سياسة عربية

"الحارة الملونة".. غزة المحاصرة تستقبل رمضان بألوان تنبض بالحياة (صور)

الفكرة بدأت بتزيين منزل فني بدهان ثم انطلقت للحي بأكمله- عربي21
الفكرة بدأت بتزيين منزل فني بدهان ثم انطلقت للحي بأكمله- عربي21
يستعد أكثر من 2 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان المبارك، في ظل اشتداد الحصار المستمر منذ 17 عاما، في ظل الأمل بأيام ومستقبل أفضل بعيدا عن انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وتتنوع استعدادات الفلسطينيين لاستقبال الشهر الفضيل، حيث يقوم العديد من المواطنين بتزيين منازلهم ومحالهم التجارية بالأضواء وزينة رمضان، لكن اللافت في هذا العام، أن يقوم سكان إحدى حارات مدينة غزة بتزيين الجدران والبيوت بألوان زاهية جميلة ولوحات فنية تنبض بالأمل وحب الحياة.

وزارت "عربي21" "الحارة الملونة" وسط مدينة غزة، حيث اكتست حلة جميلة استعدادا لاستقبال شهر رمضان، وذلك بمبادرة محلية من أحد سكان الحي، حيث وجدت الدعم والمشاركة من إدارة بلدية غزة.

صاحب المبادرة بتزيين الحارة وتلونيها، الحاج محمد أحمد الصعيدي "أبو عبدالله" (65 عاما)، يسير في أزقتها بهمة ونشاط، يستقبل بابتسامته زوار الحارة، فتظهر على وجهوهم للوهلة الأولى علامات السعادة والرضا مما يشهدون من جمال، ما يبث من حب وروح جديدة وأمل بحياة آمنة بعيدا عن منغصات الاحتلال.

إظهار أخبار متعلقة



وأفاد الصعيدي في حديثه لـ"عربي21"، أن "الفكرة بدأت حينما بدأت بتزيين منزلي من الداخل لاستقبال شهر رمضان، وبعدها خرجت لتزيين محيط المنزل من الخارج، وعند ملاحظة الجيران الفكرة، استحسنها الجميع، وتوسع طموحي للعمل في كل الحارة، وهذا دفعني لتقديم فكرة المبادرة لبلدية غزة التي أمدت الحارة بكل ما يلزم لإنجاح المشروع، من مواد دهان وترميم بنية تحتية وتركيب بلاط وإضاءة وغير ذلك"، معربا عن أمله أن تتنشر المبادرة وتعم كل فلسطين.

وقال: "نريد أن نظهر للعالم جمال فلسطين وأهلها، فبلادنا التي تتعرض للحروب والدمار من قبل الاحتلال، تنبض بالجمال، فمن أبسط الأمور يمكن صناعة أشياء جميلة وإبداعية"، مضيفا: "نحن أبناء الشعب الفلسطيني، نريد أن نظهر للعالم أننا نعشق الجمال والحياة كما نعشق الشهادة، وهذا واجب وطني على كل فلسطيني، علما بأن المحافظة على البيئة هي أيضا واجب شرعي وطني وإنساني".

ونبه "أبو عبدالله" وهو فني دهان، أنه كان يشعر "بمتعة كبيرة في أثناء العمل في تلوين الجدران، وخاصة عند تلوينها بما يناسب شهر رمضان، لإظهار التقدير والاحترام والحب بقدوم شهر الكرم، واشتملت الجدران على أذكار وجمل ترحيب برمضان وصلاة على رسول الله".

وفي رسالته للعالم، شدد على أن "الشعب الفلسطيني حي، يحب الحياة ويقدر الجمال والإنسان، يستحق دولة وحياة أفضل بلا احتلال، شعبنا باستطاعته رغم الحصار والدمار أن يبدع من لا شيء"، داعيا "كل فلسطيني حر، أن يبدأ في تزيين باب منزله، فالاحتلال الفاشل يهدم ويدنا الفلسطينية تبني، ليس فقط الأوطان بل الإنسان".

إظهار أخبار متعلقة



وأضاف لـ"عربي21": "شعب فلسطين حي مبدع، والكثير من الدول تشهد له بذلك، وهنا لا بد من تأكيد وجوب رفع الحصار عن شعبنا في قطاع غزة".

بدوره، عمل الفنان التشكيلي أيمن صلاح الحصري (34 عاما) بتكليف من بلدية غزة، على رسم ونقش لوحات ومخطوطات فنية جميلة على جدران "الحارة الملونة"، فيما عكس المزيد من الجمال وعظم الاستعداد لشهر رمضان، وأوضح أن راعى في تلك اللوحات الفنية، أن يدرك ويفهم رسالتها مختلف الفئات والثقافات، لذا كانت لوحات بسيطة في شكلها وعميقة في معانيها.

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "معظم اللوحات تمنح مشاهدها بصيص أمل بكلمات بسيطة ومعبرة مثل "حلوة يا بلدي"، لافتا إلى أن "اختيار الألوان بالنسبة للجدران في الحارة تم بعد دراسة، لكي نحافظ على أن يبرز كل لون الآخر، في تنسيق جميل بألوان زاهية تمنح الأمل بحياة أفضل".

وذكر الحصري الذي عمل طيلة 14 يوما في الحارة، أن "وجود ألوان بجانب بعضها البعض جذب الناس، وأوجد منظرا عاما لمكان ينبض بالحياة والجمال والأمل بمستقبل أفضل"، منوها إلى أنه عمل على دمج أبواب المنازل ونوافذها القريبة ضمن اللوحات الفنية لتكون جزءا منها، "كي تمنح الزائر للمكان مشهدا متكاملا".

Image1_320231755717882819749.jpg
Image2_320231755717882819749.jpg
Image3_320231755717882819749.jpg
Image4_320231755717882819749.jpg
Image1_320231755954750317412.jpg
Image2_320231755954750317412.jpg
Image3_320231755954750317412.jpg
Image1_32023176027301351667.jpg
Image2_32023176027301351667.jpg
Image3_32023176027301351667.jpg
Image1_32023176117332089226.jpg
Image2_32023176117332089226.jpg
Image3_32023176117332089226.jpg
Image4_32023176117332089226.jpg
التعليقات (0)