسية، فرض سيطرته على المنطقة، عقب إجراء عمليات "تسوية"
في مختلف مناطق المحافظة، والتي انتهت أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وحصل
موقع "عربي 21" على حصيلة أولية لعدد عمليات الاغتيال التي وقعت بمحافظة
درعا خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، حيث تم تسجيل 19 عملية ومحاولة اغتيال،
أسفرت عن مقتل 16 شخصا بينهم امرأة متعاونة مع فرع الأمن العسكري، وإصابة 5 آخرين.
اقرأ أيضا: النظام يروج لإجراء "تسويات" في حلب على غرار درعا ودير الزور
وقال
أيمن أبو نقطة، المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران" لـ"عربي21"،
إن عمليات ومحاولات الاغتيال بمحافظة درعا، تقف خلفها مجموعات محلية موجهة من قبل
أجهزة مخابرات النظام السوري، بهدف إحداث شرخ كبير في المنطقة، لدفع الشبان المعارضين
إلى مغادرة المنطقة.
وأشار
إلى أن النظام السوري يفتعل التفجيرات في محافظة درعا، بهدف تشديد القبضة الأمنية،
مشيرا إلى أن روسيا أجبرت النظام في وقت سابق على سحب عشرات الحواجز العسكرية
والأمنية، وهو ما لم يعجب أجهزة أمن النظام.
من
جانبه، رأى الباحث في مركز جسور للدراسات، وائل علوان، أن "عمليات الاغتيال
تعكس عدم الاستقرار الأمني في الجنوب السوري (درعا والسويداء)، وذلك بسبب الأفرع
الأمنية العاملة ضمن الأجندة الإيرانية، والتي تساهم بشكل أو بآخر بإفشال المبادرة
الروسية للتسوية".
واستدرك:
"هذا الأمر ليس تجميلا لروسيا وما قامت به جنوب سوريا، خاصة أن موسكو تريد من
جميع المناطق السورية الاستسلام الكامل والإذعان للنظام السوري".
واعتبر
في حديثه لـ"عربي21"، أن "المبادرات الروسية تقترن بمساعي ضمان
الاستقرار، بينما تحاول إيران وأذرعها ضمن المخابرات الجوية والأمن العسكري أن
تثير الفوضى باستمرار، لأن النفوذ الإيراني في سوريا وما يرتبط به من مصالح
اقتصادية يستثمر الفوضى ويجد البيئة الملائمة له بالفوضى".
وبحسب
الباحث في مركز جسور، فإن أفرع النظام الأمنية والمليشيات الإيرانية، لديها خطة تتمثل
بتوسيع عمليات الاغتيال واستهداف قادة فصائل المعارضة السابقين والناشطين والوجهاء
المحليين، إضافة إلى إثارة المزيد من الفوضى باستخدام المفخخات والعبوات الناسفة.
وشدد
على أن "عمليات التسوية هي مشاريع روسية يجبر النظام على تنفيذها وهي ليست
خياراً للنظام الذي يفضل الحسم العسكري والسطوة الأمنية وهذا أيضاً ما تشجعه
وتشاركه به إيران".