رحبت صحيفة "الغارديان" البريطانية، بالمشروع الفرنسي الذي سيناقشه
مجلس الأمن الدولي الخميس، والقاضي بتحويل
سوريا وطرفا اللعبة فيها إلى محكمة
جرائم الحرب الدولية.
وألقت الصحيفة، في تقرير لها، الخميس، باللوم على
روسيا التي ستفشل المشروع، مذكرة إياها بالسكوت على الجريمة، وبما قاله قانوني روسي شهير وهو أندريه فيشنسكي والذي دعا لاستخدام القانون الجنائي للدفاع عن السلام، وتحشيده ضد الحرب وضد من يحرضون عليها.
ولم تبريء الصحيفة ساحة الولايات المتحدة والتي رغم دعمها للمحكمة الدولية إلا أنها لم توقع على الميثاق الذي أقر بإنشائها.
وتعتقد الصحيفة أنه حتى لو لم تقم المحكمة بإدانة وإصدار أوامر باعتقال متورطين في انتهاكات ومذابح في سوريا إلا أن مجرد مناقشة المشروع "تعطي أملا للذين فقدوا أقارب لهم، ودمرت بيوتهم وتأثرت حياتهم اليومية".
وذكّرت الصحيفة القراء بأن "سجل المذابح والإنتهاكات في سوريا معروفة منذ بداية النزاع والقائمة طويلة ومرعبة وتشمل: على أفلام فيديو، وأفلام يوتيوب وتقارير مكتوبة، إما تم تهريبها للخارج أو أرسلت عبر البريد الإلكتروني"وما إلى ذلك.
وتحتوي هذه السجلات المكتوبة والمصورة على تفاصيل عن القتل والتعذيب وانتهاك المدنيين والاعتقال والإعدامات والقصف العشوائي لمناطق المدنيين.
وتحدثت الصحيفة عن الأدلة التي كشف عنها بداية العام الحالي عن التعذيب والقتل المنظم والذي طال أكثر 11 ألف سجين في سجون الحكومة، مشيرة إلى هناك ما هو أفظع حيث جمعت منظمات محلية ودولية الأدلة وصنفتها وفحصت على أمل أن يتم توجيه اتهامات لمرتكبي هذه الجرائم في المستقبل.
وأيا كانت طبيعة هذه الأدلة تقول الصحيفة متحيزة، أو كتبت عبر منظور متحزب، فهي "تحفظ فكرة تحقيق العدالة في يوم ما حية، وهناك أدلة يمكن أن تؤدي لتحقيقها".
وتعتقد الصحيفة أن دخول محكمة جرائم الحرب على الخط هي فرصة جيدة كي تقوم المنظمة الدولية هذه بتصفية المواد المتوفرة واستبعاد الدعائي منها وذا الطابع التضليلي، وتقوم بتحضير ملفات قانونية لملاحقة أفراد.
وتضيف الصحيفة إن إشراك محكمة جرائم الحرب جدير بالدعم لأنه يذكر العالم بالجرائم التي ارتكبت ولا تزال ترتكب وتمنح أملا لمن تضرروا بإمكانية تحقق العدالة. وتؤكد على مبدأ ملاحقة المتورطين وأن حدود بلادهم لا تحميهم، فالمتورط بجرائم سيلاحق دوليا، مذكرة أن محاكمات أمراء الحرب الصرب قد تكون رسالة للاعبين الحاليين في سوريا وان العدالة ستطالهم.
ودعت "الغارديان" في النهاية إلى أن يرفق هذا الجهد بحل سياسي، خاصة أن الطرف الذي يدعمه الغرب يخسر فيما يربح طرف الحكومة والداعمين لها. وتدعو في هذا السياق الغرب التفكير في الحرب وهل إطالة الحرب في صالح الناس الذين يقتلون خاصة أن الطرف الذي يدعمه الغرب لا يربح الحرب، أم يجب على الغرب مواصلة دعم الطرف المعتدل ومنعه من الخسارة حتى يكون لديه أوراق التفاوض عندما يتم البحث في وقف الحرب إن عاجلا أم آجلا.