شن
شيخ الأزهر أحمد الطيب، الثلاثاء، هجوما شرسا وغير مسبوق على
الغرب والقيادات الدينية المسيحية فيه وعلى رأسها
الفاتيكان، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده مجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا برئاسة شيخ الأزهر.
ويعد مجلس حكماء المسلمين كيانا موازيا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر والمعارض للانقلاب في
مصر، وتم تأسيسه في دولة الإمارات عام 2014 لينافس الاتحاد، ويضم مجموعة من
العلماء المؤيدين للأنظمة العربية والإسلامية المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان شيخ الأزهر قد وصل إلى جاكرتا قادما من أبو ظبي على متن طائرة إماراتية خاصة، يرافقه أعضاء مجلس حكماء المسلمين، وخلال زيارته التقى الطيب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وألقى عددا من المحاضرات في جامعات ومراكز إسلامية.
مبادرة للتصالح في العالم الإسلامي
وأطلق شيخ الأزهر من جاكرتا دعوة للتصالح والتعايش والتسامح بين علماء الأمة الإسلامية ونبذ التعصب المذهبي الهدام، محذرا من خطورة التشدد ومحاولات فرض مذهب أو رأي بعينه على المسلمين.
وأضاف أن المذاهب التي تدعو للفرقة بين المسلمين يقف وراءها أعداء الأمة الذي يريدون إضعاف المسلمين، مشيرا إلى أنه أطلق منذ عدة أشهر دعوة للمعتدلين من علماء السنة والشيعة من أجل إصدار بيان الأزهر الذي يحرم القتل بين السنة والشيعة لكن هذه الدعوة لم تجد استجابة من المرجعيات الشيعية حتى الآن.
ورفض الطيب تكفير الشيعة، مشددا على أن الشيعة الخارجين من الملة هم فقط من يكذبون القرآن والسنة النبوية الصحيحة ويعطون الرسالة لغير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي محاضرة له بجامعة "شريف هداية" بمدينة جاكرتا، أكد شيخ الأزهر أهمية الدور الكبير الذي يلعبه مجلس حكماء المسلمين في إرساء دعائم التعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة ومحاربة التطرف والإرهاب، على حد قوله.
وأعلن مجلس حكماء المسلمين عن رعاية مبادرة للمصالحة في الدول الإسلامية، بحيث يكون للمجلس دور فاعل في وقف الحروب الأهلية والصراعات المسلحة في تلك البلدان، على أن تكون البداية بدولة اليمن.
كما قرر المجلس إرسال "قوافل سلام" إلى بورما للتضامن مع المسلمين المضطهدين هناك والتخفيف من تأثير الجرائم الوحشية التي تتعرض لها الأقلية المسلمة.
ووافق كذلك على إطلاق حوار مع منظمة "سانت أيبديوا" الإيطالية، والتي تدعو إلى التفاهم بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى لمواجهة الأزمات التي يمر بها العالم.
مهاجمة الفاتيكان
وخلال المحاضرة، شن شيخ الأزهر هجوما غير معتاد على الغرب، حيث قال إن بعض المؤسسات الدينية الغربية تناشد العالم الآن لحل مشكلة اضطهاد المسيحيين في الشرق العربي، على الرغم من أن الواقع يثبت أن ما يعانيه المسيحيون من اضطهاد وتشريد وتهجير في الشرق يقع أضعاف أضعافه على المسلمين الذين يهاجرون من الشرق الأوسط نجاة بحياتهم ويموت منهم الآلاف في الملاجئ وفي عرض البحار.
ورد شيخ الأزهر على النداء الذي أطلقه بابا الفاتيكان وأسقف روسيا لحماية مسيحيي الشرق من الاضطهاد، قائلا: "إذا كانت المؤسسات الدينية الكبرى في الغرب قد أطلقت هذه المناشدة، فإني بدوري أطلق نداء إلى قادة العالم وعقلائه لوقف اضطهاد غير المسلمين للمسلمين في الشرق والغرب حتى يعم السلام في العالم أجمع".
الغرب يدافع عن الشذوذ
وأضاف الطيب أن الغرب يدافعون عن الشذوذ الجنسي باعتباره من حقوق الإنسان طمعا في أصوات الشواذ في الانتخابات، حتى إن هناك بعض رؤساء الكنائس في أمريكا يعقدون زيجات بين الشواذ، متسائلا: "ماذا بقي لهم من تعاليم الإنجيل ،وكيف سيواجهون نبي الله عيسى عليه السلام بهذه الأفعال؟".
وتابع شيخ الأزهر: "إن الغرب يعاني من الانحلال الأخلاقي، وفي الوقت ذاته يطالبون المسلمين باحترام حقوق الإنسان ومن بينها الشذوذ الجنسي، لكننا نقول لهم إننا نعتبر الشذوذ من المفاسد والأمراض الإنسانية وليس من حقوق الإنسان".
وحول اتهام الإسلام بالإرهاب، قال شيخ الأزهر إن إلصاق هذه التهمة بالإسلام وحده من بين سائر الأديان السماوية يعد ظلما كبيرا وتدليسا واستخفافا بالعقول يكذبه الواقع والتاريخ الإنساني، مشيرا إلى أن أتباع الديانات الأخرى مارسوا، باسم أديانهم، الوحشية والعنف لقرون طويلة من بينها الحروب الصليبية في الشرق الإسلامي ومحاكم التفتيش ضد المسلمين في الأندلس والتي كانت بمثابة وصمة عار فى جبين الإنسانية.
وناشد الطيب العالم لإنقاذ المسلمين المضطهدين في بورما الذين يتعرضون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي وسط صمت المؤسسات الدولية ودول العلم أجمع، كذلك لا يمكن الصمت عما يعانيه المسجد الأقصى ومدينة القدس من احتلال وتهويد وتغيير لمعالمه الإسلامية، على حد قوله.