خطف مقاتلون من
تنظيم الدولة الجمعة نحو ألفي مدني أثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة
منبج السورية بعدما تمكنت قوات
سوريا الديمقراطية إثر معارك استمرت أكثر من شهرين من طردهم منها.
وقال المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية شرفان درويش:"خطف مقاتلو داعش حوالى ألفي مدني، بينهم نساء وأطفال من حي السرب في شمال منبج" في ريف حلب الشمالي.
وأشار إلى أنهم "استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس (على الحدود التركية)، ما منعنا من استهدافهم".
وكانت منبج تشكل إلى جانب مدينتي جرابلس والباب أبرز معاقل تنظيم الدولة في محافظة حلب في شمال سوريا.
بدوره، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عملية خطف المدنيين الذين تم "نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس".
وغالبا ما يلجأ التنظيم إلى احتجاز المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية تفاديا لاستهدافه، وهو ما أشار إليه مصدر كردي موضحا أن خطف التنظيم المتطرف للمدنيين هدفه "تجنب نيران قواتنا".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها عناصر التنظيم إلى خطف مدنيين، فإثر معارك عنيفة مع الجيش السوري في كانون الثاني/ يناير في مدينة دير الزور في شرق البلاد خطف تنظيم الدولة نحو 400 مدني في ضاحية البغيلية وأفرج لاحقا عن نحو 270 منهم.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الحالي من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة منبج، إثر هجوم بدأته في 31 أيار/ مايو بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أمريكية لطرد التنظيم من المدينة الاستراتيجية.
وتحصن مسلحو التنظيم في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني بوسط منبج، قبل انسحابهم تدريجا في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية، وفق درويش.
ومنذ سيطرتها على الجزء الأكبر من المدينة، طرحت قوات سوريا الديمقراطية مبادرات عدة لم يتجاوب التنظيم المتطرف معها وقد نصت على السماح لعناصره بالانسحاب من منبج مقابل إطلاق سراح المدنيين المحتجزين لديهم.
وأوضح درويش أن المدنيين المخطوفين هم "من سكان حي السرب فيما خطف آخرون من المربع الأمني وأحياء أخرى"، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية "تمكنت من إنقاذ نحو 2500 آخرين كانوا محتجزين لدى التنظيم".
وتعمل قوات سوريا الديمقراطية حاليا على تمشيط حي السرب بحثا عن أخر عناصر تنظيم الدولة الموجودين فيه.
وتعد منبج الخسارة الأبرز لتنظيم الدولة على يد قوات سوريا الديمقراطية التي كانت قد طردته من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا منذ تأسيسها في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.