شهدت مدن وبلدات محافظة
إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل
جيش الفتح في محافظة إدلب، خلال كانون الثاني/ يناير الجاري، ما يقارب 10 عمليات اغتيال نفذها مجهولون بواسطة
عبوات ناسفة، مستهدفين قيادات وشرعيين تابعين لجيش الفتح، إضافة إلى سيارات لهيئات إغاثية مستقلة.
وبحسب الناشط الإعلامي محمد أبو اليسر، فإن العبوات الناسفة تزرع على جوانب الطرقات وتنفجر لحظة مرور المركبات العسكرية لمجموعات جيش الفتح، كما تطال
التفجيرات قادة عسكريين وشرعيين، في حين أن أغلب هذه التفجيرات استهدفت حركة أحرار الشام الإسلامية.
وقال أبو اليسر لـ"
عربي21"، إنه قبل يومين فقط؛ انفجرت عبوة ناسفة شمال مدينة سراقب بريف إدلب، مستهدفة مجموعة عسكرية تابعة لحركة أحرار الشام، أثناء عودتهم من جبهات حلب إلى إدلب، ونتج عن الانفجار إصابة ستة من عناصر الحركة بجروح متفاوتة الخطورة، في حين شهدت منطقة الانفجار انتشارا أمنيا كبيرا لعناصر الحركة دون التوصل إلى معرفة الفاعلين.
وكانت مدينة سراقب مسرحا لانفجارات عديدة بواسطة العبوات الناسفة، فقد شهد طريق سراقب الغربي أيضا؛ استهداف سيارة من نوع "بيك آب" تابعة لجيش الفتح، ما أدى إلى إصابة من كان بداخلها، في حين قتل اثنان من عناصر جيش الفتح في استهداف مركبتهم بمدينة سرمين بريف إدلب بواسطة عبوة ناسفة، بحسب الناشط الإعلامي.
وأوضح أن الاستهدافات لم تقف عند العسكريين أو الشرعيين من جيش الفتح، بل توسعت دائرة العبوات الناسفة المتفجرة لتطال المنظمات الإغاثية في محافظة إدلب، إذ إن مجهولين استهدفوا سيارة تابعة لمنظمة "كول الإغاثية" بواسطة عبوة ناسفة بين مدينتي حارم وكفرتخاريم، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
بدوره، أفاد الناشط الميداني عبد الله الإدلبي؛ بأن العامل المشترك بين جميع عمليات الاغتيالات هو الوسيلة المستخدمة، أي "العبوات الناسفة"، حيث يلجأ المجهولون إلى زراعة العبوة وتفجيرها بشكل محترف دون أن يشعر بهم أحد، ومن ثم مغادرة المكان، في حين تقف تشكيلات جيش الفتح عاجزة عن وضع حد لهذه الأعمال التي تزداد وتيرتها بشكل دوري، وفق قوله.
واعتبر الإدلبي، خلال حديث مع "
عربي21"، أن هدف العبوات الناسفة مجهولة المصدر هو إشعال صراعات وخلافات بين تشكيلات جيش الفتح، ورأى أن استهداف حركة أحرار الشام في غالبية التفجيرات سببه الانتشار الكبير للحركة في محافظة إدلب.
ولم يستبعد الناشط وقوف تنظيم الدولة وراء مثل هذه الأعمال، لكن أشار أيضا إلى إمكانية وقوف النظام السوري وراء الاغتيالات، انتقاما من جيش الفتح الذي يحاربه في جبهات ريفي اللاذقية وحلب.
وكانت العبوات الناسفة سببا في تعمق الخلافات بين حركة أحرار الشام وجند الأقصى، عقب إعدام خلية متهمة باغتيال قادة أحرار الشام والجيش الحر في إدلب، ثم تبين وجود عناصر من جند الأقصى بين أفراد الخلية، الأمر الذي نتج عنه تعليق جند الأقصى مشاركتها في القوة التنفيذية لجيش الفتح في محافظة إدلب.
وكانت مصادر ميدانية قد كشفت في قت سابق أن الخلية التي تم اعتقالها مطلع العام الجاري لاتهامها بالوقوف وراء أعمال الاغتيال، تتألف من 11 شخصا، اعترفوا بارتباطهم بتنظيم الدولة، وبين هؤلاء أربعة عناصر من تنظيم جند الأقصى، من بينهم ابن شقيقة قيادي بارز في اللجنة الأمنية لجيش الفتح، بحسب ما أوردته عدة حسابات إعلامية مقربة من جيش الفتح.