أعلن تشكيل عسكري يسمى "المقاومة الوطنية السورية"، في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشمالي، عن تلقي دعم عسكري من النظام السوري؛ بهدف قتال القوات التركية، وإخراجها من الأراضي السورية.
وقال رئيس المكتب السياسي لما يسمى "المقاومة الوطنية السورية"، ريزان حدو، الاثنين، إن "المقاومة الوطنية بدأت تتلقى الدعم العسكري من النظام السوري، بعد أن رفضت عروضا أخرى من عدة جهات؛ بسبب ثبات موقف أعضاء المقاومة الوطنية بالترحيب بالدعم الذي يقدمه الجيش العربي السوري فقط".
وأضاف حدو، في حديثه لوسائل إعلام روسية وكردية، أن "المقاومة الوطنية السورية" ستبدأ قريبا في توحيد الجهود العسكرية؛ استعدادا للمشاركة في القتال ضد القوات التركية التي تنتشر داخل الأراضي السورية، حيث إنه من أولويات أهدافها طرد الاحتلال العثماني خارج الحدود السورية.
وأكد استعداد المقاومة الوطنية للبدء قريبا بتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق التي يحتلها الجيش التركي في شمال حلب.
من جهته، قال الناشط السياسي الكردي "محسن الشيخ"، في حديث خاص لـ"
عربي21": إن تسليح النظام السوري لما يسمى المقاومة الوطنية السورية جاء بالتزامن مع التطورات العسكرية التي يشهدها ريف حلب الشمالي منذ انطلاق العمليات العسكرية لقوات "درع الفرات" ضد تنظيم الدولة، بالإضافة إلى مواصلة قوات الجيش الحر بين الفترة والأخرى استهداف قوات
سوريا الديمقراطية، التي تستجيب لتنفيذ أوامر ضابط الجيش التركي، على حد تعبيره.
وأضاف أن تسليح المقاومة الوطنية من قبل النظام السوري ضرورة مشتركة لكلا الجانبين؛ من أجل تحقيق مصالح مشتركة على الصعيدين السياسي والعسكري، من خلال التصدي للمشروع التركي الذي يتماشى مع موقف وتطلعات الشعب في المنطقة، حيث يواصل سكان تلك المناطق الخروج في مظاهرات غاضبة؛ للتعبير عن رفضهم لوجود القوات التركية داخل الأراضي السورية.
وكانت عدة شخصيات سياسية وعسكرية أعلنت عن تشكيل "المقاومة الوطنية السورية" في المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية بشمال مدينة حلب في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث جاء في بيانها أنها تهدف إلى حل الخلاف بين المكونات السورية، وتوحيد طاقاتها لبناء سوريا موحدة ديمقراطية، والتصدي للاحتلال التركي، وردعه عن تحقيق أهدافه، واستعادة جميع الأراضي السورية منه، من جرابلس وحتى لواء الإسكندرون، والعمل مستقبلا مع كل القوى الوطنية لتحرير كل شبر محتل من أرض سوريا.
بدوره، قال قائد "لواء سرايا جرابلس"، أبا جاسم، في حديث خاص لـ"
عربي21": إن الوحدات الكردية، وبالتنسيق المباشر مع النظام السوري، ما زالت تتبع الأساليب القديمة التي تنتهجها منذ اندلاع الحراك الثوري في سوريا، باستخدام شخصيات سياسية وعسكرية مأجورة لتنفيذ مشاريع وأجندات كل من مليشيا صالح مسلم والنظام السوري على حد سواء، إلا أن قواعد اللعبة تغيرت اليوم، وقد أصبحت كافة الألاعيب ظاهرة للجميع، لافتا إلى أنها لن تنجح في ذلك .
واستبعد أبا جاسم قيام تشكيل ما يسمى "المقاومة الوطنية السورية" بتنفيذ أي عمل عسكري خلال الفترة المقبلة ضد القوات التركية أو الفصائل العسكرية التابعة للجيش الحر، المشاركة ضمن غرفة عمليات "درع الفرات"، بينما لم يستبعد قيام مليشيا "YPG" بمحاولة استهداف القوات التركية، ونسب العملية إلى تشكيل وهمي؛ بحجة الانتماء لفصائل الجيش الحر، على غرار ما تقوم به هذه المليشيا مع الفصائل العربية التي تساعدها بترويج مشروعها الانفصالي عبر وسائل الإعلام العربية والدولية.
يشار إلى أن الحكومة التركية أطلقت عملية درع الفرات فجر يوم 24 آب/ أغسطس 2016، لدعم فصائل المعارضة السورية، في سعيها لطرد تنظيم الدولة من منطقة الشمال السوري، بدءا من مدينة جرابلس، ثم توسعت لتشمل إبعاد المقاتلين
الأكراد إلى شرق نهر الفرات.