أكد ناشط من ريف حلب أن ضربات
التحالف الدولي على مقرات تنظيم الدولة "
داعش" في سورية والتي استهدفت أيضا مقرات لـ"
جبهة النصرة"، أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين اغلبها كانت من عوائل جبهة النصرة التي تقيم بجانب المقرات، حيث بقوا تحت الركام لفترة طويلة حتى تم انتشالهم على يد عناصر الجبهة.
فيما أفاد العديد من الناشطين الإعلاميين على الحدود السورية التركية عن خروج عناصر من تنظيم "داعش" مع عائلاتهم نحو تركيا عن طريق الحدود في مدينة تل أبيض الحدودية.
وبين الناشط في حديث خاص لـ "عربي 21" أن عوائل عناصر الحركات الجهادية تقطن دائماً بالقرب من المقرات العسكرية وذلك حرصاً على حياة هؤلاء من الخطف والقتل والابتزاز بسبب وضعهم الأمني، وأن هذه العائلات المكونة بأغلبها من الأطفال والنساء قد تكون لجهاديين أتوا من خارج سورية من جنسيات مختلفة من أوروبا وتركيا والخليج ومصر، ومنهم من
سوريا ممن انضموا لتنظيم "جبهة النصرة".
وأصيب وقُتل العشرات من الأطفال والنساء من عوائل عناصر حركة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ومعظمهم لم يتم توثيقهم ضمن الضحايا المدنيين للضربة الأمريكية على مواقع الجبهة في ريفي إدلب وحلب.
بدورهم، أكد ناشطون على خروج عناصر من تنظيم "داعش" مع عائلاتهم نحو تركيا، مبينين أن هؤلاء العناصر ألقوا السلاح وخرجوا من مدينة الرقة بعد بدء ضربات التحالف الأمريكي على مناطق "داعش"، وهذا ما يؤكد تضرر الكثير من عائلات الحركات الجهادية في الساعات الأولى من العملية العسكرية في سورية.
ورجّحوا، أن يكون سبب خروج العناصر وعوائلهم هو العودة إلى بلدانهم الأصلية وترك التنظيمات الجهادية نهائياً، أو استئجار منزل لهم في تركيا عن طريق سوريين يعملون في هذا المجال، وذلك لوضع أطفالهم ونسائهم في مكان آمن.
وبين ناشطون، أن معظم الذين خرجوا من سورية من عناصر التنظيم وعائلاتهم، عدّلوا في مظهرهم الخارجي التي باتوا معروفين به في الحركات الجهادية كاللحية الطويلة والشعر الطويل والجلابية القصيرة، وخرجوا بصفتهم مدنيين.
وأشار أحد المهربين الأتراك، إلى نزوح عائلات تنظيم داعش بكثرة، حيث تم التعرف عليهم من اللغات غير العربية ومنهم عرب أيضا، لكن النساء كن يضعن النقاب، وبالرغم من حرصهم على خروجهم بشكل مشابه لكل العائلات النازحة لكن على حد قوله ان عوائل "داعش" لا تتساهل بالنقاب مهما كانت الظروف.
هذا وقد بدأت الحكومة التركية تشديد إجراءات النزوح على الحدود، وذلك بعد بدء الضربات الأمريكية، حيث شوهد العديد من الدوريات العسكرية بعد نزوح عشرات العائلات من ريف حلب الشرقي ومن مدينة الرقة وقرى وبلدات عدة من الداخل السوري.
وتستمر الضربات الجوية للتحالف الأمريكي على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" ومعظمها تركز في الرقة ودير الزور وتل أبيض، وذلك بالتزامن مع الغارات الجوية للنظام السوري على مناطق الريف الشرقي.
وشهدت تلك المناطق قصف متواصل من سلاح الجو السوري، ما أدى لوقوع خسائر في صفوف المدنيين دون وقوع تحقيق إصابة أي أهداف بمقرات تنظيم "داعش" بسلاح الجو السوري.
يشار إلى أن ناشطين أفادوا أنه منذ اليوم الأول لقصف مواقع جهادية في سورية من قبل قوات التحالف الأمريكي بدأت تتوارد الأنباء عن خسائر مادية وخسائر بشرية في صفوف المدنيين في ريفي حلب وإدلب، حيث وصلت الخسائر البشرية من المدنيين لأكثر من 30 شخصاً في يوم واحد فقط.