رأى محللون سياسيون سوريون تحدثت معهم "عربي21" أن تسيير الولايات المتحدة الأمريكية دوريات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية على الحدود السورية مع تركيا؛ هي رسالة واضحة لأنقرة بعدم الرضا الأمريكي عن شن الجيش التركي لأي عملية عسكرية ضد الوحدات الكردية شرقي الفرات.
وكانت القوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية
التي تشكل الوحدات الكردية القوة الرئيسية فيها، قد بدأتا قبل أيام، بتسيير دوريات
مشتركة على الحدود مع تركيا.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط السياسي جاسم المحمد أن
تسيير دوريات مشتركة بين القوات الأميركية والكردية ليس لأجل حفظ الأمن، بقدر ما هي
رسالة لتركيا بأن لا تقترب عسكريا من مناطق شرقي الفرات.
وأوضح المحمد في حديثه لـ"عربي21"، أن
وجود القوات الأمريكية في الشمال السوري يحجم العمل العسكري التركي، خاصة أن
أمريكا تضع نفسها في المناطق التي لا تريد
لتركيا السيطرة عليها، وبالتالي كأنها
خطوط حمر.
اقرأ أيضا: تركيا ترفض الدوريات المشركة بين أمريكا والمقاتلين الأكراد بسوريا
ورأى المحمد، أن تركيا لن تصطدم مع واشنطن في شرقي الفرات، بالرغم من أن هذه الدوريات المشتركة لا تسر تركيا، مشددا في الوقت ذاته
على أن "تركيا مصممة على توجيه ضربة قاسية لقسد شرقي الفرات عاجلا أم
آجلا".
من جهته، اعتبر المحلل والخبير العسكري محمد طلاس،
أن الولايات المتحدة لا تريد التصعيد مع تركيا، ولن تقف إلى جانب الأكراد في حال
قررت تركيا مهاجمتهم في شرقي الفرات، وبالتالي فإن الدوريات المشتركة أمر اعتيادي
إلا أنه جاء في غير وقته، وفق تعبيره.
واستبعد طلاس في حديثه لـ"عربي21"، أن
تؤثر الدوريات الأميركية الكردية المشتركة على العملية العسكرية التركية، خاصة أن
المسؤولين الأتراك قد صرحوا سابقا بمعركة وشيكة وهزيمة منكرة لوحدات الحماية
الكردية في المنطقة الشرقية.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف تسيير الولايات المتحدة الأمريكية لدوريات
مشتركة مع قوات وحدات الحماية الكردية على الحدود السورية مع بلاده بأنه "أمر
غير مقبول".
بناء قاعدة فرنسية في الرقة السورية.. ما الدلالات؟
لماذا لا تنشر تركيا تسجيلات "مقتل" خاشقجي وتحسم الجدل؟
"الجديد" تمدح نصرالله بإهانة الكعبة.. وتنديد واسع (شاهد)