شنت طائرات إسرائيلية، مساء الثلاثاء الماضي، غارات على مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري في محيط العاصمة دمشق جنوب البلاد، بعد ثلاثة أيام من غارة شنتها على قاعدة عسكرية إيرانية جنوب دمشق.
وبحسب وسائل إعلام، فإن الغارات استهدفت مركزا عسكريا للبحوث العلمية في منطقة جمرايا غرب دمشق، إلى جانب مستودعات أسلحة تابعة للنظام وللحرس الثوري الإيراني وحزب الله.
وكانت الطائرات الإسرائيلية شنت غارات مماثلة، مساء الجمعة، على مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة، وسط حديث من النظام عن اعتراض بعض الصواريخ.
اقرأ أيضا: غارة إسرائيلية جديدة ودمشق تقول إنها اعترضت 3 صواريخ
وتأتي الضربات التي توجهها الطائرات الإسرائيلية من حين لآخر لأهداف في جنوب سوريا منذ بداية الثورة السورية، كترجمة فعلية للتصريحات الإسرائيلية حول اعتبارها الجنوب السوري بمثابة الخط الأحمر الذي يمنع فيه تواجد إيران وحزب الله.
وعند الأخذ بعين الاعتبار مسألة انتشار القوات الإيرانية وحزب الله على كامل الرقعة الجغرافية السورية، يتساءل مراقبون عن الأسباب التي تجعل من الضربات الإسرائيلية ضربات مقتصرة على الجنوب السوري.
بدوره أوضح الخبير العسكري العميد الركن أحمد رحال أن "إسرائيل تولي الانتشار الإيراني العسكري في الجنوب السوري أولوية في ضرباتها بسبب قربه من حدودها"، مشيرا إلى أن "هذا لا يعني أن تضرب إسرائيل أهدافا تقع خارج الجنوب السوري، في حال شعرت بخطورتها".
وأكد رحال في حديث خاص لـ"عربي21"، أن المواقع العسكرية التابعة للنظام تحولت إلى مواقع إيرانية، مبينا "أنه لم يعد هنالك من ثقل واضح لجيش النظام في دمشق وحماة وحلب وغيرها من المحافظات السورية الأخرى".
اقرأ أيضا: موقع إسرائيلي يكشف عدد قتلى الغارة على موقع إيراني بدمشق
وقال الخبير: "الأولوية الإسرائيلية هي ضرب مواقع القوات العسكرية الإيرانية في جنوب سوريا، وهذه الأولوية يحددها مركز القرار الإسرائيلي"، مضيفا أن "كل الاحتمالات مفتوحة".
من جهته، رأى المعارض السوري فهد المصري أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا في وتيرة الضربات الإسرائيلية للأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا.
وقال المصري في حديث لـ"عربي21": الحرب في سوريا لم تنته، وإسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يبدو انتصارا لإيران".
وأضاف، أن إسرائيل تدرك أن النفوذ الإيراني غير مقتصر على الجنوب السوري فقط، وإنما يتوزع من الشمال إلى الجنوب السوري، أي من حلب حتى درعا.
واستطرد المصري قائلا: "كي تبعد إيران الخطر الإسرائيلي عن نفسها ستسعى إلى تفجير ملفات إقليمية من بينها الملف الفلسطيني، من خلال تنفيذ بعض الاغتيالات لأسماء سياسية بارزة في الساحة الفلسطينية".
هل تنذر ضربات إسرائيل المحدودة لإيران بسوريا بمواجهة شاملة؟
هل باتت التسوية قريبة في عيون السوريين؟
بعد تورطه في سوريا.. هل تأييد حزب الله ضد إسرائيل مقبول؟