أعرب أعضاء
مجلس الأمن، الاثنين، عن "القلق العميق إزاء الحالة الإنسانية الخطيرة في
مخيم اليرموك"، من خلال خطة من ثلاث نقاط.
وبحسب بيان صحفي صدر عن المجلس عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة بشأن المخيم، أكد أعضاء المجلس دعم جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد من خلال خطة من ثلاث نقاط تتضمن:
1- تقديم المساعدات للمدنيين غير القادرين أو غير الراغبين في مغادرة المخيم.
2- مساعدة الذين يريدون أن "ينتقلوا مؤقتا" من المخيم بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني، وفي ظل الضمانات المناسبة التي سيتم السماح لهم بالقيام بذلك بأمان وبحرية.
3- مساعدة سكان اليرموك الذين فروا بالفعل.
كما أشار أعضاء المجلس إلى "ضرورة دعم جهود الإغاثة الطارئة للمدنيين
الفلسطينيين في مخيم اليرموك"، داعيا جميع الأطراف المعنية إلى "الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، أو قانون حقوق الإنسان واللاجئين الدولي"، مطالبا بـ"وقف جميع الهجمات ضد المدنيين، بما في ذلك القصف الجوي".
وأدان البيان "جميع أعمال الإرهاب التي ارتكبت في المخيم"، وطالب تنظيم الدولة وجبهة النصرة وجميع المنظمات "الإرهابية" الواردة على لائحة المجلس، بـ"الانسحاب من اليرموك على الفور، والتنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرارات 2139، 2165 و2191، وبما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي".
وفي تصريحات للصحفيين في نيويورك، عقب انتهائه من إفادته أمام مجلس الأمن حول
سوريا، أفاد وبيير كراهينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (
أونروا)، أنه "من الصعب الآن حصر الأعداد المتواجدة من اللاجئين الفلسطينيين داخل اليرموك، ومن الصعب تقديم تصور للواقع العسكري على الأرض داخل وحول المخيم".
وقال المسؤول الأممي، الذي كان يتحدث من القدس عبر الفيديو، كونفراس: "لقد أطلقنا نداء إنسانيا عاجلا لصالح اللاجئين الفلسطينيين في سوريا للعام الحالي بقيمة 450 مليون دولار لم يتم تغطيته إلا بنحو 19% تقريبا حتى الآن، ونداء إنسانيا لصالح الفلسطينيين في مخيم اليرموك بقيمة 30 مليون دولار، لم يتم تغطيته سوى بمساهمة مالية وحيدة من دولة الإمارات العربية المتحدة"، دون تحديد قيمتها.
وأردف قائلا: "يتعين على المجتمع الدولي فهم ورطة الفلسطينيين المتواجدين في سوريا، وحشد جهوده الإنسانية من أجل تقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة لهم".
وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة من القدس ودمشق على التوالي، الاثنين، حذر كراهينبول، ورمزي عز الدين، نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، أعضاء مجلس الأمن الدولي من التداعيات الخطيرة لاستمرار الوضع الحالي داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، القريب من العاصمة السورية دمشق.
وقال المسؤولان الأمميان إن أوضاع أكثر من 18 ألف فلسطيني داخل المخيم باتت محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة وسيطرة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" على المخيم، وذلك في الوقت الذي تفرض قوات النظام السوري حصارا على المخيم من الخارج.
وحث المسؤولان الأمميان أعضاء مجلس الأمن الدولي، في جلسة المشاورات المغلقة، على سرعة التحرك لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين داخل المخيم.
لكن، وفقا لمصادر دبلوماسية داخل المجلس، فإن أعضاء المجلس سيكتفون في مشاوراتهم المغلقة بإصدار مجموعة من النقاط الصحفية حول الوضع الحالي داخل اليرموك.
وذكرت المصادر الدبلوماسية أن المندوب الروسي اعترض على صدور بيان من المجلس يتضمن إدانة أو تحميل قوات النظام السوري أو مشاركته في المسؤولية عن تدهور الوضع المأساوي للفلسطينيين داخل المخيم.
ويبعد مخيم اليرموك عن مركز مدينة دمشق نحو 10 كلم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفع الحصار والاشتباكات معظم سكانه لترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.