قضايا وآراء

قيادة "إسرائيل" بين لص وقاتل.. وصمود فلسطيني يتجذّر

رجائي الكركي
تحذيرات من أن يؤدي سلوك بن غفير إلى التصعيد- جيتي
تحذيرات من أن يؤدي سلوك بن غفير إلى التصعيد- جيتي
في حرب عام 1948 جاء إلى بن غوريون كل من ديان وشارون وأخبراه بأنه تم العبور بالدبابات إلى اللد والرملة، وأخبراه عن اندهاش السكان، وأنهم بقوا في منازلهم، فأجابهما بن غوريون: كأنكم لم تفعلوا شيئاً فالمطلوب تهجير السكان.

قادة آخرون من كيان المحتل "الإسرائيلي"، ساروا على ذات نهج التطرّف والاستعلاء. المتطرفة غولدا مائير حينما سُئلت عن الفلسطينيين أجابت: لا يوجد فلسطينيون.. أنا فلسطينية. انقضت سنوات وتبدلت معها وجوه الساسة، مع الازدياد في عنجهية الاحتلال، الذي غدا أكثر صلافة وإجراماً بحق الدم الفلسطيني، ففي نظر قادته مزيد من التطرّف والقتل، يعني مزيداً من البقاء في أروقة السياسة "الإسرائيلية"، التي هي بالأصل تعاني أزمات من العنصرية المتفشية في داخلها. لكن كما في كل مرّة، "إسرائيل" تصدّر مشكلاتها للفلسطيني الضعيف حسب وجهة نظرها، والذي بدوره يدفع فاتورة الحساب من دماء أبنائه، ومزيداً من مصادرة ما تبقى من أرضه المسلوبة.

في عام 2016 قال سموتريتش بعد وصوله الى الكنيست: ليس هناك شعب اسمه شعب فلسطين، ولا يوجد احتلال إسرائيلي للضفة أو خط أخضر فاصل بين الضفة الغربية و"إسرائيل".

كأنّ المتطرف بن غفير يحاول إعادة أمجاد من سبقوه، باستباحته للأقصى المبارك، هذه المرّة بصبغة شرعيّة أكثر وضوحاً، متمثلة برتبة وزير مدعوم رسمياً من حكومته الفاشية. ووفقاً لمراقبين، نتنياهو يدفع بشركائه نحو خدمة مصالحه الخاصة، وهذه فوضى كبيرة تصيب الكيان من داخله

وكأنّ المتطرف بن غفير يحاول إعادة أمجاد من سبقوه، باستباحته للأقصى المبارك، هذه المرّة بصبغة شرعيّة أكثر وضوحاً، متمثلة برتبة وزير مدعوم رسمياً من حكومته الفاشية. ووفقاً لمراقبين، نتنياهو يدفع بشركائه نحو خدمة مصالحه الخاصة، وهذه فوضى كبيرة تصيب الكيان من داخله.

ويقول عاموس هرئيل عبر "هآرتس": "نتوقع فوضى تشريعية تمليها أحزاب اليمين المتطرف في الضفة الغربية، ومن الممكن أن تتطور الى صراعات، بين الحكومة الجديدة ومسؤولين في الجيش الإسرائيلي والشاباك."


حتى لو اعتقدنا أن الفلسطيني هو المستهدف الأول والأخير، فإن صموده المتمثّل بالمقاومة والدفاع عن أرضه، سيقلص حتماً من عُمر مثل هذه الحكومة الفاشية، لأن تاريخ الصراع مع الكيان "الإسرائيلي" أثبت ذلك، فالمقاومة في قطاع غزة أسقطت عنجهية "أرئيل شارون" حينما كان يردد أن مستوطنة "نتساريم" كـ"تل أبيب"، أيضاً عمليات المهندس "يحيى عياش" أربكت حسابات المحتل، وفق ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحاق رابين"، وذلك بعد سلسلة عمليات أصابت الكيان المحتل بمقتل. قال رابين حينها: لا أستطيع فعل أي شيء أمام إنسان قادم ليموت.

حتى لو اعتقدنا أن الفلسطيني هو المستهدف الأول والأخير، فإن صموده المتمثّل بالمقاومة والدفاع عن أرضه، سيقلص حتماً من عُمر مثل هذه الحكومة الفاشية، لأن تاريخ الصراع مع الكيان "الإسرائيلي" أثبت ذلك

لنعد للمتطرف بن غفير، صاحب المهالك لكيانه، والذي سيجلب مزيداً من الانقسام والتنافر داخل الكيان، فقد أفادت "إذاعة الجيش"، وعلى لسان "موشيه غافني"، رئيس حزب "يهدوت هتوراة"، حيث قال: لقد قلت لبن غفير إن صعودك للحرم المقدسي ضرر ولا نكسب منه شيئا، لقد مُنع عظماء إسرائيل من هذا الأمر على مدى أجيال.

إذاً "إسرائيل" لن تكون هذه المرّة النموذج الأمثل في التماسك نحو البقاء، بل سيزداد الانقسام في جسدها المتهالك، والمستوطنون اليوم يعيشون حالة الخوف ذاتها التي مارسوها منذ العام 1947، ويجب أن لا ننسى أن "السارق الذي استولى على ما ليس له، سيبقى في خوفٍ دائم، حتى يأتي صاحب الحق ليسترد حقه.
التعليقات (0)