لا يبدو أن الشارع الشيعي في
لبنان على قلب "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، حيث تظهر رسالة بعثها أحد الشباب الساكنين في الضاحية الجنوبية استياء ربما يكون واسعا، تلقفها تلفزيون المستقبل لنشرها، حيث "لم أجد من ينقل رسالتي غير تلفزيون المستقبل"، يقول كاتبها.
ويقول كاتب الرسالة الذي لم يكتب اسمه: "يا سيد أنا ابن ضاحية بيروت الجنوبية. أبي نزح من الجنوب وسكن في الضاحية قبل 40 عاما وهناك ولدت وعشت. وإخوتي حملوا السلاح في حزبك، أحدهم استشهد في العام 2000 قبل تحرير الجنوب بأشهر. كنا فخورين به وبك. وآمنا بخياراتك وخياراته. لي أخت لم يسعفها الوقت للملمة أغراضها فقتلت تحت المبنى الذي كان تسكنه بالشياح في تموز 2006. وقلنا يومها إن كل شيء يهون في الحرب مع إسرائيل".
ويروي الكاتب قصة أخيه قائلا: "في العام 2008 قتل أخي الثاني في تلة التلات تمانات في الجبل. لم نجد صهاينة من حوله لنبارك موته. في 7 أيار قرر أن يختفي من البيت ليحرر لبنان من اللبنانيين. في 11 أيار عاد ملفوفا بعلم حزبك".
وأضاف: "قلنا لعله يحق للسيد ما لا يحق لغيره. قلنا ندفع فاتورة لم نفهمها. وقلنا إنك لا بد أن تكون على حق، وإن لم نفهم لماذا يموت أخي وهو يحاول قتل جيراننا في منزلنا الصيفي بالجبل. حيث نتنزه منذ 30 عاما، منذ صار الجنوب ساحة حرب".
لكن السلاح الذي كان يصوب باتجاه إسرائيل وجه إلى
سوريا، وقال: "ففي العام 2013 أصيب ابن عمي في سوريا. كان يؤدي واجبا جهاديا لم أفهمه. ثم عرفنا أنه يحمي مقام السيدة زينب بالشام. لكنه مات في حمص قرب مسجد خالد بن الوليد. لم نجد مقاما يطوبه شهيدا وقلنا مجددا ربما تعرف أكثر مما نعرف".
وأضاف: "ثم أصيب ابن خالتي في تفجير حارة حريك. كان يشتري الدجاج لأولاده حين انفجرت السيارة بالجميع في الشارع. عرفنا لاحقا أن من فجر نفسه خسر بعض أهله بقصف عناصر من حزبك لمنازل سوريين آمنين".
وعن مهاجمة نصر الله لدول الخليج عموما والسعودية خصوصا قال: "أمس استغربت عدم نزول أخي إلى الشارع ليتضامن مع الحوثيين في اليمن. وكان يقرأ مقالات في إعلامك يا سيد تشتم المملكة العربية
السعودية. فقال لي إن شقيقنا يعمل في الامارات وجارنا يعمل في السعودية وبعضا من أبناء قريتنا يملكون مقهى في الكويت وغيرهم في قطر والبحرين وكلهم خائفون من تداعيات ما يجري على ارزاقهم ولا احد منا له مصلحة أو رزق في اليمن".
وأضاف كاتب الرسالة: "يا سيد هل تريد، بعدما خضنا حربا لم نفهم سببها في تموز 2006، وبلسم بعدها جراحنا أهل الخليج وبعدما قتلنا أهلنا في بيروت والجبل في 7 أيار 2008، وبعدما قتلنا ومتنا ونحن نحارب أهلنا بسوريا في 2013 و2014، أن نذهب إلى اليمن في 2015 لنناصر من يعتدون على أهلهم كما حاول أخي أن يفعل في الجبل ذات أيار لبناني؟".
وشدد ابن الضاحية على تساؤله: "تريدنا أن نشتم السعودية والخليج حيث يعمل أشقاؤنا وأقاربنا؟ تريدنا أن نموت في سوريا والعراق بالاعتداء على الآخرين وفي الضاحية بالمتفجرات والجوع وفي اليمن بنصرة الظالم؟".
ولام بشدة حسن نصر الله، وقال: "لماذا نهاجم يا سماحة السيد من أنقذنا ولماذا نحاول قطع يد العرب التي امتدت إلينا دوما؟ لماذا يا سيد ننحاز إلى إيران على حساب العروبة؟ ألسنا عربا ولغة القرآن هي لغة الضاد؟ ولماذا يا سيد، وسامحني حين لا أكشف سرا، تحولت مناطقنا، في الضاحية والبقاع والجنوب، إلى أوكار يختبىء فيها تجار الممنوعات والمخدرات السلاح ومسهلو الدعارة وشبكاتهم؟
لماذا نموت في بلاد الله الواسعة وتضيق علينا الحياة في لبنان؟ هل تريدنا أن نحارب الكوكب كله؟ فيما إيران تفاوض على دمنا ولا يسقط لها شاب واحد؟".
وقال: "يا سيد أنا ابن الجنوب أريد أن أشتري منزلا لأعيش فيه لا لترثه أرملتي وتتزوج غيري. أريد أن أربي أولادي لا أن أضمن غدهم بموتي وأنا أيتم أولاد السوريين والعراقيين واليمنيين".
وختم رسالته قائلاً: "عذرا يا سيد لكن حروبك باتت أكبر من قدرتنا على الموت. شبابنا في البقاع والجنوب والضاحية باتوا إما شهداء أو محاصرين بارزاقهم في جهات الارض كلها واما مقاتلين لا يعرفون دفاعا عن أي قضية. واليوم تريدنا أن نحارب العرب كلهم وأن نصير جاليات ايرانية في بلادنا.
بعد كل هذه الحروب تعبنا ونريد ان نرتاح يا سيد".