اقتحم
تنظيم الدولة، صباح اليوم،
مخيم اليرموك جنوب دمشق، عبر شارع الثلاثين؛ بعد اشتباكات متقطعة مع كتائب
أكناف بيت المقدس، بحسب وسائل إعلام محلية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة وأكناف بيت المقدس، حيث تحاول قوات التنظيم التوغل في مخيم اليرموك، وذلك إثر قيام كتائب أكناف بيت المقدس، بمحاولة اقتحام حي الحجر الأسود (معقل التنظيم جنوب دمشق)، بعد عملية اغتيال لأحد قياديي حركة حماس (يحيى الحوراني).
وذكرت عدة حسابات تابعة لجماعة أكناف بيت المقدس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن قوات من تنظيم الدولة تابعت تقدمها في المخيم دون مواجهة صعوبات تذكر من باقي الفصائل، وخاصة جبهة النصرة التي أخذت موقع الحياد في هذه الاشتباكات ولم تتدخل فيها.
من جهته، أعلن تنظيم الدولة حظر التجول في كل مناطق المخيم، حيث يسود هدوء حذر على أغلب المحاور.
وذكرت شبكة رصد السورية أن تنظيم الدولة قصف مناطق متفرقة من مخيم اليرموك، بعدة قذائف هاون.
يذكر أن كتائب الجيش الحر اشتبكت مع التنظيم قبل عدة أشهر وطردت عناصره إلى خارج المخيم، حيث استقر في حي الحجر الأسود المحاذي للمخيم.
من جتها، قالت منظمة التحرير الفلسطينية إن مقاتلي تنظيم الدولة سيطروا على معظم مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب دمشق بعد اقتحامه صباح اليوم الأربعاء، وفق ما أعلن مصدر فلسطيني.
وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في
سوريا أنور عبد الهادي لوكالة فرانس برس: "اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته"، مشيرا إلى أن "القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله".
وحذّر نشطاء فلسطينيون في مخيم اليرموك بسوريا من مغبة انزلاق الصراع على النفوذ بين الفصائل العاملة في المخيم إلى احتكاكات عسكرية، قالت إن من شأنها تعقيد أوضاع الفلسطينيين الذين يعانون من حصار مطبق يمارسه النظام السوري منذ فترة طويلة.
ودعوا إلى التهدئة، ووحدة الصف، من أجل تأمين ضروريات العيش التي ازدادت صعوبته مع تردي الأوضاع الاقتصادية، وقلة ذات اليد.
"النصرة سهلت دخول تنظيم الدولة"
وذكرت المصادر التي طلبت الاحتفاظ باسمها، أن التوتر الناشئ في المخيم على خلفية اغتيال القيادي في حركة "حماس" في مخيم اليرموك، يحيى الحوراني (أبو صهيب)، وعدم الكشف حتى الآن عن الجهة التي تقف خلفه، أوجد مناخا تصعيديا خطيرا، سمح باختراق عناصر من تنظيم الدولة للمخيم بتسهيلات واضحة المعالم من جبهة النصرة، على نحو يهدد باحتكاكات عسكرية داخلية، قالت إن من شأنها أن تضاعف من معاناة أهل المخيم.
وأشارت المصادر إلى أن الموقف الآن يتلخص في أن بيت أكناف المقدس قامت باعتقال عدد من العناصر المتهمة بالوقوف خلف اغتيال الحوراني، وهو أمر لم يرق لجبهة النصرة التي قالت المصادر إنها يسرت دخول عناصر تنظيم الدولة إلى وسط المخيم، ما من شأنه التمهيد لاحتكاكات عسكرية جديدة من شأنها أن تزيد أوضاع الفلسطينيين المعيشية صعوبة بسبب الحصار الذي يفرضه النظام على مخيم اليرموك منذ فترة طويلة.
وترك منفذ واحد لإدخال بعض المساعدات الإغاثية التي لا تفي بحاجة المواطنين هناك، حيث كثيرا ما تم الحديث عن حالات موت بسبب نقص الدواء والغذاء.