ظهرت وحدات عسكرية من الجيش الموريتاني، وهي تضيء بالعلم الفرنسي، وذلك خلال
عرض عسكري أقيم صباح السبت في مدينة نواذيبو الساحلية شمال البلاد، ضمن احتفالات العيد الوطني.
ولا يعرف ما إذا كان هذا الإجراء يدخل في إطار التضامن الموريتاني مع فرنسا عقب هجمات باريس الأخيرة، أم أن الجيش الموريتاني استخدم ألوان العلم الفرنسي عن غير قصد.
وفور بث التلفزيون الموريتاني لقطات من العرض العسكري، تظهر فيه سيارات الجيش وهي تضيء بعلم فرنسا، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات عبرت عن غضبها، وخصوصا في مناسبة وطنية كهذه، وهي
ذكرى الاستقلال عن فرنسا، المستعمر السابق لموريتانيا.
ونشر العديد من المدونين صور سيارات الجيش تضيء بالعلم الفرنسي، معلقين عليها بعبارة: "ذكرى استقلالنا عن فرنسا".
وعلق المدون محمد ولد المختار على صفحته بموقع فيس بوك بالقول: "لم تستقل
موريتانيا بعد، قتلت فرنسا أبطالنا ولم تستلم رجال الراية".
وكتب المدون أحمد الأمين اشفاغ قائلا: "مبارك على موريتانيا (الاستغلال) اعتماد قواتنا المسلحة لألوان العلم الفرنسي في عيد الاستقلال ما هو إلا تعبير عن واقعنا الذي نعيش، يستخدمنا المحتل في كل شيء، السفير الفرنسي يعين ويعزل الرؤساء وينظم صفوف المعارضة والموالاة وينسق عملها، الملحق العسكري الفرنسي يدير وينسق الأمن الوطني، والأخطر من كل هذا أن فرنسا لا تولي علينا إلا شرارنا".
واكتفى الإعلامي أبي ولد زيدان بنشر الصورة والتعليق بالقول: "يوم ذكرى استقلال بلادي عن فرنسا".
وخضعت موريتانيا للاستعمار الفرنسي لفترة وصفت بالقصيرة، قبل أن تنال استقلالها في 28 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1960 وذلك بمقتضى الاتفاقيات الفرنسية الموريتانية المتعلقة باستعادة السيادة.
ولم يصدر بعد أي توضيح من الجيش الموريتاني بشأن ألوان العلم الفرنسي هذه، والتي أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وقوبلت بانتقادات حادة.