قالت صحيفة الأخبار اللبنانية السبت، نقلا عن مصادر في الشرطة
العراقية بمحافظة ذي قار، إن جماعة "
اليماني" عاودت نشاطها من جديد في جنوب العراق عبر استقطاب وتجنيد الشباب وضباط الجيش والشرطة في صفوفها.
واليماني كما يعرفه أتباعه، هو "أحمد الحسن اليماني"
المهدي الأول ووصي ورسول الإمام المهدي. كان يعيش في البصرة وأكمل دراسته الأكاديمية وحصل على شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية، ثم انتقل إلى النجف وسكن فيها لغرض دراسة العلوم الدينية. وبعد اطلاعه على الحلقات الدراسية والمنهج الدراسي في حوزة النجف وجد أن التدريس متدنٍ، ووجد أن في المنهج خللا كبيرا، ولذلك فقد قرر الاعتزال في داره ودراسة العلوم الدينية بنفسه دون الاستعانة بأحد، وفقا لصحيفة الأخبار اللبنانية.
ونوه مصدر الصحيفة إلى أن معلومات استخبارية دقيقة وردت للأمن العراقي تفيد بأن جماعة "اليماني" التي لوحقت وقُتل أعداد كبيرة من أفرادها في محافظة النجف عام 2007، بدأت بتنظيم صفوفها وترتيبها مجددا، تمهيدا للقيام بتحركات ونشاطات شعبية، مستغلة أجواء ليالي شهر رمضان.
وبحسب المصدر، فإن أعضاء جماعة اليماني ينتمون لشريحة الأطباء والمهندسين وطلبة العلوم الدينية، وهذا ما ساعدهم بشكل كبير على استقطاب عناصرهم، مؤكدا أن الجماعة تمكنت من ضم ضابط رفيع بالاستخبارات العراقية كان مكلفا بملف مراقبة الجماعة وتحركاتها.
وقالت الصحيفة في تعريفها لهذه الجماعة، إنها ظهرت في جنوب العراق عام 2007، وشنّت سلسلة هجمات دامية في المحافظات الجنوبية والنجف، تطورت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل قائد القوات الخاصة آنذاك في الناصرية، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من تصفيتهم جميعا في منطقة الزركة في محافظة النجف.
وأشارت إلى أن الجماعة كانت تخطط لاقتحام مرقد الإمام علي وقتل المراجع الدينية، ولا يزال الغموض يسود حتى الآن تلك الحادثة التي قتل خلالها 70 شخصا من أتباع "اليماني" الذين كانوا يطلقون على أنفسهم حينها اسم "جند السماء".
أماكن انتشار الجماعة وطقوسها
ويتوزع أفراد جماعة "اليماني" في محافظة ذي قار في مناطق الصالحية وسط الناصرية والجبايش والفهود في سوق الشيوخ الشهير جنوب الناصرية، وفي منطقة الداوية شمال الناصرية، وحي الفداء الذي يضم عوائل تتكفل بالتبشير بدعوة "اليماني" حيث يستدعون عامة الناس إلى منازلهم ويمارسون أمامهم حركات وطقوسا معينة يدعون خلالها رؤية الإمام المهدي والحديث معه. فيما يُعَدّ حيّ الإصلاح شمال مدينة الناصرية معقلهم الرئيسي، وفقا للأخبار.
ونوهت الصحيفة إلى أن مناطق الجنوب العراقي تشهد تظاهرات واحتجاجات شعبية، تنديدا بسوء إدارات الحكومات المحلية وتراجع الخدمات وتردي تجهيز المدن بالطاقة الكهربائية في فصل الصيف، وترافق تلك الاحتجاجات أحيانا أعمال شغب من قبيل حرق إطارات أو قطع لشوارع وطرق.
ونقلت عن مصدر محلي في المحافظة، أن جماعة "اليماني" وضعت خططا لتنظيم حملات ودعوات للتظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات احتجاجا على تردي الخدمات وتفشي البطالة في المناطق الجنوبية، لكون تلك الأمور تستقطب تعاطف الناس وسخطهم من الإجراءات الحكومية وفساد المسؤولين.
ساعة الصفر للسيطرة على الجنوب
وأكد مصدر الصحيفة أن التظاهرات والاعتصامات هي "المخطط الناعم" للسيطرة على الجنوب، حيث يجري حديث عن "اليوم الموعود"، وهو بمثابة ساعة الصفر لانطلاق موجة التظاهرات.
وتتهم قيادات شيعية الجماعة بالسعي لإثارة الفوضى بهدف غايات مشبوهة، وتطالب السلطات العراقية بشن ضربات استباقية لوقف تحركاتهم، فيما يرفض نشطاء الجماعة هذه الاتهامات، مؤكدين أن الهجوم على تحركاتهم محاولة لقمع الأصوات الاحتجاجية المنددة بفساد الحكومة العراقية وسوء إدارتها، بحسب صحيفة الأخبار.