هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفى
أمين اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية، جبريل الرجوب، صحة الأنباء
المتداولة عن توصل الحركة والنظام السوري لصيغة جديدة بخصوص إدارة "مخيم اليرموك"
جنوب دمشق.
وكانت
وسائل إعلام لبنانية قد تحدثت عن معلومات تشير إلى توصل حركة "فتح" مع النظام
السوري إلى صيغة جديدة لإدارة مخيم اليرموك، أكبر مخيمات الفلسطينيين في الشتات.
وبحسب
موقع "المدن"، فإنه خلال زيارة وفد الحركة إلى دمشق التي اختتمت قبل أيام،
فقد جرى تقديم عرض إلى النظام، ينص على منح الحركة حق الإشراف على المخيم وإدارته، مقابل
مساعدة النظام في تسريع ودعم جهود التطبيع التي يسعى إليها، وكذلك المساهمة في جمع
أموال تخصص لإعادة إعمار المخيم حتى وإن كان بشكل جزئي أو رمزي.
لكن
الرجوب، أكد لـ"عربي21" أنه "لم تتم مناقشة ذلك"، مضيفاً:
"هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً".
من جانبه،
يتهم الكاتب وعضو "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" ماهر شاويش، حركة
فتح، باستغلال معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني لإعادة ترتيب علاقاتها مع النظام. ويضيف
لـ"عربي21" أن "الحركة تحاول الدفع نحو إعادة النظام السوري إلى الجامعة
العربية".
وانتقد
شاويش التصريحات الأخيرة للرجوب، وتحديداً اعتبار الأخير أن "وجود سوريا خارج
الجامعة العربية عار على العرب"، قائلاً: "هم يوظفون علاقاتهم مع النظام
لمصالحهم الحزبية والشخصية، والنظام يستغلهم للإمساك بالورقة الفلسطينية والتلاعب بها
بما يخدمه".
وأضاف
الكاتب أنه "من خلال خلاصة تجربتنا معهم خلال العقد الماضي في ظل أزمة فلسطينيي
سوريا، فإنهم لم يخرجوا معتقلا واحدا من السجون وحتى من أبناء حركة فتح، ولا يعرف شعبنا ماذا
يدور في الغرف المغلقة بينهم وبين النظام".
اقرأ أيضا: هل تجاهل وفد "فتح" إلى دمشق مطالب فلسطينيي سوريا؟
وكانت
مصادر فلسطينية قد انتقدت ما وصفته بـ"تجاهل حركة فتح لمناقشة مطالب الفلسطينيين
في سوريا مع النظام السوري خلال الزيارة الأخيرة، وهي المطالب المتمثلة بالإفراج عن
المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام، وتسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى المخيمات
التي هجروا منها، وكذلك المطالبة بإيصال المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي
دول الجوار".
ووثقت
"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، وفاة 204 فلسطينيين في مخيم اليرموك
إثر الجوع ونقص الرعاية الطبية بسبب حصار المخيم من قبل قوات النظام السوري.
وقالت
المجموعة في بيان، إن النظام السوري لم يكتف بالبراميل المتفجرة والمدافع والقذائف
والصواريخ، بل إنه تم إدخال سلاح التجويع إلى ترسانته، واستخدامه ضد جل المدن والقرى السورية.
وفي
منتصف العام 2018، تمكنت قوات النظام من السيطرة على مخيم اليرموك، بعد معارك عنيفة
مع "تنظيم الدولة"، انتهت باتفاق يقضي بخروج عناصر التنظيم إلى بادية محافظة
السويداء المجاورة، فيما جرى تشريد معظم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه.
ويعتبر
مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات، ويعد رمزا لـ"حق العودة"،
غير أنه تعرض لتدمير أدى إلى تهجير كافة أبنائه، باستثناء عدد محدود من عائلات المقاتلين
من الموالين للنظام.