هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت
جهود الجزائر في إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية بالفشل، بعد أن اصطدمت برفض
سعودي مصري لعودة مقعد سوريا قبل الوصول إلى حل سياسي في البلاد بناء على قرار
الأمم المتحدة 2254.
وأكدت
وزارة الخارجية الجزائرية في بيان عدم دعوة النظام السوري لحضور قمة الجزائر
المقبلة، المزمع عقدها في العاصمة الجزائرية في 1 – 2 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وبحسب
وكالة الأنباء الجزائرية، فإن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أكد لنظيره
الجزائري رمطان لعمامرة، أن النظام يفضل عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعد سوريا
بجامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر، وذلك "حرصا على المساهمة في
توحيد الكلمة والصف العربي في مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة على
الصعيدين الإقليمي والدولي"، حسب قوله.
وربط
سياسيون سوريون الإعلان عن عدم حضور النظام لقمة الجزائر، بالجهود السعودية –
المصرية الرافضة لعودة النظام قبل التوصل لحل سياسي.
النظام لا يمثل سوريا
وقال
سليم الخطيب عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، إن الجامعة العربية وُجدت
لهدف أساسي وهو زيادة التنسيق بين الدول العربية، للحفاظ على وحدة الوطن العربي
والتصدي لأي خطر خارجي يهدده.
واعتبر
أن رفض كل من مصر والسعودية، عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، يعني أن
الدولتين لا ترى في النظام ممثلا عن الدولة السورية، فلا هو قادر على الالتزام
بالاتفاقيات والمعاهدات في ظل تغول الاحتلالين الإيراني والروسي على مفاصل الحكم
والوزارات السيادية لديه، ولا هو عامل أمن واستقرار للمنطقة.
وأضاف
في تصريحات لـ"عربي21": "النظام بات أداة خطيرة بيد أعداء الوطن
العربي ويعمل جاهدا على تصدير الإرهاب والمخدرات ويهدد أمن الدول العربية
واستقرارها".
اقرأ أيضا: قطر تؤكد موقفها من عودة دمشق للجامعة العربية
الموقف المصري ليس غريبا
بدوره،
عضو اللجنة الدستورية المصغرة تليد صائب، أشار إلى أن مصر منذ اندلاع الثورة
السورية، حرصت على إيجاد حل في سوريا دون الاصطفاف لصالح أي من الطرفين (النظام
والمعارضة).
وأوضح
أن مصر لم تعمل على إخراج سوريا كدولة من الجامعة العربية، وإنما عملت على منع
النظام السوري من العودة إلى الحضن العربي مرة أخرى، لأنها تعلم جيدا أن نظام
الأسد قد يدفع لانقسامات في المواقف العربية.
وثمن
السياسي السوري الموقف السعودي والمصري، مؤكدا أنه لم يكن موقفا غريبا وكان مشرفا،
معربا عن أمله برؤية المزيد من المواقف العربية الداعمة لبقاء سوريا واحدة موحدة.
مصر تتبنى القرار 2254
من
جانبه، أكد منسق "منصة القاهرة" وعضو اللجنة الدستورية فراس الخالدي، أن
الموقف المصري تجاه سوريا ثابت ولم يتغير، ويعتمد على تبني القرار الأممي 2254،
الداعي لإيجاد حل سياسي في سوريا.
بدوره، الباحث
في مركز جسور للدراسات وائل علوان، تحدث عن مقاربتين للموقف المصري الرافض لعودة
النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وبين
أن مصر التزمت بالرأي العربي كاملا، وكانت تشترط وجود إجماع عربي على أي قرار يتخذ
بخصوص عودة النظام إلى الجامعة العربية، كما أنها ملتزمة برأي وانطباع المجتمع
الدولي، الذي لا زال متمسكا بأن التغييرات لم تحصل من قبل النظام السوري.
يذكر
أن الجامعة العربية كانت قد علقت مشاركة سوريا في اجتماعاتها عام 2011، بسبب قمع
النظام السوري للثورة السورية، وعدم استجابته للمبادرة العربية في وقته.