هجرة محفوفة بالمخاطر يقوم بها شباب درعا نحو
تركيا بعد إغلاق شبه كامل للحدود الأردنية في وجه النازحين السوريين عبر المعابر النظامية أو عبر طرق التهريب المعروفة.
ولم يتبق للشباب منفذ سوى الهروب نحو تركيا قاطعين مئات الكيلومترات في مناطق خطرة ووعرة بين قطعات النظام وأيادي "
داعش"، بعد أن أصبحت
سوريا "مستنقعا للموت" على حد قولهم.
محمد شاب من درعا روى لـ"عربي 21" صعوبة الطريق والمخاطر التي واجهته قائلا: "كانت الصعوبة بداية في الطريق من درعا وعند منطقة اللجاة الوعرة تحديدا والتي يتوجب علينا قطع اوتوستراد السويداء بين نقطتين من نقاط الجيش النظامي، وذلك بعد أن نكون قد قطعنا بضع كيلو مترات في منطقة وعرة دون ماء ونسير مسافة 40 كيلو مترا نحو بلدة بير القصب في ريف دمشق".
وأشار محمد، إلى تعرض هؤلاء الشباب في طريقهم من اللجاة نحو ريف دمشق "لاستغلال البدو الذين يرافقوهم على هذا الطريق ماديا، وان لم تستجب لهم يتوقفون عن المسير ويتركوك لوحدك".
ولا تقتصر الصعوبات حسب وصف "محمد" على وعورة الطريق وخطورته ورصد قوات النظام للطريق واستهدافه بوابل من قذائف المدفعية في بعض الأحيان بل تكون الخطورة باجتياز المناطق والبلدات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة حيث قال: "عند وصولنا للميادين عبر الصحراء أوقفنا حاجز لداعش وبعد أن فتش أغراضنا ورآنا في حالة يرثى لها من غبرة تكسو ملابسنا اعتقدوا أننا عساكر انشققنا عن جيش النظام، وعلى إثر ذلك تم اقتياد كل من في الباص نحو سجن الميادين الذي تسطير عليه "داعش"، وقاموا بالتحقيق مع الجميع".
وحول أساليب التحقيق والمعاملة التي تلقاها محمد إثناء اعتقاله من قبل "داعش"، بين أن المعاملة كانت سيئة جدا وكانت أفظع مما كنا نسمع به عبر وسائل الإعلام، حيث تم تعذيبنا وضربنا أثناء التحقيق، ناهيك عن التعذيب النفسي من خلال سماع أصوات تعذيب الآخرين وسماع توسلاتهم بالعفو والغفران، وبعد تأكدوا من إننا لسنا جيش حر أو منشقين تم إطلاق سراحنا، واتجهنا بعد ذلك نحو معبر باب السلام ومنه دخلنا إلى تركيا".
بدوره، قال الناشط الإعلامي إسماعيل العواد لـ"عربي 21"، إنه: "نتيجة التضييق الكبير الحاصل على معظم الشباب في درعا لجأوا إلى وسيلة جديدة يرون فيها فسحة ألا وهي الهجرة نحو بلاد الغرب وعلى الرغم من
مخاطر الطريق التي تتمثل بحواجز تنظيم الدولة تستمر هجرة الشباب نحو تركيا كونها الدولة الوحيدة التي لا تزال تحتوي الشعب السوري ومشرعةً له الأبواب كمواطن".
وأشار العواد إلى بعض ندوات التوعية التي أجريت حول الهجرة، موضحا "أجرينا بعض الندوات بخصوص توعية الشباب السوري من مخاطر الهجرة وعواقبها الوخيمة، وأن الشباب هو قاعدة سورية الجديدة لكن لم نلق تأييد قويا من الشباب نفسه أو من منظمات المجتمع المدني المنبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة".
ويبقى خيار الهجرة لدى الشباب السوري الأكثر رواجا بين خيارات البقاء تحت رحمه قوات النظام والحصار وحياة الحرب اليومية التي تعيشها سوريا.