تساءل موقع روسي، السبت، عن مدى إمكانية لعب
روسيا دورا في نزع فتيل التوتر بين
إيران وإسرائيل، بعدما أصبحت
سوريا ساحة لتصادم مصالح العديد من اللاعبين الخارجيين، على حد تعبيره.
وقال "برافدا. رو" في مقال نقله عنه موقع "روسيا اليوم" إن "تطور الأحداث في سوريا وحولها يدفع بالسياسة الروسية إلى مرحلة جديدة. ويدور الحديث هنا عن بلورة بيئة إقليمية ملائمة للوصول إلى تسوية طويلة الأمد".
وبحسب الموقع، فإن "إحدى أهم المهمات في هذا الصدد هي العمل على تسوية الخلافات بين
إسرائيل وإيران. وإذا ما نجح الكرملين في العثور على حل مرض، فإن هذا سيهيئ الظروف لتسوية طويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط كلها".
وأشار إلى أن "سوريا أصبحت ساحة لتصادم مصالح العديد من اللاعبين الخارجيين، وكان ذلك مرتبطا إلى حد بعيد بطول ووحشية الحرب الأهلية في هذا البلد العربي".
ولفت الموقع إلى أنه "في مثل هذه الظروف، فإن الشرط الأساس لوقف تصعيد الصراع هو الحد من عدد المشاركين الخارجيين النشطين في النزاع، لإمكان التوصل إلى حل وسط بينهم. وإن أفضل نموذج يتمثل في أن يكون الحديث عن عدوين أساسيين فقط، يمكن أن توائم بين مصالحهما قوة ثالثة هي الأكبر نفوذا".
وأوضح أنه "إذا قيمنا خطوات روسيا في سوريا، فلا يمكن إلا أن نلاحظ أن موسكو بالذات تدفع القضية نحو صيغة المثلث، مستفيدة بمهارة من مزايا الوضع الراهن. ومن بين كل اللاعبين الخارجيين في ساحة الملعب السوري، وعلى اختلافهم، يكون على روسيا التعامل مع لاعبين اثنين فقط، ولكنهما الأكثر خطورة، وهما: إيران وإسرائيل".
فهاتان القوتان الإقليميتان، بحسب الموقع، تلعبان لعبة شائقة منذ زمن بعيد: كلتاهما تسعى لإعادة هيكلة الشرق الأوسط بصورة، تصبح هي فيه المركز الأساس للقوة والاستقطاب والنفوذ المؤثر في سير الأمور. وذلك بمساعدة آليات تشبه آليات "الحرب الباردة".
وبشأن زيارة نتنياهو إلى موسكو، قال الموقع إنه "ليس مصادفة أن يحاول نتنياهو، في زيارته إلى موسكو، إقناع بوتين بممارسة النفوذ على الإيرانيين لوقف تزويد حلفائهم الشيعة في سوريا من
حزب الله بأسلحة متطورة، وإلا فإن الإسرائيليين لن يتمكنوا من ضبط أنفسهم، ولن يكون بمقدورهم الحفاظ على الحيادية في النزاع السوري".
ولفت إلى أنه "لا يبدو المقصود فقط مسألة تسليح حزب الله. وعلى الأرجح أنه طلب من بوتين الحد من الدعم الإيراني للحزب. ومن المثير جدا أن وسائل الإعلام العربية سجلت بعد وقت قصير من ذلك انخفاضا ملموسا في تمويل الحزب، وهذا ما انعكس بصورة خاصة على وسائله الإعلامية، التي اضطرت بشكل حاد إلى التقليص من عدد موظفيها ومطبوعاتها".
وأعرب الموقع عن اعتقاده بأن "روسيا أبدت تفهما لطلب نتنياهو، وأن بوتين سيحاول الحصول على تنازلات أكبر من الجانب الإيراني أثناء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارة إلى موسكو نهاية الشهر الجاري، حول هذه المسألة، وذلك من أجل أقناع إسرائيل بنجاعة وساطته".
وعن الغارات الإسرائيلية ضد قافلة سلاح حزب الله في سوريا، قال الموقع الروسي إن "الغارة شكلت عن حق مفاجأة لموسكو. ومن الممكن تفسير ذلك كمحاولة من تل أبيب لممارسة الضغط على موسكو، قبيل زيارة الزعيم الإيراني، لكي تلعب الأخيرة دورا أكبر في الحصول على تنازلات منه، بشأن دعمها لحزب الله".
واختتم الموقع حديثه بتساؤل عن "توقيت الغارة الإسرائيلية الأخيرة"، مشيرا إلى أن "الإسرائيليين اختاروا توقيتا مناسبا جدا: ما بين زيارة نتنياهو وروحاني إلى موسكو، والهدف من كل هذا المخطط هو التحقق من مضمون السلوك الروسي في حال تدهور الوضع العسكري فجأة بين إسرائيل وحزب الله، وعلى من ستمارس روسيا الضغط، وكيف".