أعلن منتج سعودي عن قرب البدء بإنتاج فيلم سينمائي ضخم باسم "الجحش" يكشف من خلاله "الجانب المرعب والمروع من جرائم النظام السوري الممتد منذ 4 عقود"، وذلك رداً على فيلم "ملك الرمال" الذي تناول سيرة حياة الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية
السعودية، وأنجزه مؤخراً مخرج مقرّب من النظام السوري وعرض في صالات عرض حكومية في دمشق.
وفي تصريح نشرته صحيفة "الجزيرة" السعودية المقربة من الحكومة، الاثنين، قال المنتج السعودي محمد القحطاني، بأنه أنهى كافة تفاصيل إنتاج فيلم "الجحش"، والذي يأتي ممزوجا بين التسجيلي والدرامي للكشف عن جرائم نظام
الأسد، والذي وصفه بـ"النظام الشوارعي والمافيا الإرهابية".
وأكد المنتج السعودي على أن الفيلم يأتي بـ"تحرك شخصي، وواعز من غيرته الوطنية بعد أن أنتج مخرج سوري فيلما يحاول فيه بكلام كذب وافتراء واضح وفاضح المساس بقيمنا الوطنية والتي نفاخر ونفتخر بها كالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية"، مطلع القرن العشرين.
وكشف القحطاني أنه قد اختار اسم "الجحش" لهذا الفيلم، وقال تعليقاً على ذلك "لم أجد أنسب وأفضل من هذا الاسم والذي ينطبق عليه سيناريو الفيلم".
وأفصح المنتج عن الميزانية المخصصة لإنتاج الفيلم، مؤكدا بأنها لن تقل عن 30 مليون ريال سعودي أي ما يعادل 8 ملايين دولار، وسيبدأ تصوير وإنتاج الفيلم ما بين شهري فبراير/ شباط، ومارس/آذار القادمين، وستتنوع مواقع التصوير ما بين تركيا ولبنان ومصر.
ويأتي الفيلم السعودي رداً على فيلم "ملك الرمال" الذي تناول سيرة حياة الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وأنجزه مؤخراً مخرج سوري مقرّب من النظام السوري وتم عرضه للمرة الأولى في دمشق قبل أسبوعين في دار الأوبرا الحكومي في العاصمة السورية، بعد عرضه في سبتمبر/ أيلول الماضي في العاصمة البريطانية لندن.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا)، تصريحات لمخرج الفيلم نجدت اسماعيل أنزور، يوم افتتاح العرض بدمشق 12 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال فيها إن "ملك الرمال" اليوم "نقطة اشتباك مباشرة بين مشروعين الأول مشروع نهضوي قومي عروبي كانت وما زالت سورية تتصدره، والثاني مشروع ظلامي تكفيري إرهابي"، في إشارة إلى النظام السعودي.
وأضاف المخرج أن "الفيلم" كسر هذا التابو (المحرم) في تناول "موطن الإرهاب"، فلقد "مزق الفيلم عباءة الإرهاب المقدسة وأماط اللثام عن تلك الشخصيات الوهمية والكرتونية التي عبثت بتاريخ هذه المنطقة فدمرت المشروع الناصري واشترت النخب الثقافية وخربت الذائقة وأغرقت السوق بجيش من وسائل إعلام زورت الحقائق وحرضت مذهبيا وطائفيا وعرقيا".
واعتبر أنزور أن "ملك الرمال" هو "حق شرعي للسوريين للدفاع عن النفس"، وأضاف بالقول "هذا لا يعني أن الشعب العربي الذي يعيش في شبه الجزيرة العربية هو سعودي التفكير فهناك في شبه الجزيرة شعب حر ومثقفون ومفكرون نحترمهم وهم أهلنا".
وأشار مخرج الفليم الذي يعرض باللغة الانكليزية، ويشارك فيه ممثلون إيطاليون وأتراك وبريطانيون، إلى أن "كاميرا الفنان تعمل جنبا إلى جنب مع بندقية الجندي السوري في مواجهة الإرهاب".
وبحسب سانا فإن "أحداث الفيلم الذي اثار عاصفة من السجال حول سيرة آل سعود بعد أن أثار جدلا منذ الإعلان عن قرب عرضه في ربيع العام 2012 متناولا تاريخ مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن بن آل سعود وتفاصيل الرحلة التي قام بها بعد خروجه من منفاه في الكويت وغزوه للرياض وإنهاء فترة حكم آل الرشيد هناك ومن ثم انتقاله بعدها إلى نجد وحائل والاحساء، مناطق في المملكة السعودية، في العام 1921 وقضاؤه على الأسرة الهاشمية هناك بالتعاون مع الإنكليز".
كما يفضح "ملك الرمال"، بحسب الوكالة نفسها، ممارسات آل سعود ضد الفرق الصوفية التي كانت تسكن بلاد الحجاز العربية وقتذاك والتي أبيدت عن اخرها على يد الوهابية السعودية بتهمة الكفر والتصوف وعبادة القبور فقتلوا وأحرقت بيوتهم واغتصبت نساؤهم ويتم أطفالهم تحت شعار "السيف والدين".
ولمخرج الفيلم السوري سوابق إخراجية لمسلسلين تلفزيونيين عرضا خلال السنوات الماضية "الحور العين" و"ما ملكت أيمانكم"، تناولا موضوع الفكر التكفيري والإرهابي، وأثارا جدلاً واسعة على الساحة الفنية السورية والعربية لما حمله من مشاهد تنال من بعض المذاهب الإسلامية وشيوخ الدين والأفكار التي تحرض على الجهاد.