انتقد وزير
بولندي تصريحات حول النزاع في أوكرانيا للبابا فرنسيس، الذي رأى في مقابلة مع صحيفة
إيطالية أن من أسباب النزاع في أوكرانيا هو "غضب" موسكو الذي
"سهلّه (...) استفزاز حلف شمال الأطلسي على باب
روسيا".
وجاءت تصريحات
البابا هذه في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، مساء
الثلاثاء الماضي. وقال ردا على سؤال عن أسباب النزاع في أوكرانيا، إن
"غضب" موسكو قد يكون "سهّله (...) استفزاز الحلف الأطلسي على باب
روسيا".
وقال وزير
التعليم البولندي بريميسلاف تشارنيك للتلفزيون العام: "بالتأكيد، صعق كثيرون
عندما سمعوا ما قاله البابا".
وأضاف
أنه إذا سمحت إدارة الفاتيكان بنشر هذه
الملاحظات "حول استفزازات (...)
الحلف الأطلسي وبعبارة أخرى عن الجناح الشرقي وبالتالي
بولندا أيضا، فإن البابا
أراد ببساطة أن يقول ذلك".
وأضاف: "بذلك أساء إلينا نحن البولنديين".
وفي المقابلة
نفسها، قال البابا إنه مستعد للسفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومحاولة وقف القتال في أوكرانيا.
وأكّد أنه
"أجرى اتصالا هاتفيا" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "في
اليوم الأول من الحرب"، موضحا أنه "في ما بعد، بعد 20 يومًا من اندلاع
الحرب، طلبت من الكاردينال (بيترو) بارولين"، المسؤول الثاني في الفاتيكان، "أن يوجه إلى بوتين رسالة مفادها أنني على استعداد للذهاب إلى موسكو".
وأضاف: "لم نتلقّ بعد ردًا، ولا نزال نصر على ذلك، حتى لو أنني أخشى ألّا يستطيع
وألّا يريد بوتين إجراء هذا اللقاء الآن".
واستبعد الحبر
الأعظم زيارة كييف حاليا، على الرغم من دعوات الأوكرانيين له للقيام بذلك. وقال: "لن أذهب إلى كييف في الوقت الراهن (...) أشعر أن ليس علي الذهاب".
وأوضح: "عليّ أن أذهب أولًا إلى موسكو، علي أن ألتقي أولًا بوتين".
على جانب آخر،
وبخت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البابا فرنسيس لاستخدامه لهجة خاطئة، بعد أن حث
البطريرك كيريل على ألا يصبح "خادم مذبح" الكرملين، محذرة الفاتيكان من
أن مثل هذه التصريحات ستضر بالحوار بين الكنائس.
وقال فرنسيس لذات
الصحيفة الإيطالية، إن كيريل، الذي دعم حرب أوكرانيا، "لا يمكن أن يصبح خادم
مذبح الرئيس فلاديمير بوتين".
وقالت الكنيسة
الأرثوذكسية الروسية إنه من المؤسف أن يتحدث فرنسيس بهذه اللهجة بعد شهر ونصف من
حواره المباشر مع كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا.
وقالت
بطريركية موسكو: "البابا فرنسيس اختار نبرة غير صحيحة لنقل محتوى هذه
المحادثة"، رغم أنها لم تذكر صراحة تعليق "خادم المذبح".
وأضافت: "من غير المحتمل أن تساهم مثل هذه التصريحات في إقامة حوار بناء بين كنيسة
الروم الكاثوليك والكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو أمر ضروري للغاية في الوقت
الحاضر".
ويرى كيريل
(75 عاما)، وهو حليف وثيق لبوتين، أن الحرب ما هي إلا حصن في مواجهة الغرب الذي
يعتبره منحطا، لأسباب على رأسها قبول المثلية الجنسية.
والكنيسة
الأرثوذكسية الروسية هي إلى حد بعيد أكبر الكنائس في الطائفة الأرثوذكسية الشرقية،
التي انفصلت عن الطوائف المسيحية الغربية في الانقسام الكبير عام 1054. واليوم
لديها نحو 100 مليون من الأتباع داخل روسيا، وأكثر من ذلك في الخارج.
ويوجد في
أوكرانيا قرابة 30 مليون من الأرثوذكس، مقسمين بين الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية
التابعة لبطريركية موسكو واثنتين من الكنائس الأرثوذكسية الأخرى، إحداهما الكنيسة
الأرثوذكسية الأوكرانية المستقلة.