قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، الأربعاء، إنها التقت قبل شهرين أحد أمراء تنظيم
الدولة الإسلامية المدعو أنس جركس المعروف بـ "
أبو علي الشيشاني"، ولديها تسجيل مصور بالصوت والصورة، يروي فيه الشيشاني قصته مع الدولة الإسلامية والتحاقه بالجهاد ومشروعه الرامي إلى "إقامة الخلافة على منهاج النبوة".
وفي مقابلته هاجم الشيشاني حزب الله اللبناني قائلا: إنّه اتّخذ إيران آلهة له، متهما إياه بأنّه دخل إلى
سوريا ليقتل رجالها ويتطاول على نسائها، ودعا الله "أن يأخذ هذا الحزب أخذ عزيزٍ مقتدر"، على حد تعبيره.
واستدرك قائلا "ربّ ضارة نافعة. الضارة هنا قتاله في سوريا، لكن ذلك كشفه وفضحه على الملأ بأنه متعصب لشيعته".
وتابع "أما الحكومة اللبنانية، اذا أحسنّا الظنّ بها فإنها لا تصلح للقيادة، وإن أسأنا الظنّ بها فهي تابعة لحزب الله".
وردّاً على سؤال: وهل من نية للتدخل في لبنان؟ أجاب الشيشاني: "إن شاء الله وبإذنه، وأنا أدعو جميع المجاهدين للتحرك إلى لبنان؛ لكسر شوكة حزب الله لأنه يقاتل هنا. يأتي ليقتل نساءنا وأطفالنا ورجالنا، فيما أمنه مستتب، وأمن نسائه وأطفاله. إن أردنا النجاح فعلينا أن نقاتل في لبنان. نقاتل أهل الذي يقاتل عندنا".
وكان الشيشاني ظهر في فيديو شهير على اليوتيوب، يتوعد فيه لبنان وجيشها ونساءهم وأطفالهم؛ بعد اعتقال زوجته علا العقيلي البالغة من العمر 22 عاما.
معركة القصير
وكان الشيشاني يقود مجموعة من المقاتلين تحت مسمّى "كتيبة درع الإسلام"، قبل أن تُعرف اليوم بـ "كتيبة الشيشاني"، ويبلغ عدد عناصرها نحو 30 عنصرا يتمركزون في مزرعة في الجرود بالقرب من منطقة تعرف باسم وادي ميرا. يقول جركس معرّفاً عن نفسه: "لقبي أبو علي الشيشاني. أنا شركسي، ومن سكان مدينة القصير قبل أن يُسيطر عليها الكفّار والروافض. أفتخر بأنني سوري شيشاني الأصل".
عاد الشيشاني بالذاكرة إلى بداية الحرب في سوريا، وقال إن "أول التحركات التي شاركت فيها مع بداية الأزمة السورية كانت في الشام، حيث خرجت تظاهرة ضد شرطي من شرطة بشار المرتدين ضرب أحد العامة، فقام عليه الناس. في تلك الأثناء كانت تشتعل أحداث مصر وليبيا وتونس تحت ما يسمى الربيع العربي، لكننا هنا في بلاد الشام نسميه الخلافة الإسلامية إن شاء الله".
وأضاف أنه في خضم تلك الأحداث "حدّثت نفسي بأن الجهاد بدأ في سوريا، فتركت لبنان حيث كنت أعمل معلّم معجّنات"؛ متوجهاً إلى سوريا.
وحول إذا كانت عودته لسوريا طلباً للحرية؟ ردّ الشيشاني بالقول: "أعوذ بالله. شو حرية! هذا جهاد. لم نكن عبيداً لنطالب بحريتنا. من يطالب بالحرية هو العبد الذي يبيعه سيّده ومولاه. نحن عباد الله ومولانا الله، ونحن أحرار منذ ولادتنا، ولا نعترف بهذه الحرية الكافرة المزعومة. الحرية هي التي تلتزم الكتاب والسنة على نهج سلفنا. هذه هي حريتنا التي ندين بها لله. أما حرية العراة، فهذه ليست حريتنا. هذه من علامات الساعة التي أخبر بها النبي. بعدما رأينا أطفالنا ونساءنا في السجون تهان ويُفتعل بها، وبعدما قدمنا الدماء والأشلاء في سبيل الله وتحكيم شرع الله، نطالب بدولة تعددية ومدنية يسكن فيها الشيعي والنصيري إلى جواري؟! لا والله لن يكون هذا. والله إنما جئناهم بالذبح!".
وأضاف "والله لن تغفو أعيننا ولن ننام حتى يُقتل كل كافر في سوريا".
وأكّد أن الهدف هو تحكيم شرع الله، "ولن نحيد عن هذا حتى نهلك دونه أو نحكم شرع الله في البلاد ونقيم خلافة إسلامية على منهاج النبوّة"، على حد تعبيره.
ودعا الشعب السوري المسلم المضطهد، "أن استعينوا بالله وحده واصبروا، إن الله مع الصابرين، لأن شرط النصر معلق بالآية التي تقول: إن تنصروا الله ينصركم".
ورغم مبايعة الشيشاني لتنظيم الدولة الإسلامية، لكنه يؤكّد أنه على مسافة واحدة من الفتنة الواقعة بين الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وقال "إن طلبوا في الدولة روحي أعطيتهم إياها، وان طلبوا دمي أعطيتهم إياه من دون مقابل لأنهم أهل راية. هم يرفعون راية التوحيد ويُحَكّمون شرع الله. وإن طلبت جبهة النصرة دمي وروحي لفعلت أيضاً. جسدي وروحي اقدمهما هدية للطرفين لكي يتصالحا ونتحد تحت راية الإسلام. وأسأل الله أن يرفع هذه الفتنة". أما عن "الجيش الحر"، فيرى الشيشاني أنّه "إذا أعلن ولاءه وبراءته والتحق بنا، أمِن سيوفنا".
فلسطين الحبيبة
وأكد أنّ فلسطين هي "حبيبة الروح. أسأل الله أن يرزقنا الجهاد في فلسطين. نحن لا نداهن في ديننا. العدو الأكبر هو إسرائيل بالنسبة إلينا، ونحن قبل أن تقوم هذه الثورة والجهاد في سبيل الله في سوريا، كان حلمنا تحرير الأقصى، ولكن قتال المرتدّين أولى من قتال اليهود الآن".
وهاجم الشيشاني الأنظمة الخليجية قائلا: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. مين ما كان يكون، إن شاء الله أبوي أو أخوي. اللي طالع من اجل شرع حكم الله عزّ وجل، من أجل خلافة إسلامية أو دولة إسلامية، هو أخي وحبيبي. ومن خرج ضد هذه الفكرة وضد هذا المنهاج، فسأقاتله ولو كان والدي".