"
كأني أكلت".. حملة تشبه فكرة "دلو الثلج" التي طبقها العديد من الشخصيات المشهورة في الغرب، وذهب ريعها لمرضى التصلب العضلي الجانبي، بعد أن انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن مبدأ حملة "كأني أكلت" مختلف، فهو يقوم على توفير ثمن وجبة طعام، وتحويل ثمنها إلى حساب بنكي لصالح
علاج المصابين والمرضى في الداخل السوري.
اسم الحملة مأخوذ من اسم مسجد موجود في مدينة إسطنبول التركية، بناه أحد الأتراك قديما من ماله الخاص، بعد أن عمد إلى حرمان نفسه من وجبة يوميًا وادخار ثمنها في محفظة خاصة، لتحقيق حلمه ببناء مسجد، تقرباً لربه، ولجمع المصلين في مسجد واحد.
زار أحد الناشطين السوريين منذ فترة المسجد التركي "كأني أكلت"، وقرر العمل على تطوير الفكرة وتحديثها عبر نقلها إلى شبكات التواصل الإجتماعي على شكل تحدٍ مشابهٍ لتحدي الثلج من خلال توفير ثمن وجبة طعام، وتحويل ثمنها إلى حساب بنكي لصالح علاج المصابين والمرضى في الداخل السوري، ومن ثم نقل التحدي للأصدقاء، الذين سينقلونه بدورهم إلى أشخاص آخرين، وهكذا دواليك.
وقال السيد "إبراهيم كوكي" أحد المساهمين في الحملة في حديث خاص لـ"عربي 21" إن "فكرة الحملة التي جاءت تأثرا بهذا الرجل الصالح ولاقت انتشارًا كبيرًا وتفاعلًا من الجاليات السورية في كل مكان حول العالم، كما سجلت مشاركات بلغات أخرى كالإنكليزية والإسبانية والماليزية".
وبحسب كوكي، فإن الحملة ستستهدف الجالية السورية في كل مكان في العالم، إضافه للعرب والمسلمين والمتضامنين مع الشعب السوري. ويمكن لأي كان التبرع لصالح الحملة، معبرا عن سعادته للتجاوب الكبير مع الحملة. وأوضح أنه بعد عشرة أيام من انطلاقها، خاصة في تركيا والخليج والداخل السوري، لاقت نجاحاً باهراً.
وذكر كوكي أسماء عدد من أبرز المشاركين في الحملة إلى الآن، كالدكتور عزام التميمي، والشيخ عائض القرني، والمخرج محمد بايزيد، والمنشد إبراهيم الحلبي، والأستاذة عابدة المؤيد العظم، والإعلامي أحمد دعدوش.
وأشار كوكي إلى أن
التبرعات ستحول إلى مشاريع تنفذ في الداخل السوري عن طريق المراكز الطبية والمشافي الميدانية، كتأمين الأدوية والمعدات الطبية ومستلزمات إسعافية، وصناعة بعض المواد الطبية.
أما عن الوضع الطبي في الداخل السوري، فقال كوكي إن "النظام السوري يقصف البشر والحجر، ويقتل الصغير قبل الكبير، وبالتالي فإن عدد الضحايا الكبير ينبئ عن عدد كبير جداً من الجرحى، فلذلك لا بد من الاستنفار وتضافر الجهود خصوصاً لصالح المناطق الساخنة والمحاصرة، حيث أعداد الجرحى في تزايد مستمر". وتساءل كوكي: "هل يستطيع الجريح الذي ينزف ويشرف على الهلاك الصبر، كما يصبر الجائع أو العطشان على حرمان من وجبة طعام؟".
كما أن كوكي تحدث عن تجربته الشخصية حينما أصيب في
سوريا ونزف، حيث عولج في مشفى ميداني بدائي بإمكانات بسيطة جداً، وهو ما أدى إلى تعرضه لالتهابات ومضاعفات كان يمكن تجاوزها في حال توفرت المستلزمات الطبية الضرورية. ويقول كوكي إن هذه الحادثة دفعته ليسخّر نفسه لمساعدة المصابين والمرضى، ونقل معاناتهم وظروفهم الصعبة للعالم، عادًّا هذه المهمة "جزءا من المعركة".
وختم كوكي حديثه بالإشارة إلى أن "هذا التحدي مسؤولية وواجب، وليس مجرد حملة إعلامية لتسليط الضوء على واقع بقدر ما هي محاولة للتأثير في هذا الواقع"، مضيفا أن "أي مشاركة مهما كانت صغيرة سيكون لها أثر كبير في مساعدة المصابين، وربما إنقاذ حياة إنسان".