تعقد روسيا وتركيا الضامنتان لمحادثات "
أستانا" بين
المعارضة والنظام في
سوريا، آمالا كبيرة على إنجاح التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد ست سنوات من القتال، إلا أن التساؤل الملح يكمن في الخيارات والبدائل المتاحة في حال فشلت المحادثات.
انطلقت في العاصمة الكازاخية أستانا، الاثنين، الجلسة الافتتاحية للمباحثات بين وفدي المعارضة السورية والنظام، بمشاركة وفود من تركيا وإيران وروسيا والأمم المتحدة.
ورأى مراقبون في حديث لـ"
عربي21" أن محادثات "أستانا" بين طرفي النزاع في سوريا، هي بمثابة الجولة الأخيرة للاثنين، فإذا فشلت فإن العودة للاحتكام للسلاح تصبح حتمية، فيما أكد آخرون أن روسيا وتركيا تدركان ضرورة إنجاح "أستانا".
هل تفشل المباحثات؟
المحلل السياسي التركي أوكتار يلماز، قال في حديث لـ"
عربي21" إن "هذه المحادثات لم تعقد للتوصل إلى حل سياسي، وإنما لوقف إطلاق النار تمهيدا للمباحثات السياسية في جنيف"، مؤكدا أن "هناك رغبة من المعارضة وضغطا روسيا على النظام لذلك".
وأعرب عن اعتقاده بأن "الأطراف الضامنة تركيا وروسيا يدركان تماما على ضرورة إنجاح هذه المحادثات وتثبيت وقف إطلاق النار"، مرجحا في الوقت ذاته بأن "مباحثات أستانا لن تفشل".
ويتفق مع ذلك المحلل السياسي من موسكو رائد جبر في حديث لـ"
عربي21" قائلا إن "الرهان الروسي التركي لا يقوم على حسابات الفشل في أستانا، وإنما على ضرورة التوصل إلى الحد الأدنى وهو تثبيت لوقف إطلاق النار ووضع آليات للمراقبة".
وأضاف أن "الحديث عن فشل يمكن أن ينظر إلى سلبيات وعواقب وخيمة يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار نهائيا في سوريا. الآن كل الحديث يدور عن آليات تثبيت وقف إطلاق النار".
ما هي بدائل "أستانا"؟
وعلى صعيد البدائل المتاحة لدى روسيا وتركيا في حال فشلت محادثات "أستانا"، قال يلماز إن "مباحثات أستانا إذا فشلت، ربما لا تعقد مباحثات جنيف، لأنه إذا كانت الأطراف قد فشلت في وقف إطلاق النار، فكيف تتفق على مباحثات السلام".
وتوقع المحلل السياسي التركي، أن "الفشل يقود الأمور إلى الأسوأ والعودة للاشتباك المسلح"، لافتا إلى أن "المعارضة ليست بوضع جيد إذا عادت الأمور للسلاح، وكذلك لا يسمح الروس هذه المرة للنظام بالقيام بعمليات واسعة، ولا تطلق يد الميلشيات الإيرانية".
وأوضح يلماز أنه "لا بدائل عن محادثات أستانا، لأنه بعد ست سنوات لم يتمكن النظام من الحسم عسكريا بشكل كامل، ولا المعارضة بوضع أحسن وهناك مستقبل مجهول لجميع الأطراف، ومستقبل الموقف الأمريكي الجديد غير معروف، فلا بديل من التفاوض".
من جهته، قال المحلل السياسي رائد جبر لـ"
عربي21" إن "البديل هو العودة إلى السلاح وهذا أمر لمحت إليه بعض الفصائل المعارضة المشاركة في محادثات أستانا في حال فشل في تثبيت وقف إطلاق النار".
وفي حال لم يوقف إطلاق النار، بحسب جبر، فإنه "لا يمكن الحديث عن مسار سياسي، لأنه من دونه لا يمكن الذهاب إلى مفاوضات في جنيف، لذلك أعتقد أن الضامنين تركيا وروسيا يراهنان على الحد الأدنى وهو تثبيت وقف إطلاق النار ووضع آليات لمراقبة ذلك".
وكان المتحدث باسم فصائل المعارضة السورية أسامة أبو زيد قال، الاثنين، إنه "إذا نجحت الطاولة فنحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال".
من جهته، انتقد بشار الجعفري رئيس وفد النظام السوري فصائل المعارضة وخطابها في محادثات السلام. وفي مؤشر على انعدام الثقة المتبادل التي سيتعين على المحادثات أن تتجاوزه، قلّل الجعفري من دور تركيا كطرف في المحادثات قائلا إنها بين السوريين فقط.
يذكر أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حذر في 4 كانون الثاني/ يناير الجاري من فشل المحادثات في أستانا، قائلا إن "المعارضة في سوريا ملتزمة بوقف إطلاق النار لكن هناك انتهاكات من الجانب الآخر".