على مسافة ثمانية كيلومترات إلى الغرب من ناحية عامرية الفلوجة تقع شركة الشهيد، إحدى أهم شركات التصنيع العسكري في عهد الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين، على الطريق الواصل بين الناحية وجرف الصخر في محافظة بابل.
عند محاولة كتائب حزب الله الاستيلاء على المزيد من مادة النحاس، ونقلها خارج الشركة، دون إذن رسمي من جهات حكومية مخولة، تدخّل عضو مجلس إدارة الشركة ومدير قسم الكهرباء، ليتم الاعتداء عليه.
فقد تدخل المسؤول في الشركة، في "محاولة منه للتفاهم معهم على عدم قانونية هذا الفعل، وأنه سيُلقي بتعبات قانونية على مدير المخازن ورئيس الشركة أكرم شاكر الحديثي". وعندها "قام عناصر الكتائب على الفور بضرب مدير قسم الكهرباء بشكل هستيري بأعقاب البنادق، ومن ثم تم طعنه بحربة إحدى البنادق في فخذه، سقط على إثرها أرضا، فيما انهال عليه مسلحون آخرون بالضرب والركلات، قبل أن يغادروا مبنى الإدارة باتجاه مخازن الشركة"، بحسب رواية أحد الموظفين ممن شهدوا هذه الواقعة لـ"عربي21"، ورفض التعريف عن نفسه لدواعي أمنه الشخصي، كما قال.
وتتولى حركة الحل العراقية التي يقودها عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، النائب محمد الكربولي، السيطرة على قرار إدارة شركة الشهيد، من خلال انتماء أغلب أعضاء مجلس إدارتها إلى الحركة، منذ أن شغل شقيقه أحمد الكربولي منصب وزير الصناعة في الحكومة السابقة، كما يقول أحد العاملين في قسم الإنتاج منذ تأسيس الشركة.
ويضيف العامل في قسم الإنتاج، في حديث خاص مع "عربي21": "رغم إثارة حادثة الاعتداء على الموظفين وسرقة رواتبهم تحت تهديد السلاح من قبل كتائب حزب الله في وسائل الإعلام، إلا أن المصالح الضيقة لأعضاء مجلس الإدارة وكتلة الحل العراقية، التي تتغلب على مصالح وكرامة الموظفين، حالت دون أن يأخذ التحقيق مجرياته القانونية، أو خوفا من سطوة تلك
المليشيات"، بحسب وصفه.
لم تكتف كتائب حزب الله بالاعتداء على الشركة التي تقع خارج الحدود الإدارية لناحية عامرية الفلوجة، إنما حاولت، في السادس من شهر أيار/ مايو الماضي، الاعتداء على الناحية ودخولها بقوة السلاح، غير أنّ تصدي الشرطة المحلية وصحوات
البوعيسى تمكنت من منعها من الدخول إلى الناحية، وقطع الطريق المعروف باسم "طريق المكسّر"، وتراجع القوات المهاجمة إلى نقطة انطلاقها في سيطرة المتين الواقعة على الطريق الواصل بين الشركة والناحية، وفق ما رواه شهود عيان لـ"عربي21".
ويقول أحد شيوخ عشائر البوعيسى في حديث خاص مع "عربي21": "بعد مواجهة المليشيات ومنعها من دخول الناحية، تم إبلاغنا من بعض قياداتها بأنهم سيتركون المنطقة، ويتركون أبناء العشائر والناحية يواجهون تنظيم الدولة بمفردهم، أو تسليم إدارة الشركة والناحية للمليشيات، وهذا ما نرفضه بشدة حتى مع تزايد قصف تنظيم الدولة للناحية في الآونة الأخيرة".