ملفات وتقارير

لماذا لا يأمن السيسي غضب المصريين رغم الصمت الراهن؟

"نظام السيسي يحاول بكافة الوسائل المتاحة تتبع النشطاء الذين يحاولون إشعال فتيل ثورة أخرى"- الأناضول
"نظام السيسي يحاول بكافة الوسائل المتاحة تتبع النشطاء الذين يحاولون إشعال فتيل ثورة أخرى"- الأناضول

قال سياسيون ونشطاء مصريون إن صمت الشعب المصري في الذكرى الـ11 لثورة 25 يناير لا يعني تخليه عن أحلامه وأهدافه من ناحية، ولا يعني أن نظام رئيس النظام عبد الفتاح السيسي في مأمن من الخروج في ثورة ضده؛ فأكثر المتفائلين في العالم لم يكن يتصور أن يسقط نظام حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، في أول ثورة شعبية في مصر ضد الحاكم في العصر الحديث.


ورغم مرور أكثر من 8 سنوات على حكم نظام السيسي، لا تزال السجون في مصر مكتظة بالمعتقلين، واستمرار القبضة الأمنية في مواجهة أي معارضة، وعدم السماح بخروج أي مظاهرة أو مسيرة سواء مؤيدة أو معارضة له، وملاحقة منظمات المجتمع المدني وحبس عشرات آلاف النشطاء والمعارضين واحتجازهم في ظروف قاسية، بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية.

 

اقرأ أيضا: 11 عاما على "25 يناير".. هل المصريون بحاجة لثورة جديدة؟

وطالما كال السيسي اتهامات للثورة بأنها وراء كل خراب في البلاد، وحذر في أكثر من مناسبة أنه لن يسمح بحدوث ثورة أخرى على غرار ثورة 25 يناير 2011، وأن ما حدث لن يتكرر في عهده مرة ثانية، وأرجع الفضل في ما أسماه تماسك البلاد وعدم تفككها إلى جهود القوات المسلحة التي منعت انزلاق مصر نحو الهاوية، على حد زعمه.


 

 

 


ولا يزال السيسي يحاول أن يحجم من ثورة 25 يناير حتى في تغريداته أو منشورات حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب على صفحته على موقع فيسبوك: "سيظل يوم الخامس والعشرين من يناير خالدا في ذاكرة المصريين يذكرنا ببطولات رجال الشرطة، الذين قدموا في موقعة الإسماعيلية عام ١٩٥٢ خير مثال على التضحية والفداء من أجل الوطن مهما كانت الصعوبات".

 

وأضاف السيسي حينها: "وهي الروح التي استلهمها أبطال الشرطة على مدار السنوات الماضية، فقدموا أرواحهم لتخليص الوطن من آفة الإرهاب وفتحوا بدمائهم الطريق أمام التنمية والعيش الكريم لأبناء الشعب، وهو ما طالب به المصريون في ثورة الخامس والعشرين من يناير".

 

 


 

نظام السيسي فتح كل الطرق للثورة


يقول الناشط السياسي المصري، الدكتور يحيى موسى، إن وصف النظام لـ 25 يناير بالثورة هو دليل آخر على قوتها وعظمتها؛ حيث لا زال النظام يخشى أن يجاهر بعداوتها وهو الذي يعتبرها على الحقيقة أسوأ كوابيسه، يناير لم تكن هبة عابرة ولا مجرد تعبير عن حالة غضب متراكمة بل أول إرهاصات التغيير العميق في العقل العربي الجمعي في القرن الواحد والعشرين".


وأضاف عضو مجلس إدارة مؤسسة ميدان لـ"عربي21": "كانت يناير تعبيرا عن جيل جديد، جيل الألفية، جيل ندرت فيه الأمية وزادت فيه نسبة التعليم الجامعي، جيل صارت التكنولوجيا والاتصالات جزءا أساسيا من حياته، جيل أحلامه كبيرة وثقته بنفسه عالية مثل هذا الجيل يصعب اقتياده ويستحيل استعباده".

واعتبر موسى أن "يناير صاغت الوعي الجمعي للمصريين من جديد، وأن الحرية ممكنة وأن الكرامة غالية وأن الرقي والنهوض ممكن وبالمتناول، حيث حولت يناير الحلم إلى حقيقة ولو لبرهة من الزمن ولذلك أثر هائل في دفع الإنسان لاستعادة منجزاته وحلمه الذي سرق منه، هذا كله مع حالة الإفقار والإذلال التي يعيشها المصريون على يد السيسي وانسداد أي أفق للتغيير السياسي أو مجرد حرية الرأي والتعبير لا يدع مجالا للمصريين إلا أن يسلكوا الطريق الذي عرفوه ونجحوا فيه سابقا والنظام يدرك ذلك".


لا يفر المجرم بجريمته


من جهته، قال مسؤول الملف السياسي في "حركة 2 أكتوبر"، محمد سعد خير الله، إن "الجمهورية العسكرية التي تحكم، وحامل أختامها في قصر الاتحادية السيسي، لن يأمنوا أبدا كرد فعل طبيعي ومنطقي لما يفعلونه بحق الشعب من قتل خارج القانون وإخفاء قسري وإخلاء قسري للمواطنين من منازلهم وأراضيهم، وحبس وقمع وقطع أرزاق واحتكار اقتصاد المجتمع، والسطو على أراضي البلاد".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "بالتالي سيظل التخبط دائما ما بين الاعتراف بالثورة تارة ووصفها بالمؤامرة تارة أخرى، وما يصدر عن النظام من هذيان بشأنها، وسيظل المشهد هكذا إلى أن تخرج الجماهير لقلب هذه المعادلة الكارثية بعد أن استوعب الجميع وعرفوا أن الجيش بوضعه الحالي العدو رقم واحد للمصريين".


— Ali (@Alli_Fathy) January 25, 2022

 

 

 

 

 

 

 



مصر تحت المراقبة


يعتقد الناشط السياسي عبد الرحمن عاطف، أن "نظام السيسي يحاول بكافة الوسائل المتاحة تتبع النشطاء الذين يحاولون إشعال فتيل ثورة أخرى، ويتضح هذا من خلال نشاط الأمن الوطني وقيامه باعتقال كافة النشطاء السياسيين والحقوقيين؛ لأن هناك قناعة لدى الطرفين أن الشارع المصري إذا غضب وخرج فلن يعود إلا بعد إسقاط النظام".


وأكد لـ"عربي21" أن "النظام يدفع بكافة ما يملك من أجل احتواء الشارع بشكل مستمر، وإخماد أي شعلة أو تحرك يستهدف تحريك الشارع، ويعتمد في ذلك على آلته العسكرية والبوليسية وتطويع القضاء والنيابة وتشويه الثورة إعلاميا".

 

 

 

 

 

التعليقات (1)
صابر
الأربعاء، 26-01-2022 03:51 ص
و لماذا يأمن السيسي و قد اجرم اجراما غير مسبوق و تعدى كافة الخطوط الدينية و الأخلاقية و الاقتصادية و السياسية و الشعبية و هذه الازمات في طريقها للانفجار بدون اي شك مع ان هناك مسكنات من الخارج المستفيد من الوضع الكارثي في مصر مثل 3 مليار من شياطين الخليج .