يمر هذه الأيام عشرون عاما على مقتل ناشطة
السلام، الحقوقية
راشيل كوري، التي توفيت على يد جنود الاحتلال
الإسرائيلي جنوب
قطاع
غزة المحاصر.
ودهست جرافة لقوات الاحتلال الإسرائيلي
كوري في 16 آذار/ مارس 2003 بمدينة رفح جنوب القطاع، رغم ارتدائها بدلة برتقالية،
للتعريف عن نفسها بأنها ناشطة حقوقية أجنبية.
وحاولت الناشطة الحقوقية ومعها ثمانية
من زملائها في حركة التضامن الدولية، وهم وفق تقرير للمركز
الفلسطيني لحقوق
الإنسان، خمسة أمريكيين وثلاثة بريطانيين، منع جرافة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال
من هدم المنازل في مدينة رفح.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب ما أورده المركز، فقد كانت كوري
تنادي بمكبّر الصوت على الجنود الإسرائيليين داخل الآلية العسكرية، في محاولة
لإيقافهم عن تجريف المنازل، فدهستها الآلية بشكل متعمّد.
وتعد كوري أول ناشطة سلام دولية تقتل،
بينما كانت تحتج على عملية هدم للمنازل الفلسطينية تقوم بها قوات الاحتلال.
وسافرت كوري إلى قطاع غزة عام 2003،
بصفتها عضوا في منظمة حركة التضامن العالمية، وكانت تنشر مقالات مصورة تكشف عن
انتهاكات الحقوق في الأراضي المحتلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
اقرا أيضا: راشيل كوري.. أيقونة لفلسطين ذهب دمها دون عقاب (بورتريه)
وتلقى الفلسطينيون نبأ مقتلها بحزن،
ووصفوها بأنها "شهيدة"، ونظموا جنازة ضخمة لها. ومنذ ذلك الحين، أصبح
اسم راشيل كوري مقترنا بالعمل من أجل القضية الفلسطينية.
وحملت سفينة مساعدات إيرلندية انطلقت
إلى غزة عام 2010 اسمها، وسردت قصتها في العديد من الأفلام الوثائقية التي تصور
المعاناة الفلسطينية.
ونشأت كوري المولودة عام 1979 في
أولمبيا بولاية واشنطن الأمريكية، لعائلة يهودية وصفت نفسها بأنهم "أمريكيون
عاديون، وليبراليون سياسيا، ومحافظون اقتصاديا، وهم من الطبقة الوسطى".
وكانت أصغر إخوتها لكريج كوري، الذي
كان مديرا تنفيذيا في شركة تأمين، ووالدتها سيندي كوري.
بعد تخرجها من المدرسة التحقت راشيل
بكلية حكومية حيث درست الفنون. توقفت لمدة عام عن دراستها للعمل كمتطوعة في واشنطن
في منظمة أمريكية للبيئة، وأمضت 3 سنوات في زيارات أسبوعية للمرضى العقليين.
انضمت لاحقا إلى منظمة حركة التضامن
الدولية من أجل وقف عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المحاصر.
ورفعت عائلة راشيل دعوة قضائية عام
2010 ضد جيش الاحتلال، متهمة إياه بقتل راشيل بشكل متعمد. وفي عام 2013 رفضت
المحكمة الدعوة وبرأت الجيش من مقتلها.
وقال القاضي إن السائق لم ير الناشطة
الأمريكية، مشيرا إلى أنه "كان بوسعها إنقاذ نفسها، وأنها وضعت نفسها في
خطر".